الجمعة 20 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من هم الذين وجلت قلوبهم وما علاقة ذلك بالمؤمنين؟.. أزهري يوضح

 الشيخ أحمد الصباغ
دين وفتوى
الشيخ أحمد الصباغ
الأحد 27/أغسطس/2023 - 04:32 م

أجاب الشيخ أحمد الصباغ، أحد العلماء بـ الأزهر الشريف على سؤال ورد نصه:  ما معنى قول الله تعالى: "إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" ؟ وما علاقته بصفات المؤمنين؟


وقال الصباغ خلال تصريحات تلفزيونية في برنامج اسأل مع دعاء المُذاع على قناة النهار: إنما المؤمنون؛ هذا أسلوب يُسمى بأسلوب الحصر، والقصر، أي هم المؤمنون الحقيقيون.

وتابع: وفي سورة الأنفال جاء: "الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أولَئِكَ هُمُ المُؤمِنُونَ حَقَّا".

وذكرالصباغ مفسرًا معنى كل آية لتوضيح هذه الصفات قائلًا: ومعنى هذا أن ما عدا هذه الصفات فليس بإيمانٍ حق، “إنََمَا المُؤِمنُونَ الذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّ”ه؛ فذُكِر َهنا مبني لما لم يُسمى فاعله؛ فإذا قلنا للطالب في مرحلة الابتدائية؛ كتب أحمد الدرس فيعربها الطالب؛ فكتب فعل، وأحمد فاعل، والدرس مفعولٌ به منصوب، فكان زمان يقولوا لنا احذف الفاعل وغير ما يلزم؛ فيحذف أحمد وتنطق كتب؛ هكذا كُتِبَ الدرسُ؛ فتصير كتب فعل مبني للمجهول، والدرس؛ انتقلت من مفعولٍ به إلى نائب فاعل؛ فيكون (كتب) مبني للمجهول.


أنواع الذكر: حقيقي وخفي وظاهر 

واستكمل: إنما في القرآن لا تأتي على كلمة (ذُكِرَ)، أو أي فعل بهذه الصيغة، فلا تقول مبني للمجهول، فقل مبني لما لم يسمى فاعله، أو لما لم يذكر فاعله، فلما هذا؟ لأن القرآن ليس فيه مجهول.

وانتقل للفظ الجلالة فقال: إذا ذُكِرَ اللَّهُ وجِلَتْ قُلُوبُهُمْ؛ والمقصود هنا ليس الخوف المَحضْ؛ مثلما قال الله تعالى في حق سيدنا إبراهيم:"ونَبِئَهُمْ عَنْ ضَيْفِ إبْرَاهِيم إِذْ دَخَلُوُا عَلَيهِ فَقَالُوُا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُوُنْ" فهنا حالتهم الفزع، والخوف، والإضطراب؛ فهذا ليس المقصود في قوله: إذا ذكر الله وجلت قلوبهم.


وواصل: فالمقصود هنا الخشوع، والورع، والتأثر بذكر الله؛ فقال العلماء وجل القلب كإحراق السعفة من النخيل، فقيل عن رسول الله إذا وقف ليصلى نسمع من صدره أزيزًا كأزيز المرجل؛ فهو يشبه صوت براد المياة الذي يغلي به الماء.

وقال: وخذوا بالكم نحن في برنامجنا هذا لا نريد أن نزرع خوف في قلوبكم من الله؛ فالله رحيم، وتواب، وجميل، وكريم، ولكن يجب عليكم أن تعيشوا الخشوع، والورع من رب العالمين.

وأضاف: فالآية التي تقول إذا ذكر الله تكون هي الشرط أو المقدمة، والنتيجة، أو جواب الشرط يكون ؛ وجلت قلوبهم، فعندما يذكر غيرهم، وهم يسمعوا القلب يوجل، فما بالك إذا ذكروا هم؟ وهذا ما يسمى ذكر الله بالأذن، فالذكر ليس مقتصرًا على اللسان فقط.

واختتم: فقال بن القيم: هناك ذكر ظاهر، ذكر خفي، وذكر حقيقي، فالذكر الظاهر هو الذكر باللسان؛ كقول سبحان الله والحمد لله، والذكر الخفي ما يذكر بالقلب؛ "الذين آمنو وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، إذًا الظاهر باللسان،و الخفي بالقلب، والذكر الحقيقي هو ذكر الله لعبده؛ كما قال تعالى:" أذكروني أذكركم".

تابع مواقعنا