أمانة في رقبتنا.. مسعف وسائق يعيدان 300 ألف جنيه لأسرة مصاب بالدقهلية
مع دقات الرابعة عصر أمس الأحد، كان السيد الجيوشي، أحد أفراد طاقم إسعاف جمصة، بمحافظة الدقهلية، يستعد لقضاء وقت راحته بعد عودته من أحد البلاغات الشاقة، أدى صلاته وجهز طعامه وجلس رفقة زميله السائق نادر المرسي ليتناولا غدائهما معًا، لكن سرعان ما تبدل الحال مثل كل يوم.
مسعفان بالدقهلية يعثران على 300 ألف جنيه مع مصاب في حادث طريق
في تمام الساعة 4.57 دق جرس الطوارئ، بلاغ جديد وحادث آخر يجب أن يهما مسرعين لإنقاذ ضحيته، استقل الاثنان سيارتهما رقم 1193، وتوجها نحو طريق جمصة بلطيم الدولي، ليجدا شابًا فاقدًا للوعي داخل سيارة انقلبت به بعد انفجار الإطار، ومواطنون يتجمهرون حوله.
تدخل المسعف ليتعامل مع المصاب، وقدم الإسعافات اللازمة له قبل نقله للمستشفى، ليفاجأ بحقيبة ممتلئة بالأموال، وأصر على تسليمها لأسرة المصاب بنفسه وبمحضر رسمي، باعتبارها عهدة في أمانته.
استلم المسعف الحقيبة وتبين أن المبلغ قيمته 298 ألف جنيه، بالإضافة إلى محفظة الشاب الشخصية وبها مبلغ 2000 جنيه، وهاتف محمول ومتعلقات شخصية، وجرى تسليمهم لأسرته داخل نقطة مستشفى جمصة.
ضرب طاقم الإسعاف مثالًا في الأمانة، ورفضا الحصول على مكافأة أمانتهما، وذلك لأنهما أديا واجبهما الوظيفي، حسبما أكد الجيوشي.
وأضاف المسعف أن وظيفته حملته أمانة الحفاظ على أرواح المصابين، ولم تكن المرة الأولى التي يعثر فيها على أموال ومشغولات ذهبية مع الحالات، ويتم تسليمها بموجب محضر رسمي لأسرهم.
وأوضح الجيوشي، أن الحفاظ على ممتلكات المصابين والمتوفين في الحوادث من صميم واجبهم الوظيفي، قائلًا: احنا بنعامل ربنا وبنحافظ على روح إنسان، مستحيل نبص لأي فلوس في الوقت دا، لو هتنفعنا كانت نفعت صاحبها الأول.
