البابا تواضروس الثاني يلتقي أعضاء مبادرة المواطنة ومواجهة خطاب الكراهية
التقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في المقر البابوي بالقاهرة اليوم الأربعاء أعضاء مباردة "من أجل المواطنة ومواجهة خطاب الكراهية" بقيادة مؤسسيها الراهب القمص عمانوئيل المحرقي وكيل إيبارشية رزقة دير المحرق، والدكتورة أنوار محمد عثمان مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.
تعرف قداسة البابا على نشاط المبادرة وعلى خبرات أعضائها وأبدى إعجابه وتقديره بالخبرات المتنوعة التي يتميز بها الأعضاء، ثم قدم نبذة عن الكنيسة القبطية وتاريخها، منذ بشارة القديس مار مرقس الرسول في مصر في القرن الأول الميلادي. وبدأت منه سلسلة الباباوات واستمرت حتى وقتنا هذا البابا الحالي وهو رقم 118 في سلسلة الباباوات.
الكنيسة هي إحدى مكونات المجتمع
وأشار إلى أن الكنيسة هي إحدى مكونات المجتمع، وهو ما يمكن تشبيهه بالمعبد من حيث أن الأعمدة التي تحمله تمثل الكيانات المكونة للمجتمع ومن ضمنها الكنيسة القبطية، وكما أنه لا يمكن الاستغناء عن أحد الأعمدة فلا يمكن الاستغناء عن أي من هذه المكونات ومن بينها الكنيسة.
وذكر قداسته كلمات العالم المصري الراحل جمال حمدان: "مصر الوطن هو فلتة الطبيعة أبوه التاريخ وأمه الجغرافيا، وهو لم ينقسم ولم يندمج" ومصر بحكم أنها تتخذ شكل المربع المتساوي الأضلاع ويعطي ما يعطيها النظرة المتوازنة للكل في كل الاتجاهات.
وأشار قداسة البابا أيضًا إلى طبقات الحضارات السبعة المتراكمة في الوعي المصري، مدللًا بأنه توجد كلمات من اللغة المصرية القديمة مازالنا نستخدمها في لغتنا حتى الآن وهو ما يعني أن طبقات الحضارة تسلم بعضها البعض.
وتحدث عن ألوان علم مصر الذي يعبر عن كل المصريين، حيث أن اللون الأحمر يشير إلى ساكني منطقة البحر الأحمر والأبيض يشير إلى ساكني منطقة البحر المتوسط، بينما اللون الأسود يشير إلى ساكني الدلتا ووادي النيل حيث التربة الخصبة والأصفر وهو لون النسر يشير إلى ساكني المناطق الصحراوية.
وعن بصمات الكنيسة القبطية في تاريخ العالم، أشار قداسته إلى ثلاث بصمات أساسية وهي:
1- التعليم اللاهوتي وقيادتها له على مستوى العالم.
2- الشهادة المسيحية التي كرسها عصر الشهداء وهي شهادة مستمرة حتى الآن.
3- الرهبنة والأديرة: التي انطلقت من الكنيسة القبطية وانتشرت في العالم كله.
وأشاد قداسة البابا بمبادرات الحوار، مشيرًا إلى أنه هناك ثلاثة أنواع من الثقافات في هذا المجال، هي:
1- ثقافة الحوار: وهي أحد أسباب تقدم المجتمعات وهي تكسب المتحاورين ثراءً، وألمح إلى كتاب الفنان الراحل يوسف وهبي "عشت 1000 سنة" موضحًا أن هذا العنوان يعني أن الرجل بالخبرات التي اكتسبها والشخصيات التي تقمصها كأنه عاش 1000 عام.
2- ثقافة الشجار: وأشار إلى المثل الشعبي الشهير "تعال في الهايفة واتصدر!" وهي الثقافة تعتمد نهج التصادم الذي يتبناه البعض، وهي تخلو من مبدأ المحبة لأن المحبة هي الأرضية التي تنطلق منها كل أنواع الحوار.
3-ثقافة الجدار:
وهي تميل إلى عدم قبول سماع الآخر والإصغاء إليه وهي ثقافة تهدم المجتمعات.
وأكد أن كل من يتبنى المبادئ المضادة للحوار شخص تنقصه المحبة لأن ثروة الإنسان الحقيقية هي محبته للآخرين، فالحوار هو الجسر الذي نتبادل من خلاله الأفكار.
وعقب انتهاء كلمة قداسة البابا أدار حوارًا مع ضيوفه وأجاب على أسئلتهم، وتم التقاط الصور التذكارية، وقدم لكل منهم هدية تذكارية.