الصحافة والإعلام وبينهما الأدب.. معلومات لا تعرفها عن أحمد الدريني أصغر رؤساء قطاعات المتحدة سنًّا
لا يوجد صحفي مصري في السنوات الأخيرة يحظى بهذا القدر من التنوع الذي يتمتع به أحمد الدريني، صاحب التجارب المختلفة والتطلعات اللا محدودة، فهو قلم صحفي يتميز بأسلوبه وحضوره اللافت في مختلف كتاباته والمنصات التي عمل بها، لدرجة تجعلك تدرك أنه هو من سطرها ونسج خيوطها، دون أن تطالع اسم الكاتب، فأسلوبه الرصين يدل عليه بشكل قلما تجده عند أي كاتب آخر في الوقت الراهن على الساحة.
ومع هذا، لا يمكن أن تعرف الدريني 38 عامًا بوصفه صحفيًا وحسب، رغم شهرته بكتابة مقالات الرأي وإجراء التحقيقات الصحفية المعمقة والنوعية، ففي السنوات الأخيرة ظهر الدريني على مقعد المذيع والمحاور التلفزيوني، ولمع نجمه سريعًا وتميز بإجراء حوارات تلفزيونية تحمل طابعًا خاصًا، كحواره مع أمير حدود داعش في سوريا "رشيد المصري" على سبيل الذكر لا الحصر.
وبين الصحافة والإعلام كان للأدب نصيب في رحلة الدريني، من خلال كتاباته الأدبية وعبر مجموعته القصصية "قميص تكويه امرأتان"، الصادرة عن دار الشروق والتي رُشح عنها لجائزة الملتقى العربي للقصة القصيرة بالكويت، ولجائزة ساويرس للآداب.
من الدستور كانت البداية
بدأت الرحلة المهنية لأحمد الدريني من صالة تحرير جريدة الدستور عام 2005، وبعدها خاض تجربة بجريدة البديل التي كان يرأس تحريرها الكاتب ونقيب الصحفيين الحالي خالد البلشي، وترأس الدريني قسم التحقيقات فيها، وهو في الثالثة والعشرين من العمر، ثم عمل بوكالة الأنباء الألمانية، فضلا عن الكتابة لعدة صحف ومواقع عربية.
أسبوع ساخن في بلاد الذهب والرصاص.. وشهر في واشنطن
عُرف عن أحمد الدريني التغطية المميزة للأحداث التي شهدها السودان خلال عام 2008 والتي نشرها تحت عنوان "7 أيام في بلاد الذهب والرصاص (9 حلقات)، وحصد على أثر مجهوداته فيها جائزة نقابة الصحفيين المصرية للتغطيات الخارجية، وكذلك تغطيته للانتخابات الأمريكية عام 2008 من 4 ولايات مختلفة، خلال رحلة امتدت لشهر في أنحاء أمريكا، والتي انتهت بتنصيب أول رئيس أسمر للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي مايو الماضي قدم أحمد الدريني حلقة خاصة مع الكتيبة المصرية المشاركة في قوات حفظ السلام بإفريقيا الوسطى، في برنامج عن قرب، الذي يعرض على شاشة القناة الوثائقية، وهي الأولى من نوعها على وسائل الإعلام المصرية، منذ مشاركة مصر في قوات حفظ السلام عام 1960، لتستعرض الوجود المصري في البعثة الأممية بإحدى أكثر مناطق الصراعات سخونة في العالم.
20 عامًا تقريبًا قضاها أحمد الدريني مبدعًا متنقًلا في الصحافة المصرية والعربية، إلى جانب توليه مسؤولية تحرير الصفحة الرئيسية للإصدار العربي من موقع "ياهو" العالمي.
حصل الدريني في تلك السنوات على العديد من الجوائز والتكريمات الصحفية، كما ذكرنا كانت الأولى من نقابة الصحفيين المصريين عن ملف "7 أيام في بلاد الذهب" وفي عام 2018 حصد جائزة هيكل في عامها الثاني، كما وصل للقائمة النهائية لعدة جوائز صحافية عربية.
