هل يصل الذهب العالمي إلى مستوى 2000 دولار بعد تقرير الوظائف الأمريكي؟
شاهدنا سعر الذهب العالمي ينهي سلسلة انخفاضه ويعكس حركته نحو الارتفاع بعد صدور تقرير الوظائف الحكومي عن الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن هل يستمر هذا الارتفاع حتى يصل الذهب إلى مستوى 2000 دولار للأونصة، الذي يعد بوابة الذهب نحو تسجيل مستوى تاريخي جديد؟.
وبحسب التحليل الفني لجولد بيليون، فإن الذهب قد تفاعل بشكل إيجابي مع تراجع بيانات التوظيف الجديدة في يوليو الماضي إلى 187 ألف وظيفة أقل من التوقعات 205 آلاف، بالإضافة إلى التعديل السلبي لقراءة شهر يونيو لتصبح 185 ألفا من 209 آلاف، وأيضا قراءة شهر مايو تم تعديلها بشكل سلبي لتصل إلى 281 ألف وظيفة بعد أن كانت عند 306 آلاف وظيفة.
التأثير اللحظي بعد هذه البيانات الضعيفة للوظائف الجديدة من وجهة نظر السوق دفع الذهب إلى الارتفاع؛ ليعود إلى التداول فوق المستوى 1940 دولارا للأونصة ويبتعد عن مستوى الدعم 1930 دولارا للأونصة الذي حاول كسره خلال جلسة نهاية الأسبوع الماضي.
وتظل بيانات الوظائف الجديدة بالرغم من تراجعها معتدلة بشكل كبير، وتدل على استمرار نمو قطاع العمالة، خاصة إذا علمت أن اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية يحتاج إلى نحو 100 ألف وظيفة شهريا لمواكبة النمو في السكان في سن العمل، وفق تحليل جولد بيليون.
سعر الذهب العالمي
وصدرت بيانات فرص العمل في وقت سابق هذا الأسبوع، وأظهرت أن هناك 1.6 فرصة عمل لكل شخص عاطل عن العمل خلال شهر يونيو؛ ما يدل على وفرة الوظائف في الاقتصاد الأمريكي وتغطيتها لمتطلبات البطالة.
وأظهر النصف الثاني من البيانات في تقرير الوظائف تراجع معدل البطالة إلى 3.5% في يوليو من 3.6% في يونيو، وهي مستويات شوهدت آخر مرة منذ أكثر من 50 عاما وأقل بكثير من تقديرات الاحتياطي الفيدرالي للبطالة عند 4.1% بحلول الربع الرابع من هذا العام، الأمر الذي يدل على قوة قطاع العمالة حتى الآن على الرغم من دورة رفع الفائدة العنيفة التي قام بها البنك الفيدرالي منذ مارس 2022 ليصل بالفائدة إلى أعلى معدلاتها منذ 22 عام عند 5.50%.
وارتفع أيضا متوسط الأجر في الساعة إلى 0.4% بنفس قيمة القراءة السابقة على المستوى الشهري، وجاء مقدار الزيادة في الأجور على أساس سنوي عند 4.4% وهو يعد مقياسا آخر للتضخم ليظل أعلى بشكل كبير جدا عن هدف التضخم الفيدرالي عند 2%.
ومن التحليل السابق لبيانات تقرير الوظائف، نجد أن قطاع العمالة لا يزال متماسكا بشكل كبير، ويزيد من فرص تحقيق التباطؤ الهادئ لنمو الاقتصاد الأمريكي، الذي يعني تراجع النمو دون التأثير على معدلات البطالة وفرص التوظيف، ولكنه أيضا قد يزيد من فرص إنهاء الفيدرالي الأمريكي لدورة رفع الفائدة بسبب تباطؤ خلق الوظائف الجديدة، ولكنه لن يحسم الأمر.
إذن فبيانات تقرير الوظائف الأمريكية لم تعطِ الذهب ما يبحث عنه من حافز كافٍ لبدء موجة صعود جديدة على المدى القصير تصل به إلى مستوى 2000 دولار للأونصة؛ لأن البيانات لم تحسم بعد توقعات توقف الفيدرالي عن رفع الفائدة، وفق الرؤية التحليلية لمؤسسة جولد بيليون.
بالإضافة إلى هذا فإن تزايد فرص التباطؤ الهادئ للاقتصاد الأمريكي يقلل من الدعم للذهب، الذي يفضل حدوث ركود اقتصادي واضح للاقتصاد الأمريكي؛ ليشهد انتعاشا كونه الملاذ الآمن في الأسواق المالية في أوقات الركود والأزمات الاقتصادية.
ويجب مراقبة الإغلاق الأسبوعي لسعر الذهب الفوري؛ فإغلاقه فوق المستوى 1930 دولارا للأونصة يضعف فرص الهبوط بشكل كبير، وإغلاقه فوق منطقة المقاومة 1940 – 1950 دولارا للأونصة يحيي فرص الارتفاع بشكل كبير ويصبح المستهدف المقبل للذهب عند منطقة 1975 – 1980 دولارا للأونصة.
وحتى الآن يبقى المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة بعيدا عن متناول الذهب الذي يتداول في منطقة متوسط بينه وبين المستوى 1900 دولار للأونصة منذ ثلاثة أسابيع، وحتى الآن لم يجد الذهب الدافع المناسب ليحسم اتجاهه.
وبالنسبة لتأثير بيانات تقرير الوظائف على سعر الذهب في مصر، فنجد أن التأثير يكاد يكون معدوما خاصة أن سعر الذهب العالمي لم يخترق مستويات مهمة خلال ارتفاع بعد صدور البيانات حتى الآن.
وأيضا ثبات عوامل التسعير المحلي مثل سعر صرف الدولار في السوق الموازية وضعف مستويات الطلب والسيولة لدى المشاركين في الأسواق، تقلل من فرص تأثر السوق المحلي بالمتغيرات في السوق العالمي، ويتداول سعر الذهب المحلي عيار 21 الأكثر شيوعا وقت كتابة التقرير عند 2160 جنيها للجرام.
