شجعتها على ارتداء النقاب│ مريم ورقية.. صداقة تجسد الوحدة الوطنية: طول عمرنا في ضهر بعض
جمعتهما المدرسة في الصغر وفرقتهما ظروف الحياة، إلا أنهما مازالتا نموذج قوي للحب والألفة، تبدوان كشخص واحد، يميزهما الود والترابط، هذا ما يتجلى في قصة صداقة مريم مينا ورقية جمعة، والتي تعود إلى ما قبل 20 عامًا.
صداقة 20 عاما
تروي مريم لـ القاهرة 24، بداية صدقتها بـ رقية، والتي مازالت مستمرة منذ 20 عامًا، حيث جمعتهما المدرسة في المرحلة الثانوية، ثم فرقتهما ظروف الحياة، ولكن مازالت علاقتهما وصداقتهما مستمرة حتى الآن، قائلةً: احنا كنا زي أي أصحاب في المدرسة ولكن قربنا جدًا من بعض فيما بعد، وبالرغم من إن الكلية فرقتنا إلا أن مازالت علاقتنا مستمرة.
أما عن ارتداء رقية النقاب، ققالت مريم مينا: هي مكنتش منتقبة وإحنا في ثانوي، ولما جت تتنقب أنا اللي شجعتها لأن هي خدت رأيي، ودايمًا بشوف إن الدين مش عائق لصداقتنا، وهي كمان بتختار معايا لبسي أغلب الوقت، وده بيعمل لخبطة عند أصحاب المحلات وطول الوقت بيسألوا عن صداقتنا، ولكن بناخد الموضوع بضحك ونقولهم احنا مع بعض من 20 سنة ومكملين.
وأضافت مريم مينا: صداقتنا متوافقة جدًا، وخاصة إننا مش بنتكلم في الدين، وكل حد فينا مقتنع إن الدين ده بتاع ربنا، ومحدش يقدر يحاسب التاني على الأرض، وطول الوقت متفهمين إن الدين والعبادة حرية وكل حد له طريقته مع ربنا، ويمكن ده سبب استمرار صداقتنا.
وتصف مريم سمير علاقتها بصديقتها رقية قائلةً: إحنا طول الوقت سند لبعض وفي أصعب الأوقات، دائيمًا بنستشير بعض وبناخد برأي بعض لأن دماغنا واحدة وتفكيرنا زي بعض، وبالرغم من بعد المسافات وظروف الحياة، إلا أننا طول الوقت على تواصل ببعض وتقريبًا يوميًا.
وتابعت: في موقف مع رقية بين قد إيه أنا غالية عندها، وهو يوم تفجير كنيسة القديسين.. هي عارفة إن أنا بروحها في رأس السنة ووقت التفجير لقيتها بتتصل بيا كتير عشان تتطمن عليا، وأول ما سمعت صوتها لقيتها بتكلمني بلهفة وبتعيط.. كانت خايفة جدًا يومها عليا.. هي علطول في ضهري.
واستكملت: كنت كل ما أروح لها بيت أهلها قبل الزواج مامتها الله يرحمها كانت تشيلني فوق راسها وتقدم لي الأكل اللي بحبه وتعاملني أفضل معاملة، وطول الوقت كنا نحس إننا أهل لبعض.
شجعتها على ارتداء النقاب
بدورها قالت رقية: اتعرفنا على بعض في الفصل في أولى ثانوي، كنت معجبة بشكلها وقلت لها: أنتِ شبه جوليا روبرت، وهي أصلًا مكانتش تعرفني، بس حسيت إنها مغرورة، لكن أنا برضو حاولت أصلح علاقتي بيها معرفش ليه.
مع الوقت اكتشفت الصديقتان أنهما متشابهتين، فيمتلكان شخصية قوية وعزة نفس، موضحة: شكلنا من برا مختلف لكن فكرنا واحد.
وطوال الـ20 عاما سادت بينهما المودة والاحترام، حيث قالت رقية: حافظنا على علاقتنا ببعض باحترامنا لاختلافنا، محدش حاول يغير التاني غصب عنه، متفقين إن الدين رحمة وتسامح، وكل الأديان أمرت بالبر.
وأضافت: الحمد لله مش بنتخانق كتير، وحتى لو اتخانقنا مش بنسيب بعض زعلانين.
عندما قررت رقية ارتداء النقاب وجدت مريم داعما كبيرا لها، حيث تقول: أكتر موقف عمري ما هنساه، لما قررت أتنقب وخُفت من ردة فعل مريم، إلا أنها قالت لي رقية قبل النقاب هي رقية بعد النقاب، ده مأثرش في علاقتنا تمامًا، وهي اللي شجعتني آكل تحت النقاب في الأماكن العامة.
