الرئيس السيسي: مصر ستتوسع الفترة المقبلة في التصنيع الزراعي.. وعلى الإعلام نقل الصورة كاملة للمصريين
طالب الرئيس السيسي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميين خلال جولتهم في توشكي، بضرورة نقل الصورة كاملة للشعب المصري لما يحدث في توشكي من جهد وتعب ونحت في الصخر لتأمين الأمن الغذائي المصري، معتبرًا في اتصال هاتفي للإعلاميين، ضمن جولة للمحررين العسكريين بأرض المشروع أن ما يجري على أرض توشكي إنجاز بكل المقاييس وليس في توشكي فقط بل في الفرافرة وشرق العوينات وعين الدلة وغيرها من المشروعات الزراعية ضمن أراضي المليون ونصف فدان، مؤكدًا أن المصريين العاملين في تلك المشروعات لا بد أن يعلم عنهم المصريون ما يفعلونه لأجلهم.
وأضاف الرئيس السيسي، أن مصر تتجه في الفترة الأخيرة إلى التصنيع الزراعي، مثلما تم في مشروع شرق العوينات وتم إنشاء مصنع البطاطس، ويتم الآن تدشين مصنع للأخشاب يعتمد على جريد النخل بأحدث التقنيات العالمية وهو الأمر الذي ستتوسع فيه مصر والحكومة خلال الفترة المقبلة.
القاهرة 24 مع مجموعة من المهندسين والعمال والفنيين
وعلى هامش ذلك التقى القاهرة 24 مجموعة من المهندسين والعمال والفنيين، ممن يصلون الليل بالنهار هناك وتأكدت أن هناك فرقا كبيرا بين الكلام والبناء على أرض الواقع، خاصة بعدما التقى أحد شباب المهندسين بالشركات العاملة في محطتي رفع المياه لأعلى لتوصيلها لزراعة 100 ألف فدان، فكانت حبات العرق تتقاطر من جسده وسألته حول ما يحدث هنا لكنه أكد أن ما يحدث في توشكى يشبه المعجزة وأنهم ينحتون الصخر بالمعنى الحرفي للكلمة متكاتفين جميعا سواء شركات أو ضباط الهيئة الهندسية، معلقًا: احنا بنعمل حاجة كبيرة للبلد كان مفروض على الأقل تنتهي خلال 4 سنين لكن بمتابعة دقيقة من القيادة السياسية والقوات المسلحة ومواصلة ساعات العمل ليلا ونهارا باتت محطة رفع المياه على أعتاب العمل مع قرب نهاية العام الجاري رغم أنهم بدأوا فيها منذ فبراير الماضي فقط.
وأيضا على هامش التجول بمحطتى رفع المياه في توشكي، تحدث بعض المهندسين الشباب من مختلف الشركات المنفذة للمشروع تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وأفادوا بأن محطة الرفع الرئيسية تنفذها شركة أوراسكوم، والثانية شركة سياج وهما المحطتان اللتان ستدعمان 59 محطة فرعية، لافتين إلى أنهم كمهندسين متخصصين في عمل شبكات الضغط المتوسط والمنخفض الكهربائية ضمن البنية التحتية لزراعة 100 ألف فدان، كما أن الشركات الثلاث في المرحلتين عملا بهما نحو 30 ألف عامل وفني ومهندس.
وحسب المسؤولين فإن الخطة الأولى في إحياء المشروع كانت حينما زار المشروع المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء حينها، في ذلك الوقت في 23 يوليو 2014 للتعرف على المشاكل التي تواجهه، وذلك بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبدء فورًا في استكماله.
ويقع مشروع "توشكى الخير" في منطقة توشكى جنوب أسوان، وكانت فكرة إنشاء المشروع بهدف خلق واد جديد في الصحراء الغربية على مساحة 540 ألف فدان، وتصل في المستقبل إلى مليون فدان، موازٍ لوادي النيل، وبلغت تكلفة المشروع 6.4 مليارات جنيه، وتم البدء فيه في أكتوبر 2020 وقد تم زراعة 30 ألف فدان قمح خلال أول 3 أشهر من بداية المرحلة الأولى، إضافة إلى إنهاء تجهيز نحو 100 ألف فدان قابلة للزراعة، وجار تجهيز 100 ألف فدان أخرى بنهاية العام الجاري.
