علي حسن يروي سنوات التكوين في القاهرة الكبرى
يستضيف الإعلامي حسين الناظر في حلقة اليوم من برنامج سنوات التكوين الذي يذاع في الحادية عشرة والربع مساء على موجات إذاعة القاهرة الكبرى، الكاتب الصحفي الكبير علي حسن؛ رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ليتحدث عن أهم محطات التكوين التي أثرت في حياته.
ومن خلال اللقاء أكد حسن أهمية سنوات التكوين الأولى في حياة الإنسان خاصة إذا أُحسن توظيفها لإعداد الموهبة لتتبوأ مكانها المستحق في المستقبل، مشيرًا إلى أن حلمه منذ سنواته الأولى أن يصبح صحفيًا.
علي حسن يروي سنوات التكوين في القاهرة الكبرى
ويكشف علي حسن أنه ولد في 9 أغسطس 1958م؛ في حي الدرب الأحمر بالقاهرة، لأسرة تقدس العلم فهو الابن الوحيد بين أربع بنات ما جعله محاطًا بحب جميع أفراد الأسرة، حيث كان والده موظفًا بوزارة الثقافة ومحبًا للقراءة وحريصًا على أن يشترى الكثير من الكتب خاصة السلاسل المختلفة التي كانت تصدر وقتها مثل: اقرأ، إضافة إلى الصحف اليومية والمجلات المختلفة مثل: المصور وروز اليوسف وصباح الخير والهلال، وكان حريصًا على تثقيف أبنائه وأن يشتري لهم مجلات الأطفال مثل: سمير وميكي والمسلم الصغير، ما كان له أثرٌ كبيرٌ في تعلقه بالصحافة والكتابة وظهور إرهاصات الصحفي الصغير مثل: بداية الكتابة من خلال مراسلة مجلة المسلم الصغير التي كانت تصدر عن جمعية الشبان المسلمين، وتنشر له مقالاته وصورته على صفحات المجلة وهو في المرحلة الابتدائية.
وعن تأثره بالنشأة في حي الدرب الأحمر والقاهرة الفاطمية يروي الأستاذ علي حسن أن هذه النشأة كان لها أكبر الأثر في حبه للتاريخ والحضارة الإسلامية حيث كان يقضي وقته متجولًا بين الحواري والأزقة متمثلًا بأغنية محمد عبدالمطلب من السيدة لسيدنا الحسين، هذه الرحلة التي لا تزيد عن نصف ساعة سيرًا على الأقدام، متنقلًا بين الدرب الأحمر والغورية والأزهر والحسين ومنها إلى الجمالية، مشدوهًا بالمساجد والآثار الإسلامية العريقة، وهذا ما جعله عندما يزور دولة ما يبحث عن مزاراتها التاريخية التي تُحدّث عن تاريخها وحضارتها، وعلاقتها بالحضارة المصرية عبر التاريخ ومنذ القدم.
ويروي الأستاذ على حسن أن حبه للأستاذة أنيس منصور ومكرم محمد أحمد ونبيل ذكي جعله يسير على خطاهما ويختار -بعد تفوقه في الثانوية العامة- الدراسة بقسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة عين شمس التي تخرّج منه في عام 1980م؛ ويتذكر باسمًا أن مشرفة القسم أرادت اختبار صلابته وشغفه بالفلسفة، فقالت له إن نسبة النجاح في هذا القسم ضعيفة جدًا، وأنصحك بالبحث عن قسم سهل، فقال لها: هل هناك طالب واحد ينجح في الدراسة دون رسوب، قالت: نعم بالتأكيد! فقال لها: سأكون أنا هذا الطالب بإذن الله، وهذا ما جعله يشمر سواعده ويقبل على الدراسة بجد، وينهل من العلوم والمواد الفلسفية، ويقرأ عشرات الكتب في الفلسفة بخلاف المقررات الدراسية، ما جعله يتصدر المركز الأول على دفعته طوال السنوات الأربع.
كما يتحدث عن تأثره -وأبناء جيله- بفترة المد الثوري في الستينات، والأثر الكبير لنكسة 67، والمرارة التي أزاحها نصر أكتوبر المجيد، ومتابعته للأخبار اليومية عبر الإذاعة المصرية والصحف ومتابعة قصص الأبطال، ثم متابعته لمسيرة السلام التي قادها الرئيس السادات -رحمه الله- ومشاركته في بداية عمله الصحفي في التغطية الصحفية للانسحاب الإسرائيلي من سيناء، التي يصفها باللحظات الغالية جدًا في حياته.
ويروي الأستاذ على حسن مرحلة تكوينه الصحفي في وكالة أنباء الشرق الأوسط، وكيف أن حبه للصحافة جعله يختار العمل بوكالة أنباء الشرق الأوسط على أن يتعين معيدًا بالجامعة، وانتخابه عضوًا بمجلس إدارة المؤسسة كأصغر صحفي يفوز بهذا المنصب، وتدرجه في المناصب ليصل لقمة الهرم الصحفي، ويحكي تأثره بكبار الصحفيين خاصة أستاذه الكاتب الصحفي الكبير محمد عبد الجواد منصور رئيس التحرير وقتها؛ الذي تعلم منه حب العمل والانضباط وأن الصحفي في وكالة الأنباء يجب أن يمتاز بالسرعة والدقة والمصداقية، وأن التميز والنجاح طريقه الاتقان والتفاني والإخلاص في العمل، ويؤكد أنه تعوّد أن يقضي نحو 18 ساعة يوميًا في متابعة العمل والأخبار التي تنشر في شتى الوكالات العالمية.