الأحد 22 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

4 أمور اتفق عليها الفقهاء لقبول الاستخارة

دعاء الاستخارة المستعجلة.. هل هناك استخارة سريعة بالقرآن وما هي أوقات الكراهة؟

دعاء الاستخارة المستعجلة
دين وفتوى
دعاء الاستخارة المستعجلة
الأربعاء 30/أغسطس/2023 - 03:02 م

يعتقد البعض بوجود طريقة من أجل دعاء الاستخارة المستعجلة والتي يطلب فيها استعجال النتيجة، فهل هذا صحيح وكيف تكون طريقتها، وهل تجوز الاستخارة السريعة بالقرآن وما هي أوقات الكراهة وأدلتها، وكيف يمكن للمسلم أن يصلي صلاة استخارة صحيحة تتحقق فيها شروط القبول وفقًا لإجماع أهل السنة؟، نستعرض كل ذلك في التقرير التالي.

دعاء الاستخارة المستعجلة

لم يرد مصطلح دعاء الاستخارة المستعجلة في الشرع، وإنما قد يقصد بها دعاء الاستخارة بدون صلاة، وهو ما يمكن للإنسان الاستعانة بها من أجل الاستخارة في أمر عاجل عندما لا تتوافر شروط وفرص أداء صلاة الاستخارة الشرعية، وفي ذلك أباحت دار الإفتاء المصرية دعاء الاستخارة للحائض والرجل على جنابة وأن يتكرر الدعاء حتى يحدث اطمئنان في القلب.

وشددت الإفتاء في فتوى رسمية لها، على أنه "ليس للاستخارة نتائج تُعلم، وإنما هي تفويض الأمر لله تعالى؛ فإذا كان خيرًا فسوف ييسره الله، وإن كان غير ذلك فسوف يصرفه الله عنك، ويقدر لك خيرًا منه ويرضيك به".

وسبق وأن نصح الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، كل من لم يتبين مردود الاستخارة في نفسه أن يكرر الصلاة أو الدعاء حتى يطمئن لاختيار محدد، وألا يتعجل الأمر لأن ذلك لا يليق بالمسلم الراضي بربه، مستشهدًا بقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِى"، مشددًا على ضرورة الرضا بما اختاره الله له ويكون على يقين أنه خير له.

وقد قيل في الحكمة "العجلة تورث الندامة"، فإن من اعتقد أنه هناك طريقة لاستعجال نتيجة الاستخارة فليصحح معتقداته، أما من قصد بالاستخارة المستعجلة الدعاء دون صلاة لعجلة الأمر الذي يطلب فيه اتخاذ قرار خلال فترة قصيرة لا تسمح للإنسان الانتظار حتى التطهر أو الصلاة، فله أن يدعو بدعاء الاستخارة ويكرره ولا حرج في ذلك.

دعاء الاستخارة المستعجلة

الاستخارة بِالدُّعَاءِ فقط

حول الاستخارة بالدعاء فقط دون صلاة ركعتي الاستخارة، يكون الأمر في غاية السهولة، إذ لا يشترط وضوء أو تحديد وقت محدد للدعاء، فالدعاء مستحب في كل الأوقات، ولكن يفضل الحرص على دعاء الاستخارة في أوقات الاستجابة مثل ما بين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وفي الثلث الأخير من الليل، وحال المرض أو السفر.

ودعاء الاستخارة كما جاء في السنة النبوية الصحيحة هو: “اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب.. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ”ويسمي حاجته" خير لي في عاجل أمري وآجله فيسره لي ويسرني له، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ”ويسمي حاجته" شر لي في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به".

دعاء الاستخارة المستعجلة

استخارة سريعة بالقرآن

ابتدع الشيعة ما يسمى بـ استخارة سريعة بالقرآن، وهي من أنواع التطير التي حرمها الله تعالى بقوله "قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ"، كما حرمه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "مَن رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ من حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكَ"، وتحدث الطيرة بالتشاؤم من حدوث الأمر إذا وقع اختيار المستخير بالقرآن على آية تنهيه عن القدوم عليه.

وأكدت كتب العلماء والفقهاء أن هذه الاستخارة لا أصل لها في الشرع، ولم يتحدث بها أحد الأئمة الأربعة، بل هي نوع من التنجيم المحرم، ويتبع مبتدعي هذه الطريقة في الاستخارة غير الشرعية خطوات اقتراع بالآيات بما يعد تنجيمًا وعدم احترام لآيات الله واستخدامها في غير محلها، فإن وقعت عينه على ما يمنحه تفاؤلا أقبل على الأمر، وإن قرأ آية في معناها إيحاء بالمنع وعدم الراحة تشاءم وانصرف عن الأمر تمامًا.

