الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تجارب الاقتراب من الموت

الأحد 20/أغسطس/2023 - 07:18 م

في المقال السابق، وجه الشيخ محمد أبو النور رسالة لنا جميعا، حتى لا نخاف من البرزخ وانتقال أرواحنا بعد الممات فقال، «هذه رسالتي لكم.. لا تخافوا.. واطمئنوا.. لا داعي للقلق.. إنه مجرد انتقال.. وبعده سوف تلقى الأحبة.. سوف تكمل رحلة وجودك.. ولكن بلا تعب ولا مرض ولا مقدم ولا حزن.. ولاخوف من أي شيء.. إنه عالم جديد بهيج.. فيه مسرات لن تنتهي.. ونور لا يخبو أبدا.. هذا ما أقوله لك»..


أما في هذا المقال نتحدث عن أمثلة وتجارب للعودة من الموت. 
ففي لقاء مصور والنص من الجزء الأول، من الدقيقة السابعة). امرأة تدعى السيدة هيذر سلون، من دولة بريطانيا، لم تكن قد سمعت من قبل شيئا عن تجارب العودة من الموت إلى أن جاء اليوم الذي ماتت فيه بالفعل، وذلك عندما حدثت لها حالة حمل خارج الرحم وأصيبت بنزيف حاد فتم نقلها إلى المستشفى في حالة حرجة، تقول هيذر: (لا أذكر شيئًا عن مغادرتي إلى المستشفى، لابد أنني فقدت الوعى في مرحلة ما، ثم جاءت لحظة حيث وجدت نفسي واقفة بجوار سرير، ثم أدركت أن الذي على السرير هو أنا، حينها أدركت أنني أقف خارج جسدي، سمعت صوتًا من داخلي يقول «لا تقلقي من هذا، تعالي معي إلى هذا الضوء»، فمضيت خلال هذا النفق الضوئي وحينما وصلت إلى الجانب الآخر، كان حبًا وسلامًا تامين، لم أكن حتى قلقة من حقيقة ترك جسدي، ثم وجدت نفسي أمام «الكمال التام» إن كان يمكن لي وصفه.. وشعرت بأنني لا أستحق بأن أكون في هذا المكان المثالي التام، هناك ترى شريط حياتك منذ اللحظة التي كنت فيها صغيرًا، حيث تتذكر كل شيء تمامًا، وتشعر بالتأثيرات التي أحدثتها أفعالك على الآخرين. 
ثم بدأت أفكر بأنني سأموت، لم أرد أن أموت لأن لدى طفلًا صغيرًا لابد أن أرعاه، وهذا جعلني أشعر بالضيق الشديد، ثم حصلت صدمة قوية فإذا بي أصحو على الفراش والممرضات من حولي).
 

مثال آخر على العودة من الموت، الواقعة مذكورة في كتاب المصدر الأسود – لباتريس فان ايرسيل، وكذلك نشرتها مجلة «بارى ماتش» الفرنسية عام 1986).
بعد ست سنوات من نجاته كان توم روشستر - ولاية نيويورك - يروي قصته لمؤلف كتاب «المصدر الأسود»، كما كان قد رواها لأحد الصحفيين.. أنه عندما سقطت عليه شاحنة وزنها أكثر من ثلاثة أطنان كانت محملة بالحديد واستقرت فوق صدره وبطنه أطلق توم أنينا مكتوما سمعه بعض الناس الذي أسرعوا مذعورين في محاولة بائسة لإخراجه من تحت الشاحنة، ومرت عليه عشر دقائق هي أصعب ما في حياته لأنه لم يفقد الوعي خلالها، وهو يعتصر ويتهشم تحت الشاحنة شاعرا بكل ذرة ألم واختناق رهيب في جسمه وعظامه، وعندما بدأ رجال الإسعاف في رفع هيكل الشاحنة ليسحبوه على ناقلة الإسعاف كان قد فقد الوعي، وبدا وكأنه قد فارق الحياة وقد توقف عن التنفس، كما توقف قلبه عن الخفقان، رغم كل جهود الإنقاذ. وتهامس المسعفون «لقد انتهى».

