كيفية الإخلاص لله في الطاعة؟.. أزهري يوضح
أوضح الدكتور يسري جبر، العالم الازهري، كيفية الإخلاص لله سبحانه وتعالى وماهي الأمور التي تحقق لنا العبادة الخالصة لله سبحانه وتعالى.
وقال جبر خلال تصريحات تلفزيونية إن يسر الدين لا تشعر به إلا بإخلاص النية لله، والاستقامة بالله؛ أي أنك إذا استعنت بالله تيسرت عليك العبادة.
عبادة الله بالنفس تعسر الطاعة
وتابع جبر: فإذا عبدت الله لنفسك ولغرض دنيوي فتتعثر عليك العبادة؛ لكن إذا عبدت الله وأنت مستعينًا به، وخالصًا لله، وألا لله الدين الخالص وله الدين واصبا؛ والدين الواصب؛ أي الدين الخالص لله، ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا؛ إذًا الإخلاص النية، وهذه نقطة مهمة لأن تشعر بأن الدين يسر عليك.
وواصل: لكن عندما تكون نيتك متشبعة، ومشوشة، ده بيعيد ربه عشان يشتهر بالعبادة، والناس تثق فيه وتقضيله مصالحه، أو يراه أحد في السوق فيقوموا له بالخصم مخصوصًا له؛ لأنه رجل من أهل الصلاح، وبعدين يمشي في الشارع بشنطة، فعندما يراه الناس يأخذوا منه شنطته ويشيلوها بدلًا منه، أو يجي يجلس في مكان فيقوموا من أماكنهم حتى يجلس هو بدلًا منهم؛ إذًا فالتدين يسر له أمور دنيته، ويعبد ربه حتى تتيسر له دنياه، ويقبل الناس عليه، إذًا هذا الشخص غير مخلص لله.
وأكد جبر: فيجب أن تعبد ربك بإخلاص ولو كنت منفردًا على وجه الأرض، وهذا معنى قوله: "ألا ترى مع الله أحد" فكل ما فوق التراب تراب، فإذا استعنت بالله، وأخلصت لله تيسر لك كل شيء؛ وذلك لأنك تعبد به لا بنفسك، ونفسك أنت ملولة؛ أي كثيرة الملل، وضعيفة، وكسولة؛ فإذا حمدت ربك بنفس كسولة، ومبوبة، وحريصة ؛ ستجد عبادتك متثاقلة جدًا" إذْ ثَاقَلْتُمُ مِنَ الأرضِ"؛ لأن الله يعلم أن نفسه ثقيلة؛ فهو غير قادر أن يقوم للصلاة، أو يذهب للمسجد وهذا بسبب أنه يتحرك بنفسه الكسولة، فإذا تركت نفسك فستجد النشاط كله من الله، لذلك قال الله: أترك نفسك تجدني.
واستكمل: وسيدنا إبراهيم الدسوقي يقول: خذني إليك مني وارزقني الفناء عني ولا تجعلني مفتونًا بنفسي محجوبًا بحسي، فعندما نقول إياك نعبد تدل على الإخلاص، وإياك نستعين تدل على الاستمداد من الله، ومن الممكن كانت الصيغة تختلف وتكون نعبد إياك ؛ فقال إياك نعبد يعني لا شيء سواك، ولا ابتغي وجه أحد سواك، وبها الإخلاص، والتوكل، وإياك نستعين فيها الاستمداد، والتقوية على الطاعة؛ فإذا كنت متحقق من هذا فشعرت أن الدين يسر، ولو لم تحقق من ذلك تجد الدين عسير عليك.
واختتم: ويقول لك: ولن يشد دين أحد إذا غلبه؛ أي العبادة بنفسه، فيجد العبادة صعبة على نفسه، ويجد نفسه متعبة، ويجد اعتماده على العبادة، وليس على الله ؛ فو يطمئن بعبادته وأن الله راضيًا عنه، وإذا عصى ربه تجده يأس من رحمة ربه؛ إذًا فهذا معتمد على العبادة، وليس على ربه، فبالعكس يجب عند المعصية ان يزيد رجاءك بالله فتوب إلى الله وعند الطاعة يجب أن تخاف الا يقبل الله منك هذه الطاعة؛ فكل هذا يُشعرك بأن الدين يسر.