الصحافة والإعلام وبينهما الأدب
أضحى الدريني بعد سنوات في الصحافة المصرية والعربية نجمًا بارزًا بملفاته الصحفية وموضوعاته الساخنة التي لطالما أثارها على صفحات الجرائد التي عمل بها خاصة في البديل، وصولًا إلى كونه محاورًا تلفزيونيًا من طراز خاص في الوقت الحالي، لكن الأدب أيضًا كان من بين اهتماماته وكعادته دخله ليضع بصمته فيه مبدعًا موهوبًا.
الدريني له 4 كتب منشورة تتراوح بين الأدبي والسياسي وهي: “ثلاثية العرش” و"قميص تكويه امرأتان" و"عائد من السماء" و"أسطورة السيد دودي".
وصلت مجموعته القصصية "قميص تكويه امرأتان" الصادرة عن دار الشروق، للترشيحات النهائية في جائزة الملتقى العربي بالكويت للقصة القصيرة، وجائزة ساويرس للآداب.
الوثائقيات.. من وحدة إلى قطاع
عمل الدريني رئيسًا لتحرير عدة برامج تلفزيونية، وكتب عددا من البرامج المذاعة على محطات الراديو ومنصات الإنترنت، وشارك في إعداد الكثير من الأفلام الوثائقية لأكثر من قناة عربية، ليكون الخيار الأنسب لمسئولي الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لترأس وحدة الأفلام الوثائقية بالشركة المتحدة، إلى جانب عمله مستشارًا للمحتوى لفضائية دي إم سي.
وخلال تلك الفترة قدم الدريني عددًا من البرامج التلفزيونية على شاشة دي إم سي منها: "الحق المبين" الذي تصدى في موسمه الأول للأفكار المتطرفة التي روجت لها جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم داعش والتيارات السلفية، وفي الموسم الثاني من الحق المبين، فنّد البرنامج قضايا الإلحاد ورد عليها بشكل منطقي، و"عن قرب" و"يحب الجمال" و"رجال صدقوا"، وكذلك حلقات من “مساء دي إم سي” و"اليوم" و"رجال حول الرسول".
كما فتحت المؤسسة العسكرية لأحمد الدريني أبوابها لإجراء حوارات إعلامية تسمح بإطلاع الرأي العام في مصر على مدى جاهزية القوات المسلحة وحجم التطوير المستمر في مختلف الأسلحة بها، وكان من بينها حوار جمعه مع الفريق محمد حجازي، قائد سلاح الدفاع الجوي في برنامج “عن قرب”.
وكذلك قدم الدريني حلقة خاصة من الكلية الجوية، يستعرض فيها تأهيل الطلاب داخل الكلية وكيفية إعدادهم ليكونوا جزءا من القوات الجوية المصرية، وكيفية التعامل مع الطلاب في الشهور الأولى من التحاقهم بالكلية.
يأتي هذا إلى جانب عدد من الحوارات العالمية التي أجراها أحمد الدريني، وتظهر للنور في الفترة المقبلة.
وقدمت وحدة الأفلام الوثائقية مستوى عاليا من الجودة في إنتاجها الذي كان لافتًا للانتباه، ومن بين أبرز الأفلام الوثائقية التي قدمتها الوحدة: "قطب - حريق القاهرة - حكاية الفرقة - طابا - من أحياها".
ومع نهاية العام الماضي جاء التحدي الأبرز لأحمد الدريني وهو تدشين القطاع الوثائقي في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وتأسيس أول قناة وثائقية مصرية، وتولى أحمد الدريني رئاسة القطاع الوثائقي، وكذا مهام الإشراف على القناة التي قدمت منذ تدشينها محتوى لاقى اهتماما كبيرا من المشاهد والجمهور في مصر.
