كيف يستفيد كريستيانو رونالدو من الدوري المصري؟
لا خلاف على تاريخ البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم النصر السعودي، وإنجازاته وأرقامه القياسية التي لا يختلف عليها اثنان، وتاريخه هذا الذي صنعه في كل مرة وضع قدمه في دولة مختلفة بثقافة مختلفة مع فريق مختلف من سبورتينج لشبونة إلى مانشستر يونايتد ثم ريال مدريد ومنه إلى يوفنتوس ثم الآن في السعودية.
خلافات لا تنتهي مع الحكام
وبالرغم من خوضه مختلف التجارب وصناعته للتاريخ في كل نادي لعب له، ورفقة منتخب بلاده البطبع، ولكن هناك ثمة واحده ظهرت على رونالدو بشكل واضح في الفترات الأخيرة، وهي عصبيته الشديدة بسبب قرارات الحكام ضده، وردود أفعاله العنيفة.
وتختلف ردود أفعال اللاعبين مع الحكام سواء كان القرار صحيحًا أم لا، ولكن رونالدو اشتهر بردة فعل غاضبة على قرارات الحكام، آخرها كان أمس الثلاثاء 29 أغسطس خلال مباراة النصر والشباب في الدوري السعودي، بعدما ألغى حكم المباراة هدفه في الدقيقة 20 بداعي التسلل، وانتشر فيديو للنجم البرتغالي خلال المباراة يقول “القرار ضدي دائمًا.. اللعنة”.
كما ان هناك لقطات شهيرة مختلفة لانفعال رونالدو الزائد مع قرارات الحكام، مثلما فعل في مباراة البرتغال وصربيا في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، بعدما ألغى الحكم هدفًا مستحقًا لمنتخب بلاده وغضب رونالدو بشكل كبير وألقى شارة القيادة على أرضية الملعب.
كما دفع رونالدو في السابق أحد الحكام خلال وجوده في ريال مدريد، بخلاف دخوله في مشادات كلامية عديدة مع حكام سواء خلال لعبه في يوفنتوس أو في مانشستر يونايتد، بل وفي النصر رغم الفترة القصيرة التي قضاها حتى الآن هناك ولكن اعترض على التحكيم بشكل عنيف أكثر من مرة، بعيدا عما إذا كان القرار التحكيمي في صالحه أو ضده.
بل هناك تصريح شهير لـ رونالدو خلال مباراة منتخبي البرتغال وكوت ديفوار في كأس العالم 2010، قال خلاله اعتراضا على قرارات التحكيم: أحيانا يكون من الصعب ألا يحتسب الحكام مخالفات لمصلحتي ظنا منهم أنني أدعي التعرض للاعتداء.
كيف يستفيد رونالدو من الدوري المصري؟
ووسط كل الانفعالات العصبية الشديدة لرونالدو بمختلف التجارب التي خاضها، ماذا كان ليحدث لو تخيلنا أن كريستيانو خاض تجربة لعب في الدوري المصري أو أعطى جانبا من وقته لمتابعة مباريات الدوري، ليرى الأخطاء التحكيمية التي تحدث أحيانا في المسابقة بل وإفريقيا بشكل عام.
فقد اشتهر الدوري المصري بكثرة الأخطاء التحكيمية في المسابقة كل موسم، وشكوى جميع الأندية منها بداية من القطبين الأهلي والزمالك وصولا إلى أصحاب المراكز الأخيرة، وتختلف الأخطاء والقرارات التحكيمية في المسابقة على مدى تاريخه، مثلما تصدى أحمد سامي “مدافع مصر المقاصة” من قبل لكرة بيده داخل منطقة الجزاء خلال مباراة الزمالك، ولم يحتسب جهاد جريشة ركلة جزاء للأبيض.
أو مثلما احتسب نادر قمر حكم مباراة إنبي وفيوتشر كأس مصر، هدفا غير صحيح للثاني واحتساب 25 دقيقة وقتا بدل ضائع بسبب تعطل شاشة تقنية الفيديو وتهديد الفريق البترولي بالانسحاب، بل ولم يقم حكم مباراة الإسماعيلي والنصر للتعدين بطرد محمد عواد حارس الدراويش بعدما تصدى للكرة بيده خارج منطقة الجزاء ولم يلفت هذا التصرف نظر أي فرد داخل الملعب سواء اللاعبين أو الحكم نفسه، أو مثلما قال أحد الحكام من قبل أن هناك من قام “بشد فيشة” تقنية الفار وتعطيلها في إحدى مباريات الدوري.
وهناك أخطاء وقرارات تحكيمية عديدة أخرى هذه فقط الأبرز في الدوري المصري، بل إذا احتاجنا للحديث عن هذه الأخطاء لن يكفي تقرير واحد للحديث عن الأمر، وبالطبع الجماهير المصرية تتذكر هذه الأخطاء جيدًا، ولكن ماذا كان سيفعل رونالدو لو شاهد هذه الأخطاء داخل أرضية الملعب بنفسه أو من وراء شاشة التلفاز.
بالطبع كان هذا الأمر سيفيد كريستيانو بشكل كبير جدا، فإذا عاش تجربة أن يظل موجودا داخل الملعب في مباراة وقتها المحتسب بدل ضائع 25 دقيقة أو رأى حارس مرمى يتصدى للكرة خارج منطقة الجزاء، كان في البداية سيغضب بشكل أكبر من المعتاد منه، ولكن بمرور الوقت كانت أعصابه ستهدأ قليلا ويحاول التأقلم مع الوضع لأنه سيشاهد مواقف مثل هذه كثيرا.
وكان من الممكن أن يقرر رونالدو الإقلاع عن العصبية وردود الأفعال العنيفة بسبب قرارات الحكام، بعدما يشاهد كل تلك التي تحدث في الدوري المصري، ومثلما يقلع أسطورة البرتغال عن أي شيء يضره مثل عدم شربه للكحوليات أو عدم رسمه لأي وشم على جسده أو ابتعاده عن السهر والمأكولات الضارة، ليظل الأسطورة كما هو الآن فكان سيقرر أنه لن يتعصب مجددا فهناك أخطاء أكبر وقرارات غريبة أكثر بكثير.
وأيضا هناك قدرة لدى الحكام المصريين على التعامل مع اللاعبين في حالة انفعالهم على أي قرار تحكيمي، وتعرض رونالدو لواحده من هذه الابتسامات من حكمنا الدولي محمود البنا عندما دار حوار سريع بينه وبين كريستيانو خلال مباراة النصر والرجاء في البطولة العربية، عندما اعترض على أحد القرارات ولكن سيطر حكمنا المصري على الأمر وانتهت بابتسامة متبادلة بين الطرفين.
بالتالي فهل كان من الممكن أن يستفيد كريستيانو رونالدو من الدوري المصري وحكامه، ويسيطر على انفعالاته أو يقضي عليها أم كان ستزداد عصبيته بشكل مبالغ فيه بسبب هذه الأخطاء، بالطبع سنكون شغوفين لمعرفة كيف كان سيؤثر هذا الأمر على أسطورة كرة القدم.