دعاء الاستخارة للسفر.. كيف أعرف أن الله قد اختار لي السفر؟
يفضل دعاء الاستخارة للسفر لمعرفة مدى أمان السفر ورضاء الله على تلك الخطوة وطلبًا لمعية الله وحسن اختيار الأفضل للإنسان، فكم من سفر تسبب في فقدان أعزاء وأحباب، وكم من سفر تخللته مخاطر وصعوبات، وكم من سفر عاد منه الإنسان خاسرًا أو فاقدًا لنعمة ما، لذلك تظهر أهمية صلاة الاستخارة والعلامات التي تطمئن المسلم لاتخاذ قرار السفر من عدمه.
دعاء الاستخارة للسفر
يعد دعاء الاستخارة للسفر أحد أهم الخطوات التي يجب اتخاذها قبل البدء في إجراءات السفر، وتظهر علامات محددة سواء نفسية أو بدنية أو غيرها يستدل بها الإنسان لاتخاذ قراره المناسب.
وحول دعاء الاستخارة للسفر، كشف مركز الأزهر للفتاوى الإلكترونية، أن صلاة الاستخارة هي صلاة يطلب بها العبد من ربع تعالى أن يختار له، وهي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بما أخرجه البُخَارِيُّ عَن جَابِر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُمورِ كُلِّهَا.
وأكد أن الحكمة من صلاة الاستخارة تسليم أمر العبد لله تعالى، واللجوء إليه للجمع بين خيري الدنيا والآخرة، ويسن للمسلم صلاة الاستخارة للسفر والدعاء بـ دعاء الاستخارة للسفر، يكون كالتالي:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِك الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا السفر خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا السفر شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ.
وله أيضًا أن يدعو في صلاته بالأدعية التالية:
- اللهم إن سفري في علم الغيب عندك فإن كان خيرًا لي يسره إن كان شرًا لي اصرفني عنه.
- يا رب أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا استعنت به أعنت، أن تلهمني ما هو خير لي في سفري وتقيني شر ما قضيت.
- اللهم أنت رب الغيب والشهادة، أنت تعلم مصيري فإن كتبت لي خيرا فيسره لي ويسرني له، وإن كتبت لي فيه ابتلاء فابعدني عنه وابعده عني.
- اللهم إني فوضت أمري إليك فاختر لي فإني لا أحسن الاختيار.
- يا رب أشهدك أني رضيت بما كتبته لي وأسألك في سفري النجاة من كل شر، والغنيمة من كل بر.
- اللهم وإن قدرت لي السفر فأرح قلبي به ويسره لي وارزقني توفيقًا فيه، وإن لم تختر لي ما يؤذيني فاصرف نفسي عنه.
- اللهم أستخيرك بقدرتك العظيمة أن تبعد عني السفر ما دام شرًا لي، وأن تيسره لي إن كان خيرًا لي.
- اللهم ارضني إن كان سفري شرًا لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري بما يعوضني، ووفقني إن كنت قدري لي السفر لخير فيه.
هل استخير في السفر؟
ويتساءل الكثيرون هل استخير في السفر أم أن الاستخارة للزواج فقط؟، وقد يتعارف بين الناس خطأ أن الاستخارة تكون في شأن الخطبة والزواج فقط، ولكن مركز الأزهر للفتوى أكد أن الاستخارة تكون في الأمور التي لا يعلم العبد الصواب فيها، فيستخير المسلم المولى عز وجل لييسرها له، مثل الاستخارة للزواج أو السفر أو العمل... إلخ.
سور صلاة الاستخارة
وأكد مركز الأزهر أن سور صلاة الاستخارة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي سورتي الإخلاص والكافرون، وتكون صلاة الاستخارة الأكمل والأفضل عند الفقهاء، عبارة عن ركعتين خفيفتين بنية الاستخارة، "يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة: "قُل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ"، وفي الثانية يقرأ بعد الفاتحة: "قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"، ثم يدعو بعد الصلاة بدعاء الاستخارة".
وجاء اختيار السورتين تحديدًا على ما سواهما، لما عرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ سورة الكافرون وسورة الإخلاص في بعض السنن النوافل مثل ركعتي الطواف، وركعتي سنة الفجر، وركعتي سنة المغرب، كما أوصى النبي الصحابة بقراءتهما قبل النوم وتعدان براءة من الشرك.
دعاء صلاة الاستخارة
يكون دعاء الاستخارة بحسب الأمر الذي نستخير الله فيه، فالدعاء ثابت وما يتغير هو الهدف من الاستخارة ونذكره في الموضع المخصص له، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم نص دعاء الاستخارة، والذي يقال في الصلاة بعد حمد الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله كما أوضح مركز الأزهر للفتوى، ثم يقول:
"اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِك الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأْمْرَ – ويذكر حاجته التي يصلي الاستخارة من أجلها- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأْمْرَ– ويذكر حاجته التي يصلي الاستخارة من أجلها- شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ".
