الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

النيجر.. صراع النفوذ بين روسيا وفرنسا بأيدي العسكريين وحياة بازوم

النيجر
سياسة
النيجر
الجمعة 11/أغسطس/2023 - 10:21 م

افتحو باب القصر.. توقف أنت محتجز، هكذا بدا الوضع في باحات قصر الرئاسة بعاصمة النيجر، نيامي، صبيحة يوم السادس والعشرين من يوليو الماضي، بعدما أقدمت قوات الحرس الرئاسي في البلاد على احتجاز محمد بازوم رئيس البلاد، وإعلان سيطرته على السلطة وتوقيف المؤسسات الحكومية وتعطيل الدستور، في خطوة تسببت في هزات متتالية بقصر الرئاسة الفرنسية الإليزيه، كون النيجر آخر معاقل القوات الفرنسية ونفوذها السياسي المتواجد غرب القارة الإفريقية، لتوجه الحكومة الفرنسية أصابع الاتهام صوب موسكو وتحديدا ذراعها العسكرية غير الرسمية المسماة فاجنر.

فرنسا لا تريد الخروج من النيجر

فمنذ الساعات الأولى من إعلان احتجاز رئيس النيجر محمد بازوم، من قبل قوات الحرس الرئاسي بقيادة الجنرال عبدالرحمن تشياني، سارعت فرنسا إلى إعلان خطوة الحرس الرئاسي بانقلاب عسكري على الحكم الديمقراطي، إلا أن عدد من مواطني الدولة الكائنة غرب إفريقيا والتي تتجاور مع كل من مالي وبوركينا فاسو، الدولتين اللتين طردتا القوات الفرنسية خلال السنوات القليلة الماضية بعد خطوة مماثلة من جيشي كلا البلدين؛ سارعوا محاصرة السفارة الفرنسية معلنين رفضهم التدخل الفرنسي في بلادهم، وتأكيدهم تأييد عزل الرئيس بازوم من قبل القوات العسكرية، ورفعهم علم روسيا باعتبارها منافس لفرنسا والدول الغربية في إفريقيا.

إزاحة بازوم من السلطة تسببت في هزات لم تتوقف بعد بأروقة قصر الإليزيه، كونه حليفًا قويًا لباريس، وشريكا اقتصاديا قويا، ويعد من بين آخر القادة الموالين لها في منطقة الساحل الإفريقي، بعد إزاحة مؤيديهم من السلطة في كل من مالي وبوركينا فاسو المجاورتين في خطوة مماثلة خلال السنوات الماضية.

محمد بازوم رئيس النيجر

موارد النيجر في أعين فرنسا وروسيا

أزمة السيطرة على مقاليد الحكم في النيجر سلطت الضوء على موارد الطاقة التي تمتلكها نيامي، والتي في مقدمتها اليورانيوم، إذ تمتلك أحد أكبر احتياطيات العالم من اليورانيوم وتعد سابع أكبر منتج له، إلى جانب كل من الذهب والنفط، وتسيطر فرنسا على مناطق استخراج اليورانيوم، حيث تعتمد باريس على النيجر في الحصول على 35 في المئة من احتياجاتها من اليورانيوم، لمساعدة محطاتها النووية في توليد 70 في المئة من الكهرباء.

وأثار الانقلاب أجراس الإنذار في فرنسا وحلفائها الغربيين، تزامنًا مع تمدد قوات روسيا غير الرسمية المعروفة باسم قوات فاجنر، في دول غرب إفريقيا، فيما اتهم المتحدث باسم الانقلاب في النيجر العقيد، أمادو عبدالرحمن، فرنسا بالسعي للتدخل العسكري في بلاده، بعد أن هددت دول غرب أفريقيا المجاورة للنيجر بالتدخل عسكريا، إذا لم يعد بازوم إلى منصبه خلال فترة وجيزة، في قرار دعمته دول غربية في مقدمتها فرنسا.

روسيا تريد كعكة اليورانيوم

عل الجانب الآخر، دخلت روسيا في منافسة مع فرنسا خلال السنوات الأخيرة، حيث تسعى لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع دول غرب إفريقيا، وتعزيز وجودها العسكري عبر مجموعة فاجنر الروسية، النشطة خلال الآونة الأخيرة في كل من أفريقيا الوسطى وتشاد ومالي وغينيا بيساو، وليبيا، والسودان.

وما زاد الصراع الفرنسي الروسي توترًا خلف ستار التغيرات الإفريقية، ما جاء في البيانات المتتالية في دول الساحل الثلاثة، مالي وبوركينا فاسو وآخرهم النيجر بخطاب قومي ومظاهرات مناهضة لفرنسا ومؤيدة لروسيا، حيث ظهر العلم الروسي منذ الساعات الأولى من الإطاحة بالرئيس محمد بازوم، واتهم متظاهرون من مواطني النيجر فرنسا بنهب ثروات بلادهم، فيما قال يفجيني بريجوجين، تعليقًا على انقلاب النيجر: الأحداث في النيجر كانت جزءا من حرب الأمة ضد المستعمرين، حسبما نقلت وكالة فرانس برس.

احتجاجات النيجر

إيكواس تلقفت رسالة بريجوجين

رسالة بريجوجين جاءت قبل ساعات من قمة دول غرب إفريقيا إيكواس (المدعومة من فرنسا)، التي أعلنت مضيها قدمًا في خططها لتدخل عسكري متوقع في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه مرة أخرى، بنشر القوة الاحتياطية التابعة للمنظمة لإعادة النظام الدستوري في النيجر، فيما علقت المجموعة ذاتها عضوية كل من مالي وبوركينا فاسو وغينيا، التي شهدت جميعها سيناريو مماثل للنيجر خلال السنوات الماضية.

وسرعان ما أعلنت فرنسا دعمها الكامل لكل القرارات التي تبنتها إيكواس، وجددت إدانتها الشديدة لمحاولة الانقلاب الجارية في النيجر، وكذلك احتجاز الرئيس محمد بازوم وعائلته، إلا أن روسيا حذرت في بيان لوزارة خارجتيها، من أن أي تدخل عسكري في النيجر، من شأنه أن يزعزع الاستقرار بقوة في المنطقة، وأن حلا عسكريًا للأزمة في النيجر يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد في منطقة الساحل والصحراء بأسرها، ما يشير إلى تأييد موسكو لخطوة الحرس الرئاسي في النيجر بإزحة الرئيس محمد بازوم (المدعوم من فرنسا وحلفائها الغربيين) من منصبه، ونشوب مواجهة فرنسية روسية غير مباشرة في أدغال إفريقيا، إذ تسعى باريس لاستمرار بقائها في غرب إفريقيا من خلال النيجر، فيما تسعى موسكو إلى طرد المستعمر القديم المتمثل في فرنسا من غرب إفريقيا لشغل قواعدها الشاغرة.

تابع مواقعنا