كما عاد يوسف إلى يعقوب.. شاب يعود إلى أبيه بعد غيابه طفلا منذ 28 سنة بالأقصر
استقبل أهالي الرزيقات بحري بمركز أرمنت جنوب غرب مدينة الأقصر في مشهد مهيب عودة ابن من أبنائهم بعد غياب دام لـ28 عامًا في قصة تعيدنا من جديد لقصة عودة سيدنا يوسف عليه السلام لأبيه يعقوب، وتجسيدًا لقول الشاعر:
وقد يجمع الله الشتيتينِ بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا
جُمع شمل الشاب محمد عبد العاطي الهموش بأبيه وأهله.
خرج منذ 28 عاما وعاد
تعود تفاصيل القصة كما تداولها أهالي الرزيقات بحري بأرمنت جنوب غرب مدينة الأقصر لتسعينيات القرن الماضي، وبالتحديد في عام 1995، حينما اختفى محمد طفل من ذوي الهمم، ولم تفلح محاولات أهل القرية في البحث ليل نهار عن طفلهم المنشود.
واستمرت محاولات أهل القرية في البحث وبالرغم من خروجهم يوميًا إلى كل الأماكن بما فيها الصحراء الغربية، مستعينين بالجرارات الزراعية وبمساعدة الرجال من أهالي بلدته فإنه لم يكن لبحثهم جدوى.
خرج الطفل محمد عبد العاطي الهموش الذي لا يتكلم راكبا إحدى السيارات المتجهة إلى أسوان جنوبًا، ليجده رجل هناك يربيه بين بناته ويوصي زوجته قبيل وفاته بأن تكرمه كابنها، وهو ما حدث وجعله يعيش بمنطقة الكرور بأسوان طيلة تلك الأعوام.
توفي الشاذلي الأخ الأصغر لـ محمد إثر حادث أليم بداية رمضان الماضي، لتبيض عين العم عبد العاطي والدهم من الحزن على فقدان ابنيه، ولكنها كانت كإشارة مهد الطريق بها الله لعودة الابن الغائب لحضن أبيه.
عائلة أسوانية تحتضن محمد كابنها
وقال فراج حجاجي أحد أهالي الرزيقات بحري عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن شابين من القرية خرجا للعمل بمنطقة الكرور بأسوان، وهناك شاهدا محمد الذي يشبه والده تمام الشبه، فبدآ بالسؤال ليعلمها أنه غير معلوم أهله، ولكنه يعيش هنا عند أحد رجال الكرور طيلة 28 عامًا.
عودة الابن لحضن أبيه
ووصل الشابان المعلومة للعم عبد العاطي ليرى ابنه المفقود حيث قابل اشتياق الأب لابنه المفقود، رغبة أهل أسوان في عدم ترك "محمد" الذي عاش بينهم طيلة سنين، وطلبوا التثبت من كون محمد ابنا لأهل الرزيقات، ليتجهوا لعمل التحاليل اللازمة ليتم التأكيد، ويعود الهموش إلى أهله بعد طول غياب.