متى يقال دعاء الاستخارة؟
حدد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، متى يقال دعاء الاستخارة، في فتوى للجنة الفتوى التابعة له نشرها عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، حيث أشار إلى أن هناك 3 مواضع للدعاء بـ دعاء الاستخارة لأي أمر ما وهي:
- بعد صلاة الاستخارة.
- بعد أي صلاة كانت.
- الدعاء فقط بدون صلاة.
وأوضح المركز أنه يمكن ترديد دعاء الاستخارة بدون صلاة، إذا تعذر على الإنسان أداء صلاة الاستخارة والدعاء معًا وفي أي وقت كان.
كيف أعرف أن الله قد اختار لي هذا الأمر؟
ولكن كيف أعرف أن الله قد اختار لي هذا الأمر؟، سؤال يراود الكثيرون، وحسمه مركز الأزهر بتشديده على أن المُستخير يجب ألا يتعجل نتيجة الاستخارة، ونفى ما يروجه البعض من اشتراط أن يرى من يصلي الاستخارة رؤيا تدل على الخير أو الشر في الأمر المُستخار من أجله.
إلا أن المركز أكد أنه لا مانع من أن "يظهر أثر الاستخارة في صورة رؤيا، أو سرور واطمئنان قلبي، أو تيسير حال"، فترى في منامك ما يسرك أو يشير لشر ما يقبضك من السفر، أو تنعم براحة نفسية تجعلك مقبلًا على السفر، أو عكس ذلك من انقباض الصدر وعدم الرغبة في السفر، كذلك عندما تجد تيسيرًا في إجراءات السفر كتوافر المال بعد أن كان صعبًا أو سير الإجراءات بسرعة غير عادية والعكس أيضًا.
ونوه مركز الأزهر إلى أنه يُفضل تكرار صلاة الاستخارة "حتى يحصل اطمئنان القلب"، وأن يفوض المسلم أمره لله ويعلم أن الخير كله في اختيار الله أيًا كان "فإن كان خيرًا فسوف ييسره الله تعالى له، وإن كان شرًا فسوف يصرفه الله عنه".
ونصح الأزهر المسلم بأن يكون راضيًا بما يختاره الله تعالى له، فإن تعسر الأمر لا يحزن بل يتيقن أن الله منع عنه شر، فليس بعد استخارة الله عز وجل ندامة.
دعاء الاستخارة بدون صلاة
يرى الفقهاء أن دعاء الاستخارة بدون صلاة جائز وله نفس الفضل والتأثير، وقالت لجنة الفتوى في الأزهر الشريف، أنه يجوز دعاء الاستخارة للسفر فقط بدون صلاة بشرط "إذا تعذر على العبد أداء صلاة الاستخارة والدعاء معًا".
دعاء السفر
ويجب أن يحصن المسلم نفسه في سفره بدعاء السفر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ روى عبد الله بن عمرو، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركب دابته كبَّر ثلاثًا ثم قال "سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ.. اللهم إنا نسألُك البرَّ والتقوى ومنَ العملِ ما ترضى اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ والخليفةُ في الأهلِ.. اللهم هوِّنْ علينا سفرَنا هذا واطوِ عنا بُعده.. اللهم أعوذُ بكَ مِنْ وعْثاءِ السفرِ وكآبةِ المُنقلبِ وسوءِ المنظرِ في الأهلِ والمالِ" وكان إذا دخلها قالها أيضًا ثم قال "آيبون تائبون لربِّنا حامدون".
ومن دعاء السفر أيضًا:
- اللهم احفظني في سفري هذا من شر ما قضيت ومن شر لصوص المال والنعم ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها.
- اللهم أنت الصاحب في السفر، اللهم اكتبلي في سفري هذا يُسرًا ولقلبي جبرًا واجعل قلبي مطمئنًا آمنًا برحمتك يا كريم.
- اللهم أسألك حفظًا عن يميني وعن يساري ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
- اللهم احفظني وردني لأهلي بعد سفري هذا سليمًا معافى موفقًا.
- يا رب أسألك صحبة الخير في سفري، وابعد عني صحبة السوء ويوم السوء.
- اللهم ارزقني في سفري هذا بِرًا وعافية وتوفيقًا، وأعوذ بك من سوء المنقلب وكآبة المنظر.
- يا رب إني أسألك في سفري هذا أن ترزقني رزقًا حلالًا واسعًا من غير تعب ولا مشقة ولا ضير.
- اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله وإن كان في الأرض فأخرجه وإن كان بعيدًا فقربه وإن كان قريبًا فيسره وإن كان قليلًا فكثره وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه.
- اللهم احفظ أهلي وكن لهم عونًا من بعدي وردني إليهم معافى مرزقًا غير خسران ولا مفقود.