 وقد تحدث مصادفات هي في الأساس فتنة للبشر فقد حكى بعض المؤرخين أن بعض العلماء فتح المصحف بنية الاستخارة للسفر عبر البحر، فوقعت عينه على قوله تعالى "وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ"، فلم يسافر وانقلبت المركب في البحر وغرق ركابها.

ومن طرق الفأل بالقرآن أو التطير به في الاستخارة، أن يفتح الانسان المصحف عشوائيًا ويقرأ أول آية من أول صفحة تقابله ويخمن الدلالة منها بالتيسير أو التعسير، ومنهم من يعد سبع ورقات من بعد الفتح العشوائي، ثم يعد 7 آيات ثم سبع كلمات ويقرأ ما بعد ذلك بتخمين الأمر من خلال الآية.

دعاء الاستخارة المستعجلة

ما هي أوقات الكراهة وأدلتها؟

ويتساءل الكثيرون ما هي أوقات الكراهة وأدلتها؟ خاصة وأنه من المكروه صلاة الاستخارة فيها، فقد نهت دار الإفتاء المصرية عن صلاة الاستخارة في أوقات الكراهة رغم صحتها، وأن الأفضل الانتظار حتى ذهاب الكراهة، وحددت أوقات الكراهة في:

  • بعد صلاة الصبح إلى ما بعد شروق الشمس بعشرين دقيقة تقريبًا.
  • قبل أذان الظهر بخمس دقائق تقريبًا إلى أذان الظهر.
  • بعد صلاة العصر إلى تمام غروب الشمس أو أذان المغرب.

وأدلة هذه الكراهة من السنة النبوية المطهرة ما يلي:

  • عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: "شهِد عندي رجالٌ مرضيُّون، وأرْضاهم عندي عُمرُ: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى عن الصَّلاةِ بعدَ الصُّبحِ حتَّى تُشرِقَ الشمسُ، وبعدَ العصرِ حتَّى تغرُبَ".
  • عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا تَحرَّوا بصلاتِكم طلوعَ الشمسِ ولا غُروبَها".
  • عن ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إذا طلَعَ حاجبُ الشمسِ فأَخِّروا الصلاةَ حتى ترتفعَ، وإذا غابَ حاجبُ الشَّمسِ فأخِّروا الصلاةَ حتى تغيبَ".
  • عن عُقبةَ بنِ عامرٍ الجهنيِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: "ثلاثُ ساعاتٍ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنهانا أنْ نُصلِّي فيهنَّ أو أن نَقبُرَ فيهنَّ موتانا: حينَ تَطلُعُ الشمسُ بازغةً حتى ترتفعَ، وحين يقومُ قائمُ الظهيرةِ حتى تميلَ الشمسُ، وحين تَضيَّفُ الشمسُ للغروبِ حتى تغرُبَ".
دعاء الاستخارة المستعجلة

حكم صلاة الاستخارة 

اتفق الأئمة الأربعة على حكم صلاة الاستخارة وعدد من الأمور التي تجعل صلاة الاستخارة مقبولة وشرعية كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم وهي:

  • اتفقت المذاهب الفقهية الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على أن صلاة الاستخارة سنة.
  • اتفقت المذاهب الأربعة على أنه لا تصلى صلاة الاستخارة في أوقات النهي والكراهة.
  • اتفقت المالكية والشافعية والحنابلة على أن دعاء الاستخارة يكون بعد التسليم من الصلاة استدلالًا بحديث رسول الله.
  • اتفق الحنفية والمالكية والشافعية على تكرار الاستخارة إذ لم يتبين للمستخير أمر يختاره.

وقد ورد عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنها قالت: "لَمَّا احترقَ البيتُ -أي: الكَعبة- زمن يزيد بن معاوية، حين غزاها أهل الشام، فكان من أمره ما كان، ترَكَه ابن الزُّبَير، حتى قدم الناس الموسم، يريد أن يجرئهم على أهلِ الشام، فلمّا صدَر الناس، قال: يا أيها الناس، أَشيروا عليّ في الكعبة، أَنقضها ثمّ أَبني بناءها، أو أُصلِح ما هو منها؟، قال ابن عبَّاس: فإني قد فرق لي رأي فيها؛ أرى أن تُصلِح ما وهَى منها، وتدَع بيتًا أسلم الناس عليه، وأحجارًا أسلم الناس عليها وبُعِث عليها النبي صلى الله عليه وسلَّم، فقال ابن الزبير: لو كان أحدكم احترق بيته، ما رضي حتى يجده؛ فكيف بيت ربّكم؟! إنّي مستخير ربّي ثلاثًا، ثم عازمٌ على أمري، فلما مضى الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها".

تابع مواقعنا