 
كان هذا هو الوضع كما يبدو من خارجه.. أما من الداخل فكانت هناك أمورًا أخرى عجيبة تحدث له..
كان صوت توم يتهدج وهو يغالب دموعه، قائلا إنه في اللحظة التي سحبه فيها رجال الإسعاف من تحت الشاحنة، اختفت فجأة جميع ! الآلام والمخاوف التي كانت تغمره، وشعر بأنه على ما يرام تماما.. شعر بهدوء وصفاء واطمئنان أكثر من أي وقت مضى.. ثم أحس بنفسه يخرج من جسده» وينفصل عنه ويطفو للأعلى وكأنه أخف من الهواء ومن مكان عالٍ مرتفع.. 
ويقول توم روشستر، أنه شاهد جسده الممدد على الأرض محاطًا بالمسعفين، والدم يسيل من فمه ويختلط بالشحم والزيت..
وأنه رأى سيارة الإسعاف الحمراء واقفة في الممر، رأى الناقلة والمسعفون يسحبونها بسرعة ورأى أطفاله المصدومين والجيران ممسكين بهم.
رأى توم المشهد كاملا وبكل تفاصيله، ثم بدأ المشهد يتضاءل تدريجيا، وهو يبتعد عنه طافيًا لأعلى.. لأعلى..
ثم انقطعت الصورة ليجد نفسه بداخل ما يشبه نفقا اسطوانيًا مظلمًا.. صاعدًا.. مسحوبًا في ذلك النفق، عبره بسرعة متزايدة..
هنا أدرك ذلك استمر شعوره بالهدوء والسكينة الكاملة.. وجد نفسه أنه مات.. ومع ذلك استمر شعوره بالهدوء والسكينة الكاملة..

ثم رأى في نهاية النفق نورًا، ظاهرًا من بعيد.. بدا أولا كنجم صغير في الفضاء البعيد، ثم ظل يقترب، وينمو تدريجيًا حتى صار كالشمس.. شمس هائلة الضخامة ونورها أكثر سطوعًا وابهارًا من أي نور دنيوي.
ورغم ذلك فلم يزعجه أو يؤذي بصره كالأنوار الأرضية الساطعة، بل تضاعف إحساسه بالراحة والأمان..
وكلما اقترب من النور كان يشعر وكأنما هناك ذكرى قديمة مخبأة في أعماقه قد بدأت تستيقظ..
ذكرى كامنة تظهر الآن وتنمو تدريجيا، حتى تكاد تشمل كل عقله وروحه وكيانه، وكأنه كان هنا من قبل..
وأدرك أنه يعود إلى مكانه الأصلي حيث ينتمى إلى ذلك النور، الذي بدا الآن وكأنه يتكون من محبة نقية خالصة.. محبة لا يمكن مقارنتها بأي شيء دنيوي.. وغمره طوفان لا يوصف من الأمان والحب والسلام، وهو يقترب من النور.. ويقترب.. ويقترب..).
،عندما كان توم يسرد ذلك كان يبكي كل ثلاث أو أربع جمل.. وعندما أعلن أنه لا يستطيع وصف ذلك الشعور بالكلمات، سأله الصحفي: لكنك تتكلم عن المحبة، وهذا شيء نعرفه نحن..
أجاب توم: «أترى.. إن لي زوجة وولدان، أحبهما حبًا شديدًا، ولكن هذا الحب، بعداه الأقصى لا يشكل ذرة من الحب الذي شعرت به بحضور ذلك الكائن النوراني.. حب كامل وغير محدود».

