صلاح عبد الصبور.. شاعر اللون الأسود
في مثل هذا اليوم 13 أغسطس عام 1981 تعرض الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور لهجوم من قبل بعض المثقفين واتهموه بالتطبيع الثقافي مع إسرائيل، وكان ذلك في منزل الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، ولم يحتمل صلاح عبد الصبور هذا الهجوم فأصيب بأزمة قلبية دخل على أثرها المستشفى وتوفي فجر اليوم التالي مباشرة، وتلك هي رواية زوجة عبد الصبور عن سبب وفاته.
صلاح عبد الصبور المولود في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق، بمحافظة الشرقية، تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة وكان واحد من تلاميذ الشيخ أمين الخولي، وبدأ عبد الصبور حياته بالشعر التقليدي لكن سرعان ما هجره واتجه إلى كتابة الشعر الجديد ليصبح أحد رواد شعر التفعيلة.
تضم المسيرة الشعرية لصلاح عبد الصبور الكثير من الدواوين منها: الناس في بلادي وهو أول دواوينه وقد صدر عام 1957، وكذلك ديوان أقول لكم عام 1961، وتأملات في زمن جريح عام 1970 وأحلام الفارس القديم عام 1964، وديوان شجر الليل عام 1973، والإبحار في الذاكرة عام 1977.
اتسم شعر صلاح عبد الصبور بأنه عبر عن قضايا العصر وأبرز ما يؤرق الإنسان وأزمات الجيل المعاصر، وقد انعكس ذلك بالطبع على وسائل التعبير الفني عن هذه الأزمات، لذلك غلب اللون الأسود على شعره.
صلاح عبد الصبور.. شاعر اللون الأسود
في دراسة بعنوان صلاح عبد الصبور والرمز اللوني للناقد الدكتور يوسف نوفل، أكد أن اللون الأسود هو الأكثر استخداما في شعر صلاح عبد الصبور ويرتبط بنفسيته، مما يدل على اضطراب الشاعر وإحساسه بالوحدة والوحشة.
وأكدت الدراسة أن اللون الأسود شاع عند صلاح عبد الصبور سواء بطريقة مباشرة أو من خلال استخدام أخرى للتعبير عن هذا السواد مثل الظلام والعتمة وغيرها من الألفاظ، كما أن اللون جاء أحيانا بشكل مفرد أحيانا أخرى بشكل مركب مقترنا مع ألوان أخرى.
وأضاف نوفل أبرز السمات الأسلوبية لشعر صلاح عبد الصبور هو توظيف اللغة المتداولة بين الناس، واستخدام لغة سهلة وبسيطة في شعره، بعيدة عن التقعر والغموض لكنها في الوقت نفسه ليست عامية.