لماذا لا يرحم الناس بعضهم بعضًا؟!.. نص خاطرة كتبتها مديحة كامل قبل وفاتها: الدنيا انقلبت لغابة
وجه القمر، صاحبة العينين الجاذبتين، والملامح الهادئة، والابتسامة الساحرة، فاتنة القاهرة.. الفنانة مديحة كامل، التي ولدت في مثل هذا اليوم، 3 أغسطس لعام 1948، وأصبحت واحدة من أهم وأجمل نجمات السينما المصرية.
ورغم جمالها، إلا أن مديحة كامل أيضًا كانت تتمتع بجمال روحها، فرغم الأضواء والشهرة والتعامل مع الجمهور الكبير، إلا أن فاتنة القاهرة كانت تعاني من الخجل الشديد، فلم تجد ما يعبر عن حالتها سوى اللجوء للكتابة، فكانت تكتب خواطر رائعة تعبر فيها عن حالتها في هذه اللحظة، من أبرز هذه الخواطر هي خاطرة الرحمة، التي دونتها الفنانة قبل وفاتها، وألقتها في أحد اللقاءات التلفزيونية بدأتها بـ: بسم الله الرحمن الرحيم.. ورحمتي وسعت كل شيء، الرحمة ما أجملها من كلمة، لماذا لا يرحم الناس بعضهم بعض؟، لماذا انقلبت الدنيا لغابة؟، هل ارتدينا إلى البدء هل هي دورة جديدة؟، هل يرجع الإنسان إلى العصور الأولى؟.
ذكرى ميلاد مديحة كامل
وتابعت مديحة كامل: ما هذه الجرائم الجديدة علينا، التي حتى لا تمس بصلة إلى الإنسانية، أم تقل ابنها، وابن يقتل أبويه، وامرأة تقتل زوجها، وأخ يقتل أخيه ولماذا؟.. إرث، حب، غيرة، هذه المتغيرات تفزعني، تجعلني أفكر كثيرًا، لو كان الإنسان قنوعًا بما لديه هل لو كان أكثر رحمة، لنتظمت مواعيد الأمور أكثر من ذلك؟.. ربما.
ويبدو أن مديحة كامل عانت كثيرًا، في حياتها فتعرضت لصراعات من بعض العاملين في الوسط الفني، فكانت دائمًا تطلب الرحمة من الناس، وأن لا يقسو أحد على آخر، وكأنها كانت تعلم بأن الحياة كل مرة تزادا سوءًا، فربما كانت خاطرة مديحة كامل عن الرحمة، هي وصية منها لجمهورها قبل وفاتها.