ماهو الصدق وأنواع تعريفاته؟ عالم أزهري يوضح
تحدث الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي عن التعريفات المتعددة في لمعنى الصدق.
تعدد تعريفات الصدق
وقال عبد المالك خلال تصريحات تلفزيونية: الصدق هو مطابقة الكلام للواقع؛ إذا قال المسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله؛ فقد طابق كلامه الواقع.
وتابع عبد المالك: فالله سبحانه؛ هو الواحد، ورسول الله صلى الله عليه وسلم؛ هو الرسول الحق، وهذا من ناحية.
واردف: وهناك مفهوم آخر للصدق قريبٌ من هذا المفهوم أيضًا؛ وهو مطابقة الخبر للضمير، فهناك فرق دقيق بين مطابقة الخبر للواقع، ومطابقة الكلام للضمير؛ فالمؤمن يُطابق خبره الواقع؛ كما ذكرت بالمثال السابق عندما يشهدُ لله بالوحدانية، ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة، والرسالة.
واستكمل: لكن إذا قال المنافق الذي يُظهر، أو يشهد لله بالوحدانية، ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة، والرسالة بلسانه فقط، ثم ينكر ذلك في قلبه؛ فهذا يُعد مخالفٌ، وعدم مطابقة للضمير، ولهذا هو كاذب من حيث الضمير صادق من حيث الواقع، وهذا النوع أشار إليه الله سبحانه وتعالى في قوله:" إذَا جَاءَكَ المُنَافِقُونْ قَالُوا نَشْهَدُوا أَنَّكَ لَرَسُولُ الَلَّهِ وَ الَلَّه يَعْلَمَ إنَّكَ لَرَسُولُه وَ الَلَّه يَشْهَدُوا إنَّ المُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونْ".
الصدق من صفات النبوة
وتابع: فهم أقروا بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بلسانهم؛ فهم صادقون من حيث الواقع؛ وهم في الوقت نفسه كاذبون؛ لأنهم لم يُقِروا ذلك بقلوبهم؛ فهم كاذبون.
واستطرد: إذًا الصدق؛ هو مطابقة الكلم للواقع؛ أو مطابقة الخبر للواقع، أو مطابقة الضمير للواقع.
واختتم: فالصدق هو صفة الله تعالى؛ ولهذا كثيرًا ما. نقرأ في كتاب الله سبحانه وتعالى؛ الذي أنزله على نبينا قوله تعالى:" قُلْ صَدَقَ اللَّه وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ومَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثَا"؛ فالله هو الصدق خبره الصدق، وأنبياء الله جميعًا وُصِفوا بالصدق، بل من صفات النبوة الصدق؛ فلا يمكن أن يبعث الله نبيًا كاذب.