الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حِملان على الأيدي والظهر| عاملة نظافة تجمع القمامة بابنتيها: علينا ديون وبروّح معيطة من كلام الناس بالشارع

عاملة نظافة تجمع
كايرو لايت
عاملة نظافة تجمع القمامة بابنتيها
السبت 26/أغسطس/2023 - 03:20 م

ضاق بها الحال فقررت حمل القمامة وأطفالها معًا، تاركة كل جزء بجسدها يشكو قسوة الظروف، حتى أصيبت بارتخاء الأعصاب بسبب حملها الثقيل، لكن بمجرد النظر لوجه طفلتيها، اللتين تتحرك بهما وكأنهما لا تزالان في رحمها، تستطيع إكمال طريقها الشاق وجمع قمامة الحي.

عاملة نظافة تجمع القمامة بابنتيها: علينا ديون وبروح معيطة من كلام الناس بالشارع

إسراء كانت تعيش وسط أسرتها بمحافظة الفيوم منذ سنوات، لم تشقى في حياتها أبدا، بحسب روايتها لـ القاهرة 24، فبحكم عمل أهلها في تجارة السمك، كانت تعيش معهم حياة هانئة، يبدأ الصيد بالفجر وينتهي العمل في المغرب، حامدين الله على قوت يومهم.

عاملة نظافة تجمع القمامة بابنتيها

Screenshot 2023-08-26 150409
Screenshot 2023-08-26 150409

إلى أن تزوجت وابتعدت عن أهلها، حتى تنتقل مع زوجها إلى القاهرة بعُش الزوجية، وأنجبت ابنتها الأولى شذى، والتي تبلغ من العمر الآن عاما ونصف، ولم يمر وقت طويل حتى أنجبت الابنة الأخرى مها، والبالغة من العمر أربعة أشهر.

لاحظت إسراء أن ظروف الحياة تغيرت، والحال بدأ يضيق بزوجها العامل في مطحن، والذي لم يكفِ راتبه مصاريف البيت، وتراكمت عليهما الديون، حتى أنها في ولادتها الثانية اضطرت للدين، قائلة: مكانش معايا فلوس أولد فاستلفت.

إسراء مثل أي زوجة أصيلة، قررت أن تقف بجانب زوجها لسداد ديونه، وحتى تساعد في تغطية مصاريف بيتها وبناتها الاثنتين، لذلك ظلت تبحث طويلًا عن عمل سواء في المصانع أو الخياطة، لكن لم يتقبلها أحد بأطفالها.

هناك من علم بحال إسراء وبحث لها عن عمل، فعرض عليها العمل في جمع القمامة، فهي المهنة الوحيدة التي لم تعترض على أطفالها، فأصبحت تمشي كل يوم على قدميها لمدة ساعة، من منطقة الملك الصالح وحتى المنيل، حاملة على يديها وظهرها بنتيها، واليد الأخرى كيس القمامة.

كله لأجل لقمة العيش وأسد القرشينات ولأجل إن معملش حاجة غلط، بهذه العبارة وصفت إسراء قبولها بعمل عاملة نظافة بالشوارع، لم تلتفت لأحاديث الآخرين عنها، فكل ما يدور بذهنها كل صباح هو سداد ديونها هي وزوجها، ومساعدته في الإنفاق على صغيراتها.

وقالت إسراء عن عملها بالشارع مع ابنتيها: أنا بيصعب عليا من جوايا وبيصعب عليا عيالي، لكن أنا متشرفة لأن شغلانتي بالحلال، لكني بتضايق لما حد بيقولي يا بتاعة الزبالة، غصب عني دمعتي بتنزل على خدي، وناس تانية بتتهمني إنِ معنديش رحمة ببناتي.

تحاول إسراء يوميًا ألا تلتفت لكلام الآخرين في الشارع، على الرغم من كونه مثل الخناجر المسددة لها من حين لآخر، تعود إلى بيتها كل يوم وأثر الكلمة مثل الكدمة الزرقاء على جسدها، لكنها تأمل أن تُعوض في بنتيها الحريصة على تعليمهما، موضحة: عاوزاهم يتعلموا عشان ميبقوش زيي.

تابع مواقعنا