مصالح أمريكية إسرائيلية متضاربة وأهداف سعودية حاسمة.. ملف التطبيع بين تل أبيب والرياض إلى أين؟
يشهد ملف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل بوساطة أمريكية تطورات متلاحقة بشكل كبيرة هذه الأيام؛ حيث إن المفاوضين في قضية التطبيع بين تل أبيب والرياض، وصلوا إلى مرحلة مناقشة التفاصيل بما في ذلك تلبية مطالب السعودية، بأن تساعدهم الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير برنامج نووي، وتقديم ضمانات أمنية واضحة.
وسبق ذلك، الزيارة السرية التي أجراها رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع إلى واشنطن لمناقشة عدة قضايا مع المسؤولين الأمريكيين، جاء على رأسها ملف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وفي ذات الوقت، توجه مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سولفيان للرياض ليلتقي كبار المسؤولين السعوديين وكان في مقدمتهم الأمير محمد بن سلمان، وكان ملف التطبيع من أبرز الملفات التي ناقشها سوليفان في الرياض.
ويسعى كل طرف من الأطراف الثالثة لتحقيق مصالحه وأهداف من صفقة التطبيع المتوقعة بين السعودية وإسرائيل، فالولايات المتحدة ترغب في تقوية نفوذها بالشرق الأوسط، وكبح جماح الصين وغيرها من الأسباب، أما تل أبيب فتريد توسيع علاقاتها الإقليمية من خلال التبيط مع السعودية، التي توصفها بالجائزة الكبرى، وكذلك تعزيز نفوذها ضد إيران وغيرها من الأسباب، وأما الرياض، فإنها ترغب في تحقيق أهدافها إذا ما تمت هذه الصفقة وعلى رأسها دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ودعم ملف نووي قومي لها من قبل واشنطن، وأيضًا زيادة نفوذها الإقليمي.
تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل
وأشار تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إلى أن المفاوضين في قضية التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وصلوا إلى مرحلة مناقشة التفاصيل بما في ذلك تلبية مطالب السعودية، بأن تساعدهم الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير برنامج وتقديم ضمانات أمنية واضحة، واتفقت واشنطن والرياض على الخطوط العريضة لصفقة تعترف فيها السعودية بالاحتلال الإسرائيلي مقابل تنازلات للفلسطينيين وضمانات أمريكية ومساعدات نووية مدنية، وفقا لمسؤولين أمريكيين.
وأعرب المسؤولون الأمريكيون، عن تفاؤل حذر، بأن يتمكنوا خلال السنة القريبة، من التوصل إلى تفاصيل أدق لما يمكن أن يكون أكثر اتفاق تطبيع أهمية في الشرق الأوسط خلال الفترة الحالية، لكنهم يحذرون مع ذلك من أن احتمالات نضوج الصفقة قد تكون بعيدة أكثر.
وبحسب التقرير الأمريكي، فإن جو بايدن لم يقرر بعد الثمن الذي يرغب في دفعه، فإن تركيز الرئيس الأمريكي على الصفقة هو انعكاس لوجهة نظره القائلة بأن أمريكا يجب أن تظل لاعبًا مركزيًا في الشرق الأوسط لاحتواء إيران وعزل روسيا بما يخص حربها في أوكرانيا، وإحباط جهود الصين لدحر مصالح واشنطن في المنطقة.
وقال المسؤولون الأمريكيون، إن واشنطن تسعى للاستفادة من الصفقة المتوقعة من خلال الحصول على تأكيدات من المملكة العربية السعودية بأنها لن تسمح للصين ببناء قواعد عسكرية في المملكة، وهي قضية أصبحت نقطة حساسة خاصة بين إدارة بايدن والإمارات العربية المتحدة، وكذلك السعي إلى فرض قيود على الرياض باستخدام التكنولوجيا التي طورتها شركة هواوي الصينية والتأكيد على السعودية باستخدام الدولار الأمريكي، وليس العملة الصينية، لتسعير مبيعات النفط.
ويسعى السعوديون أيضا إلى الحصول على تنازلات كبيرة من إسرائيل من شأنها أن تساعد في تعزيز إقامة دولة فلسطينية، وفي المقابل، تضغط الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية لفرض قيود على علاقتها المتنامية مع الصين.
وصرح مسؤولون سعوديون لوول ستريت جورنال، بأن بن سلمان ليس في عجلة من أمره للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، خاصة في ظل الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل والذي يعارض بشكل واضح قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وفي السياق ذاته، قال أربعة مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد الحصول على اتفاق أمني مع الولايات المتحدة يركز على ردع إيران في سياق الصفقة الضخمة التي تحاول إدارة بايدن التوصل إليها مع السعودية وإسرائيل، وفقا لموقع أكسيوس الأمريكي.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن الاتفاق الرسمي، الذي من المرجح أن يوافق عليه الكونجرس، سيعطي ضمانات أمنية أمريكية أقوى لإسرائيل في وقت تواصل فيه إيران دفع برنامجها النووي.
وكجزء من المحادثات حول الصفقة، تناقش إدارة بايدن والمسؤولون السعوديون اتفاقية أمنية محتملة من شأنها أن تمنح ضمانات أمنية أمريكية للمملكة العربية السعودية، وفقًا للموقع.