الإفتاء تجيز وأزهريون يحرمون.. جدل فقهي حول خروج المرأة بالمكياج
تباينت آراء الفقهاء حول حكم خروج المرأة من منزلها بالمكياج؛ فمن جهتها، أباحت دار الإفتاء المصرية متمثلة في أمين الفتوى الشيخ محمد عبدالسميع، خروج المرأة بالمكياج الخفيف، بينما اختلف معه في الرأي بعض علماء الأزهر.
جدل فقهي بشأن حكم خروج المرأة بالمكياج
ومن ناحيته، قال الدكتور محمد علي الداعية الإسلامي، إنه لا يجوز للمرأة وضع المكياج عند الخروج من البيت وهي كاشفة وجهها، لقول الله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا، لأن ذلك يلفت أنظار الرجال إليها، فالمكياج الذي تضعه المرأة إن كان للزوج أو للمحارم فلا بأس به، وإن أرادت أن تخرج به فلا يجوز لها الخروج به إلا إذا كان وجهها مستورًا بالحجاب فلا حرج عند ذلك في وضعه.
وتابع علي، خلال تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: أما إن كانت كاشفة للوجه فلا يجوز لها الخروج به مطلقًا لأن الله تعالى يقول: ولا يبدين زينتهن، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: الزِّينَةُ زِينَتَانِ: زِينَةٌ ظَاهِرَةٌ وَزِينَةٌ بَاطِنَةٌ لَا يَرَاهَا إلَّا الزَّوْجُ. وَأَمَّا الزِّينَةُ الظَّاهِرَةُ فَالثِّيَابُ، وَأَمَّا الزِّينَةُ الْبَاطِنَةُ فَالْكُحْلُ وَالسِّوَارُ وَالْخَاتَمُ، رواه ابن أبي شيبة، وقال البيضاوي: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ﴾؛ كالحليِّ والثياب والأصباغ، فضلًا عن مواضعها لمن لا يحل أن تبدي له، ﴿إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ عند مزاولة الأشياء؛ كالثياب والخاتم، فإنَّ في سترها حرجًا.
حالات يجوز فيها وضع المكياج
وأوضح الداعية الإسلامي: فالمكياج حلال للمرأة المتزوجة الذي تضعه في بيتها أمام زوجها، أما بالنسبة لغير الزوج فلا يجوز لها أن تضع شيئا وتخرج به، أو تظهر به أمام من لا يحل لها، أما إن وضعت المكياج الخفيف لتحسين حالة البشرة والمظهر من عيب في مسمات جلدها، جائز بشرطين: أن يكون غير مبالغ فيه، وتكون هذه المرأة في سائر أحوالها مُلتزمة بالآداب والمظاهر الإسلامية.
وأضاف: والخلاصة، أنه اختلف أهل العلم في قوله: إلا ما ظهر منها، ما هو؟ فقال بعضهم: هو اللباس الظاهر، وقال بعضهم: ما كان في الوجه من الكحل ونحوه، وما كان في اليدين من الخاتم ونحوه، وهذا المذهب الأخير هو الذي ذهب إليه جمهورهم، فرأوا أن ما ظهر منها هو ما كان في الوجه واليدين، وبهذا فسر هذه الآية عدد من الصحابة، وفسرها غيره بأن المقصود بذلك اللباس الظاهر، فاللباس الظاهر كله من الزينة، لقول الله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد، فالزينة المقصود بها ما يستر العورة من اللباس، فهذا هو القول الثاني.
لايجوز عمل الميك أب أرتيسيت في هذه الحالة
وتابع الداعية الإسلامي: أما حكم عمل الميك أب أرتيست فاختلف العلماء في ذلك، فمنهم من قال يجوز إن كانت المرأة تتجمل لزوجها، ولا تبرز زينتها للأجانب، ولا تفتن بها الناس، وكان التجميل خاليًا من عمل محرم، كنمص الحواجب إلا للتزين للزوج، أو كانت حواجبها كثيفة تشبه الرجال فيجوز تهذيبها، ووصل الشعر إلا للزوج، والاطلاع على العورات، فلا حرج في عمل التجميل حينئذ، أما إذا اختل شيء من ذلك فلا يحل العمل في التجميل لأنه إعانة على محرم فلا تجوز.
وأضاف: وعلى هذا، فإذا كان هؤلاء المحجبات سيخرجن في مفاتن هذا التجميل فيراهن من لا تحل له رؤيتهن من غير المحارم، فهن كغيرهن لا يجوز تجميلهن؛ لأنه إعانة لهن على معصية، والقول الثاني وهو رأي دار الإفتاء المصرية، أن تتزين المرأة وتخرج من عند الـ ميكب أرتست على هيئة غير مرغوب بها فهي التي تسأل والإثم يقع عليها هي وليس على الـ ميكب أرتست.
أزهري: لا يجوز وضع الميك أب نهائيًا والخروج به
من جهته، قال الدكتور أحمد الصباغ أحد علماء الأزهر الشريف، إن وضع المرأة للمكياج والخروج به لا يجوز في كل الأحوال، لأنه يظهر زينة المرأة ويبرز مفاتنها، موضحًا أنه لا فرق بين المكياج الثقيل والخفيف في هذا الجزء، ويجوز أن تضعه لزوجها والنساء فقط على أن لا يراها سوى المحارم.
وتابع الدكتور أحمد الصباغ خلال تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: لا يجوز للمرأة أيضًا أن تخرج من بيتها متعطرة، فقد قال الحديث الشريف: أيما امرأة تعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية، موضحًا أن هذا لا يعني الزنا بل من الزينة الكاملة أي أن وضع العطر يماثل الزينة الكاملة، ولكن يسمح للمرأة بوضع مزيل العرق عند الخروج من منزلها.
يجوز عمل المرأة ميك أب أرتيست
وأضاف الصباغ: يسمح للمرأة بوضع مزيل العرق عند الخروج من المنزل، منوهًا بأن عمل المرأة بمهنة الميك أب أرتيسيت يجوز في حالة واحدة إذا كانت ستضع المكياج للنساء فقط، موضحًا أنها غير مسؤولة عن المكان الذي تذهب إليه المرأة الأخرى إذا كان فرحها أو خطبتها أو غيره.
دار الإفتاء تجيز للمرأة الخروج بالمكياج الخفيف
وكان الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال خلال تصريحات متلفزة، إن المكياج الطبيعي الخفيف جائز شرعًا، موضحًا أن الفقهاء لديهم تفرقة بين المكياج الطبيعي الخفيف والمكياج الثقيل الزائد عن حده، لأن المكياج الثقيل فيه إلحاح ولفت للنظر وهو فيه كراهة.
وتابع: في معنى مهم جدا الفقهاء يتحدثون عنه فبعض البنات بيعملوا تدليس على الخاطب، بتعمل تجمل على من يأتي يخطبها، بتلبس عدسات لاصقة، أو خلافه من أجل التجمل، فلو العريس عرف إن دي زينة وتجمل خلاص مفيش ذنب.
وعن عمل الميك أب أرتيست، قال: الفقهاء بيقولوا الحرمة إذا لم تتعين حلت، فالمهنة دي بتعمل إيه بتجمل البنات عشان أزواجهن، وفيه بنات ممكن تتزين لأمور أخرى فالأثم على الفاعلة، وليس على من قامت بطلب عمل المكياج وليس من فعلته.