السبت 21 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد فيديو قراءة القرآن على الموسيقى│ داعية: منكر عظيم مخالف للشريعة.. وسفاهة لا يقبلها عقل

شخص يقرأ القرآن على
دين وفتوى
شخص يقرأ القرآن على الموسيقى
الإثنين 28/أغسطس/2023 - 11:14 ص

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، مقطع فيديو لشخص يقرأ القرآن على الموسيقي وألحان العود، معربين عن غضبهم من الواقعة، ومطالبين بمحاسبته.

وعلق محمد عمر خليفة، الداعية الإسلامي والإمام والخطيب بوزارة الأوقاف: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الأمين وبعد، فإن الله تعالى أنزل القرآن الكريم هداية للناس وتزكية لنفوسهم وتهذيبا لأخلاقهم وجعل فيه من الوعد والوعيد والحكم والأمثال والقصص والمواعظ ما ينزجر به كل غوي عن غيه ويهتدي به من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وتكفي آية واحدة من الكتاب الكريم لتدل على كل هذه المعاني وهي قول الله تعالى:(لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ ‌خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ).

 

كيف نعامل القرآن العظيم معاملة كلام البشر ونخضعه لآلات الموسيقى؟


وأضاف الداعية الإسلامي في تصريحات لـ القاهرة24: فالله تعالى يخبر عن القرآن وما جعله فيه من مواعظ تتفطر لها القلوب الحية النقية وتقشعر منها الأبدان بحيث لو نزل على جبل لتصدع الجبل وتشقق وخشع مع ما فيه من الصلابة والثبات خشيةً من الله، وخوفًا أن لا يؤدِّيَ حق الله في تعظيم القرآن، وهذا توبيخ لمن لا يحترم القرآن من البشر، ولا يؤثِّر في قلبه مع الفهم والعقل.

وتابع: والآيات كثيرة تأمر بالتدبر وتحث على التفكر في هذا الكتاب حتى يؤتى ثمرته ويعمل عمله في القلب هداية تبعد الإنسان عن الغي وتزكية للنفس تخلصها من قبيح صفاتها.وقد بين لنا القرآن حال المؤمين حين يتلى عليهم القرآن وحين يقرؤوه في آيات كثيرة منها قول الله تعالى (وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ ‌تَفِيضُ ‌مِنَ ‌ٱلدَّمۡعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ) وقول الله تعالى: (ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحۡسَنَ ٱلۡحَدِيثِ كِتَٰبٗا مُّتَشَٰبِهٗا مَّثَانِيَ ‌تَقۡشَعِرُّ مِنۡهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُمۡ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمۡ وَقُلُوبُهُمۡ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٍ ٢٣) وغير هذا من الآيات الكثيرة التي تدل على حال الأبرار، عند سماع كلام الجبار، لما يفهمون منه من الوعد والوعيد تقشعر منه جلودهم من الخشية، وتفيض أعينهم من الدمع، وتتنزل عليهم السكينة، وتمتلئ قلوبهم بأنوار الهداية، ويزيد إيمانهم، ويقوى تعلقهم بالله تعالى ولا نريد أنا نطيل في هذه المعاني فهي معروفة ولا حاجة لنا أيضا في ذكر الآيات التي تدل على حال المنافقين ومرضى القلوب عند سماع القرآن، من اللغو فيه والإعراض عنه، ومحاولة صرف الناس عن سماعه، فاللبيب تكفيه الإشارة.

وأردف في حديثة لـ القاهرة24، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام إذا سمعوا القرآن يتلى تأثروا به وتفاعلوا معه فمنهم من يبكي كما بكي النبي صلى الله عليه وسلم عن سماع القرآن من عبد الله بن مسعود، ومنهم من يرى الأنوار تتنزل عليه كما حدث مع أُسَيْد بن حُضَيْر، وغير ذلك من المواقف الكثيرة المشهورة عنهم في تأثرهم بالقرآن وعملهم به ومسارعتهم إلى تطبيقه.

وتابع: وما حدث في هذا الفيديو من قراءة للقرآن على ألحان العود وتطريبه وتلحينه كما يُفعل بالأغاني منكر عظيم مخالف للشريعة الإسلامية وسفاهة لا يقبلها ذو عقل سليم، فكيف نعامل القرآن العظيم معاملة كلام البشر ونخضعه لآلات الموسيقى وقوانين الطرب؟، وقد أمرنا الله أن نتأدب عند سماعه ونلتزم الصمت الوقار عن تلاوته فقال:(وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ ‌وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ). 

واستكمل: إن هذا الصنيع لغو في كتاب الله وعبث به ومخالفة لما ينبغي على قارئ القرآن أن يلتزم به من آداب ذكرها العلماء، وقراءة القرآن على ألحان الموسيقى متفق على تحريمها ومنعها لما لها من مفاسد كثيرة منها:
 

• إضعاف القرآن في النفوس وإسقاط هيبته من القلوب.
• شغل السامع بالمعازف والموسيقى عن تدبر القرآن والتأثر به إلى التأثر بالموسيقى.
• مخالفة الأمة الإسلامية في مختلف عصورها وأماكنها على كيفية قراءة القرآن بطريقة تلقاها الخلف عن السلف.
• قراءة القرآن بهذا الطريقة وهذا الأداء الذي هو خاص بالغناء يؤدي إلى ترك علم التجويد الذي هو قواعد لضبط قراءة القرآن الكريم.

وذكر الداعية الإسلامي: قراءة القرآن عبادة يتقرب بها المسلم إلى الله فالواجب أن يراعي فيها الآداب التي تناسب قدسية هذه العبادة وأن يلتزم بما هو وارد عن النبي ﷺ وأصحابه في تلاوتهم للقرآن وألا يدخل على هذه العبادة ما يتنافى معها ومع أهدافها السامية من عبث لا يرضاه عاقل أو صخب وتشويش يمنع فهم القرآن والتأثر به. 


واختتم: إن الله تعالى تكفل بحفظ كتابه فقال تعالى:(إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ‌ٱلذِّكۡرَ ‌وَإِنَّا ‌لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ) وتوعد من يلحدون في آياته ويلغون فيها ويستهزؤون بها بالعذاب الأليم؛ فعلى هذا الإنسان -إن كان له ذرة من عقل- أن يجل القرآن عن هذا السفه وينزهه، عن هذا العبث، ولا يسعى خلف الشهرة بهذا الأسلوب الرخيص الذي يجر عليه لعنات المسلمين؛ غيرة منهم على القرآن الكريم وأن يتأدب مع القرآن الكريم حين يقرؤه وحين يسمعه والله تعالى ولي التوفيق.

تابع مواقعنا