ما عقاب صاحب القلب القاسي عند الله؟.. أزهري يجيب
أجاب الشيخ أحمد الصباغ، أحد علماء الأزهر الشريف، على سؤال ورد من أحد المتابعين نصه: هل أبعد القلوب عند الله القلب القاسي؟
وقال الصباغ خلال تصريحات تلفزيونية: عندما نتحدث عن القلب ونصفه بالقسوة، فهو شيء تقشعر له الأبدان، عندما تجد أحد عنده غلظة، وليس عنده رحمة بالفقراء وعنده شدة على الأيتام، وشديد على ما ولاه الله أمرهم، وتجده يُكره الناس فيه، فيقول عليه الناس هذا الإنسان قلبه قاسي.
و أضاف الصباغ: وخذوا بالكم أن أبعد القلوب عن الله القلب القاسي؛ ولذلك سيدنا الفضيل بن عياض قال: ما عاقب الله عبدًا أشد عليه من قسوة القلب.
الصباغ: القسوة في الحجارة ممدوحة بينما في القلب مذمومة
وتابع الصباغ: فالله سبحانه وتعالى عندما تكلم عن القلوب في القرآن، تكلم على أكثر من نوع لأنواعِ القلوب، ومن ضمن هذه الأنواع المُقلقة التي تحدث الخوف في النفس والتي تجعلك تقوم بمراجعة نفسك يا أيها الأب الذي لا يملك الرحمة، وتجعلك تراجع نفسك أيها المدير المسؤول في مكانٍ ما ولا ترحم من أقل منك مسؤولية، فهذه الآية تجعلك تراجع نفسك؛ قال الله تعالى عندما تكلم في سورة البقرة عن قصة البقرة مع بني إسرائيل نحو صفات هذه البقرة من حيث طول القامة واللون والحجم وبعد كل هذا يقول الله سبحانه وتعالى: "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة".
واستكمل: القسوة في الحجارة ممدوحة، بينما القسوة في القلوب مذمومة؛ لذلك لا نظلم الحجارة، فالقسوة في الحجارة تعني الصلابة، بينما القسوة في القلوب معناها، الشدة، وعدم اللين، ونزع الرحمة.
واختتم: فيجب على الأب أن يكون عنده لين ورحمه لزوجته وأولاده، فالأقرع بن حابس كان جالسًا عند النبي عليه الصلاة والسلام، فجاء سيدنا الحسن يلعب حول النبي وهو في مؤتمر عالمي، فقام سيدنا النبي شعر بالحنان لسيدنا الحسن وبينما كان الحسن يلعب على كتف النبي، فقبل النبي الحسن، فسيدنا الأقرع لم يعجبه الوضع فقال: يارسول الله أتُقبلون صبيانكم؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: نعم، فقال الأقرع: والله إن لي عشرة من الذكور ما قبلت واحدا منهم قط، فقال النبي له: يا أقرع ماذا أصنع لك وقد نزع الله من قلبك الرحمة فمن لا يرحم لا يُرحم.