يسري جبر: لن تشعر بيسر الطاعات عليك إلا إذا اقترب أجلك
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن وجوه تيسير الدين عديدة، وقصر الأمل يجعلك تعجل في الطاعة، فلا تشعر بيسر الطاعات إلا إذا كان عندك قصر أمل.
وتابع خلال تصريحات تلفزيونية: لن تشعر بيسر الدين عليك إلا إذا شَعُرت بقرب أجلك، فتصور مثلًا أصاب الله إنسانًا بمرض مُعضل، وقال له الأطباء أنك لن يتبقى في عمرك سوى 3 أو 4 شهور، فهل تتصور أن هذا الشخص سيضيع وقته في هذه المدة؟، بالطبع سيكون في عبادات وصدقات وتوصيات وتوبة لأنه يستعد للموت.
ماهو قصر الأمل وما علاقته ياليسر في الدين؟
ونوه جبر: وقصر الأمل يعني أنك تتوقع الموت في أي لحظة؛ ولذلك قال النبي عليه السلام: (الموت أقرب إليك من شراك نعلك)، ونحن الآن في زمن فيه موت الفجأة منتشر بين جميع الأعمار، حتى بات أكثر انتشارًا في الأصحاء أكثر من المرضى؛ فيبقى المريض الذي يعاني من المرض لمدة 20 أو 30 سنة مريضا، والشخص السليم الذي يأخذ المريض إلى الطبيب هو الذي يموت، ويظل المريض هو من على قيد الحياة، فالموت لا يعرف عمرا.
وأكد: فلذلك من يشعر بقصر الأمل، فيسهل عليه المسارعة في عبادة ربه، وعدم تأجيل حقوق الناس؛ لأنه يخاف أن يموت والناس لهم عنده حقوق، فإذا قام باستلاف شيء يقوم بسداده، وإذا كان لأحد من الناس عنده حقوق يعطيها لهم، فيفعل ذلك لأنه يعتقد أن أجله قد اقترب، فكلما شعرت أن أجلك قريب، فسنجد الدين ميسر عليك، ولا تتراكم عليك حقوق العباد ولا حقوق رب العالمين.
واختتم: أن التنازع على الدنيا يأتي من اعتقاد أن الشخص سيعيش على هذه الأرض كثيرًا، فطول الأجل يجعل الإنسان أكثر حرصًا، والحرص به تنافس ويتحول هذا التنافس إلى النزاع.
