تقارير: تقدم أوكراني في معارك الجنوب لأول مرة أمام دفاعات روسيا الحصينة
تشير تقارير أوكرانية وغربية، وتقييمات أمريكية وبريطانية إلى تقدم ملحوظ ونادر في الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا ضد القوات الروسية التي تسيطر على أراض في جنوب البلاد، فيما انتقد وزير الخارجية الأوكراني منتقدي وتيرة الهجوم الذي تنفذه قوات بلاده.
وبعد أيام من اعتراف وزير الدفاع الأوكراني بقوة الدفاعات الروسية في الجنوب، وصعوبة اختراقها، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تحقيق قواته تقدما في الهجوم المضاد على الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وكتب زيلينسكي على منصة تليجرام: تمضي القوات الأوكرانية قدما، على الرغم من كل شيء وبغض النظر عما يقوله أي شخص، فإننا نمضي قدما، وهذا هو أهم شيء، نحن نتحرك.
وتأتي تصريحات زيلينسكي، بعدما انتقدت القيادة الأوكرانية مرارا الخبراء الغربيين لحديثهم عن التقدم البطيء للهجوم دون تحقيق الإنجازات المتوقعة على خط المواجهة، كما انتقد زيلينسكي نفسه منتقدي الهجوم المضاد، قبل أسابيع عندما قال إن القتال الدموي من خلال أنظمة دفاعية روسية واسعة النطاق لم يكن أحد أفلام هوليوود.
ويهدف الهجوم المضاد الذي بدأ في يونيو إلى تحرير مناطق لوجانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون بالكامل، والتي تسيطر عليها القوات الروسية جزئيا، وضمتها موسكو إلى أراضي روسيا.
بريطانيا: مخاطر التقسيم تواجه قوات روسيا
وأفادت التقييمات البريطانية بأنه في حين أن القوات الروسية تحاول أن تصد بشكل متزامن الهجوم الأوكراني المضاد في جنوب أوكرانيا كما تهاجم في الجهة الشرقية، فإنها معرضة لخطر تقسيم قواتها.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان نقلا عن الاستخبارات إن روسيا تواصل التقدم في كوبيانسك بشرق أوكرانيا؛ حيث تحاول إجبار كييف على تقسيم وحداتها بين الجنوب والشرق، إلا أن روسيا نفسها قد تكون مجبرة بهذا على تقسيم قواتها للحيلولة دون حدوث تقدم أوكرانيا في الجنوب في محور أوريخيف.
ووفقا للتحليل، وصلت القوات الأوكرانية إلى أول خط دفاعي روسي رئيسي رغم جهود القوات الروسية الجوية وجيش الأسلحة المشتركة الروسي الـ 58 لوقفها.
تقييم أمريكي: تقدم أوكراني ملحوظ
ووفقا لتقييم أجرته واشنطن، تحرز القوات الأوكرانية تقدما ملحوظا في هجومها المضاد لاستعادة منطقة زابوريجيا بجنوب البلاد، خلال الساعات الأخيرة.
وحقق الجيش الأوكراني نجاحات في هجماته على الخط الأول المؤمن تأمينا شديدا للدفاعات الروسية في الجنوب، بما في ذلك استعادة قرية روبوتين.
وتهدف أوكرانيا إلى التقدم إلى بحر أزوف، الذي لا يزال يبعد نحو 80 كيلومتر، وقطع خطوط إمدادات الجيش الروسي، عبر ما يطلق عليه بالجسر البري الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
لكن رغم هذا التقدم فلا يزال أمام القوات الأوكرانية بعض من أصعب أعمال القتال حيث يحاولون التقدم جنوبا أكثر، بحسب واشنطن.
تزمر أوكراني من الانتقادات
وواصل المسئولون الأوكرانيون انتقاداتهم لمنتقدي وتيرة الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية، في الجنوب، وهذه المرة انتقد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، منتقدي استراتيجية بلاده بشأن الهجوم المضاد وسرعة تقدم القوات نحو الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وقال كوليبا إن المنتقدين يبصقون في وجه الجندي الأوكراني الذي يضحي بحياته كل يوم، يتقدم نحو الأمام، ويحرر كيلومتر من الأراضي الأوكرانية واحدا تلو الآخر.
وأردف: أوصي جميع المنتقدين بأن يصمتوا، وأدعوهم للقدوم إلى أوكرانيا ومحاولة تحرير سنتيمتر مربع بأنفسهم.