عودة دروموستاكيوس - روسيا -

مثال ثالث عن العودة من الموت، حادثة مسجلة في مؤسسة أبحاث الاقتراب من الموت، يقول درو موستاكيوس - من روسيا - في ٢٠٠٦/١٠/٩، عندما كنت بغرفة العمليات وخرجت فاقد الوعي من فقداني من الدماء شعرت بروح ترف فوق رأسي.. وضغط قوي جدا على الصدر، وقدمي اليمنى كانت مرفوعه، ووجع رهيب بالإصبع الأكبر وكأن شيء يخرج منها، ولكن لم يكن واضحا ما هو هذا الشيء.. 
وفجأة شعرت بخفة حتى أنى أستطيع الطيران والتحليق.. فأخذت أحلق في سقف الغرفة وأركانها ونظرت لأسفل لأجد أناسا يرتدون ملابسا بيضاء وأقنعة أدركت أنهم الأطباء، وكانت صدمة لي حين رأيتهم ملتفين حول جسدي المتمدد فوق السرير! وطبيب منهم يقول: لقد توقف النبض والدماغ تماما، هكذا يكون قد مات، لا داعي لتتعبوا أنفسكم أكثر من ذلك.. كان شيئا صادما أن تسمع عن نفسك أنك أصبحت من ضمن الأموات.
ولكن سرعان ما تحول شعوري من الصدمة إلى الفرح.. الآن أشعر أني أصبحت متحررا.. كان شعورا رهيبا لا يوصف.. لم أعد أحب العودة لجسدي المتمدد فوق السرير والمليء بالخراطيم، لقد نجوت أخيرا من آلامه المبرحة.. الآن أستطيع التحليق أكثر من ذلك، وبالفعل ارتفعت لأكثر وأعلى واخترقت سقف المبنى لأجد نفسي في السماء وأصبحت أنظر من فوق على كل المحيطات والحقول وأسطح المباني، ولكن كانت هناك قوة تجذبني لأعلى من ذلك، شيئا مهيمنا دفعني إلى فوهة نفق مظلم رأيت في آخر النفق ضوء لامع، سبحت في اتجاهه.. كان المسيطر على ذهني في هذه اللحظة أني طوال حياتي كنت إنسانا بارا أحب مساعدة الآخرين ولا أعلم لماذا كنت أفكر في هذه النقطة تحديدا، أصبحت أكثر اقترابا من الضوء اللامع، لقد توقعت أني سأقابل الإله الذي كنت أسمعهم يتحدثون عنه..


شعرت برهبة كبيرة، لكن ظهر وجه أبي المتوفي في النفق، كان وجهه كبيرا للغاية وقد بدا غاضبا وهو يقول لي: ما الذي أتى بك إلى هنا، ليس هذا وقتك أرجع الآن.. حزنت لكلامه، وتحدثت في داخلي أنه يجب أن أجادل أبي فأنا أحب أن أبقى معه وأشعر بسعادة وسلام لا أحب أن أفقدهما..


وفي نفس الوقت الذي كنت أفكر فيه في هذا الكلام، لم أنطقه بعد، تكلم أبي مرة ثانية بلهجة آمرة: قلت لك أرجع الآن.. وشعرت عند ذلك بارتجاج فظيع في رأسي كله، وأفقت بعدها لأجد نفسي في غرفة العناية المركزة والتي غادرتها بعد سبعة وثلاثين يوما، وها أنا بعد ذلك أمارس حياتي وعملي وألهو أحيانا مع أطفالي ولكن لا يمكنني أن أنسى هذا الذي حدث لي).
هذه أمثلة مختلفة ومن أشخاص من بلدان مختلفة كان قد حكوا تجاربهم، وهذه التجارب هي أمثلة حقيقي للحياة بعد الموت وأن البرزخ حق وأننا ننتمي لمكان أفضل بكثير مما نحن فيه الآن وحياتنا هذه ما هي إلا نقطة انتقال لحياتنا الأبدية التي تنتظرنا بعد الموت..

تابع مواقعنا