ويتضمن المشروع -حسب المسؤولين- إنشاء عدة مصانع لتعبئة وتغليف الحاصلات الزراعية، كما يستهدف خلق مناطق جديدة بمصر، مجهزة وممهدة بشبكة طرق جديدة، للربط بين مدن صعيد مصر والتجمعات السكانية، لزيادة فرص العمل وتشغيل الشباب والخروج من الوادي الضيق، وسد العجز بين الإنتاج والاستهلاك.
جولة داخل مزرعة النخيل ترصد جني التمور
قال أحد العمال ضمن أفراد الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراض الصحراوية، يبلغ من العمر 27 عامًا، ويقيم في محافظة أسوان، ويعمل منذ 4 سنوات في الشركة بمزرعة نخيل توشكى، إنه شهد مراحل المزرعة منذ كانت صحراء حتى أنتجت محصولها، مشيرًا إلى أنه لن يشعر أحد بمثل ما يشعر به من سعادة إلا إن كان فلاحا ويدرك قيمة الأرض والزرع فهو الشعور الأفضل على الإطلاق.
وأضاف خلال جني التمر أن الشجرة الذي يعمل بها صنفها من نوع يسمى "خلاص" وأشار بيده إلى نخلة أخرى على بعد أمتار بأنها من نوع "مجدول"، كما أنه يتقاضى 8 آلاف راتبا وهو مالا كان يتحصل عليه سابقا من أي عمل كما أنه بات قريبًا من أسرته وهو الأمر الأهم الذي جعله أكثر اطمئنانًا، مشيرا إلى أنه عمل في السابق في الزراعة قبل الانضمام لتوشكى وعمل بصناعات عدة لكنه وجد راحته في هذا العمل باعتباره أيضا خدمة للبلد وهو فخور بما يفعله.
وأشار أحمد إلى أن شجرة النخيل الذي يجني فيها يتراوح انتاجها بين 80: 100 كجم من التمر، وهنا تدخل أحد المهندس زراعي احمد مدحت من مركز بحوث الصحراء ومسؤولا عن متابعة الزراعة في مزرعة النخيل مفيدًا بأن المزرعة بها 1.7 مليون نخلة وجاري زراعة 17 الف فدان آخرين من النخيل والتوسع به، لا سيما أن لديهم 36 صنف نخيل منزرع، و12 صنف مستحدث تم استحداثهم واختبارهم بمركز البحوث وهم من توشكي 1 إلى توشكي 12 وسيتم زراعتهم في الفترة المقبلة بعد الإعلان عنهم.
مزرعة العنب
قال أحد رؤساء الأقسام بزراعة العنب داخل مزرعة عنب توشكي، إنه يوجد في المزرعة 6 أصناف من العنب منزرعة على مساحة تبلغ 200 فدان بإنتاجية بين 6: 7 أطنان من العنب للفدان الواحد.
وخلال الفترة الماضية، حظي مشروع تطوير قرى توشكي الجنوبية بتقديره كأفضل مشروع بيئي في العالم، ضمن مسابقة التحكيم العالمية لأفضل وأرقى المشروعات والإنشاءات الهندسية على مستوى قارات العالم للعام 2022، وفقًا لمؤسسة ENR الأمريكية العالمية الخاصة بالاستشارات الهندسية.
وفي مزرعة المانجو، التقينا المهندس عبدالسلام أحمد مهندس المشرف على مزرعة المانجو، والذى أوضح أن زراعات المانجو ممتدة على مساحة 32 فدانًا وتنتج في الطن الواحد 8 أطنان من ثمار المانجو.
ولفت المهندس عبدالسلام إلى أنه ولأول مرة يتم زراعة 4 أصناف مختلفة منها المانجو في توشكي ومن أشهرهم "شيلي" و"كينت"، لافتا إلى أنه جار التوسع في زراعة المانجو.