رفقا بنفسك

قد يموت الإنسان منا وهو حي عندما يتمسك بفكرة خائبة يحبس نفسه فيها، فلا هو يقدر أن يحققها، ولا هو يستطيع أن يتركها وشأنها، فتتحول حياته إلى سجن مؤبد لا يرى فيه إلا العذاب.

كالمتشائم الذي لا يرى من الحياة إلا ما يريد أن يراه من مرارتها وضنكها، فهو يحمل نفسه بفعل اتجاهه التشاؤمي متاعب عدة هي أشد وقعا على أعصابه من الكوارث التي تقع به.

وفي الواقع، يمكن للأفكار الخائبة أن تكون أكثر خطورة من الأمراض الجسدية أحيانا، فهي تؤثر على جودة الحياة وتؤدي إلى الاكتئاب والعزلة والتشاؤم.

إن التمسك الأعمى بفكرة خاطئة ومتشائمة ومحبطة من الممكن أن يقتل الأمل والحيوية والطاقة لدى الإنسان، بحيث يصبح حيا في الجسد ولكن ميتا في الروح.

فعندما يتمسك الإنسان بفكرة أنه "غير قادر" أو "غير كفء"، ربما يبدأ في التصرف وفق هذه الفكرة، مما يؤدي إلى تحقيقها وجعلها حقيقة، فينسحب من التحديات، ويهمل مواهبه وقدراته الحقيقية، ويقفل نفسه عن آفاق جديدة.

لذا فإن ترك الفكرة الخاطئة والانفتاح على الحياة بكل إيجابيتها، والثقة بالنفس والآخرين هو ما يعيد الحيوية والحب للحياة من جديد.

لذا يجب أن نتحرر من الأفكار التي تسحق إنسانيتنا، ونتجاوز الدوائر المغلقة التي نحبس أنفسنا فيها. فقد نموت ونحن أحياء بسبب أفكارنا الخاطئة.

إن الإنسان الذي يتمسك بفكر خاطئ وسلبي يحول حياته إلى سجن يسكنه اليأس والإحباط. فهو يغلق على نفسه أبواب الإبداع والإيجابية، ويفقد طاقة الحياة وحبها.

ولا يكون ذلك إلا بسبب تمسكه بأفكاره، فهو من وضع تلك الأفكار لنفسه لكنها أصبحت تقيده.
وإذا ما أراد أن يتحرر عليه أن يتخلى عنها وأن ينظر لنفسه من نافذة جديدة.

ولذلك فإن التحرر من الأفكار الخاطئة والانفتاح على الأفكار الجديدة التي تعزز الثقة بالنفس وتشعره بالحيوية والسعادة، هو ما يعيد إليه روحه من جديد.وبينما كان قبلها ميتا في تلك الأفكار المحبسة، يصبح الآن حيا وواعيا لجمال الوجود من حوله وقدراته التي لم يستغلها. 

في الختام، يجب على الإنسان أن يتجاوز الأفكار الخائبة وأن يتركها خلفه، وأن يتحلى بالإيجابية والتفاؤل والثقة بالنفس.

يجب أن يتذكر الإنسان أن الحياة رحلة، وأن الأفكار السلبية لا يمكن أن تحد من إمكانياته وإنجازاته، وأن الحياة دائما تفتح أبوابا جديدة للتقدم والتطور. فالحياة تحتاج إلى الإيجابية والتفاؤل والثقة بالنفس لتحقيق الأهداف والتحديات.
‏
‏أخيرا.. لا تعش قبل أن تحرر نفسك من سجنها، فأنت مخلوق للحياة والنمو والتجدد الدائم.