نصف قرن بين المصاحف والأناجيل.. الجيزاوي صاحب أقدم ورشة لتغليف الكتب المقدسة بقنا
ورشة صغيرة داخل شارع ضيق بجوار المنطقة الأزهرية بمدينة قنا، ويجلس العم علي الجيزاوي ممسكا بكتاب من الكتب السماوية القديمة لإصلاحه، وتحويله من حالته القديمة إلى مصحف أو إنجيل جديد، وإلى جواره تتراص مجموعة من المصاحف والأناجيل، التي تنتظر دورها لتعود إلى حالتها الجديدة.
أقدم ورشة لتغليف الكتب المقدسة بقنا
العم علي الجيزاوي، الرجل السبعيني بدأ رحلته في تجليد الكتب بشكل عام منذ أكثر من نصف قرن، عندما كان عمره 12 عاما، بعدما ساعده والده على الالتحاق بإحدى المطابع في مسقط رأسه، ليتعلم أسرار تغليف الكتب بكل أشكالها، قائلا لـ القاهرة 24، إنه على مدار 7 سنوات تنقّل بين العديد من المطابع في القاهرة، وتحديدا في شارع محمد علي، الذي كان يشتهر بوجود العديد من المطابع، حتى أتقن فنون التغليف، وصار واحدا من أكثر العاملين بالصنعة مهارة.
مع بداية الثمانينيات انتقل الجيزاوي إلى محافظة قنا، واستقر بها وفتح ورشته الصغيرة، وقرر تركيز عمله على تغليف الكتب السماوية، سواء المصاحف الشريفة أو الأناجيل، قائلا: بستمتع لما بشوف كتاب مصحف أو إنجيل يتجدد، وببقي في قمة سعادتي، لأنه كتاب سماوي من عند ربنا، ولو عندي شغل بأجله عشانهم وأخلصهم الأول.
ويوضح الجيزاوي مراحل تجديد المصاحف والأناجيل والتي عادة ما تستغرق يومين، قائلا: أبدأ بتفكيك المجلد تماما، وإزالة جميع الخيوط منه، ثم ترتيب أوراقه بصورة صحيحة ودقيقة، وبعدين أبدأ على خياطته يدويا بالخيوط البيضاء، وأبدأ في شد جلد الغلاف وبقص الزايد، وآخر خطوة هي أنتظر المادة اللاصقة لما تنشف، موضحا أنه يفضل الطرق التقليدية في التغليف فهو يعمل بنفس الطرق منذ أكثر من 50 عاما، ولا يحب أن يُدخل التكنولوجيا الحديثة في عمله، فهو يستمتع بالعمل بالمعدات اليدوية البسيطة.
ويستكمل صاحب أقدم ورشة لتغليف المصاحف والأناجيل بقنا، قائلا إن جميع الأدوات الموجودة داخل الورشة، تعود إلى بداية افتتاحه لورشته في عام 1982، وما زال يستعملها حتى الوقت الحالي، مردفا: الورشة على حالها من 41 سنة مغيرتش فيها أي حاجة سواء مكنة قص الورق، أو مكبس المجلدات أو بقية الأدوات اللي بستخدمها في مراحل إعادة التغليف.
