رئيس كوب 28: العالم يخسر في سباق أهداف المناخ
قال وزير الصناعة الإماراتي سلطان الجابر الرئيس المُعيّن لقمة المناخ كوب 28 المقبلة، اليوم الثلاثاء، إن العالم يخسر في السباق نحو تحقيق أهدافه المتعلقة بمكافحة تغير المناخ، فيما دعا الزعماء الأفارقة إلى إدخال تعديلات على ما وصفوه بنظام دولي جائر لتمويل مواجهة تغير المناخ.
وجاء هذا التقييم المتشائم من الجابر، الذي سيرأس قمة الأمم المتحدة للمناخ في الإمارات في أواخر نوفمبر، قبل ثلاثة أيام من نشر المنظمة الدولية أول "تقييم عالمي" لجهود الدول المبذولة لمعالجة هذه الظاهرة، وفق رويترز.
وقال الجابر، الذي يرأس أيضا شركة بترول أبوظبي الوطنية-أدنوك، للوفود المشاركة في قمة المناخ الإفريقية بالعاصمة الكينية نيروبي: إننا لا نحقق النتائج التي نحتاجها في الوقت الذي نحتاج إليها فيه.
وتركز القمة التي افتُتحت أمس الاثنين، وشاركت فيها مصر، على حشد تمويل لتعامل إفريقيا مع تغير المناخ.
ويقول باحثون إنه في حين تعاني قارة إفريقيا بعضا من أسوأ تداعيات تغير المناخ، فإنها تتلقى نحو 12% فقط من التمويل الذي تحتاجه للتصدي لتلك التداعيات.
الإمارات تعهدت بمبلغ 4.5 مليار دولار
وأُعلن عن استثمارات بمئات الملايين من الدولارات في مشاريع للتنمية المستدامة أمس، كما قال الجابر اليوم الثلاثاء إن الإمارات تعهدت بمبلغ 4.5 مليار دولار لتطوير طاقة نظيفة بقدرة 15 جيجاوات في إفريقيا بحلول عام 2030.
وتمتلك القارة حاليا قدرة مركبة لإنتاج الطاقة المتجددة تبلغ نحو 60 جيجاوات.
وأعلنت ألمانيا أيضا عن تمويل تصل قيمته إلى 450 مليون يورو (482.31 مليون دولار) يتضمن 60 مليونا لمشروع في مجال الهيدروجين الأخضر في كينيا، كما تعهدت الولايات المتحدة بنحو 30 مليون دولار لدعم جهود التكيف مع المناخ والأمن الغذائي.
تحول في هيكل التمويل المناخي العالمي
ويقول مسؤولون أفارقة إن الاستثمارات موضع ترحيب، لكن تلبية احتياجات القارة التمويلية ستتطلب تحولا في هيكل التمويل المناخي العالمي، خاصة في ظل أعباء الديون المرتفعة على الحكومات.
وتعتزم الدول الإفريقية الضغط على وجه الخصوص خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) من أجل زيادة حقوق السحب الخاصة في صندوق النقد الدولي مما يمكن أن يطلق العنان لتمويل مناخي بقيمة 500 مليار دولار، يمكن الاستفادة منه بما يصل لخمس مرات.
وقال الرئيس الكيني وليام روتو إنه ينبغي إتاحة حقوق السحب الخاصة للدول الأكثر احتياجا إليها، مضيفا أن ذلك لم يحدث من قبل.
ضريبة على انبعاثات الكربون
واشتكى روتو من أن الدول الإفريقية تدفع خمسة أمثال الفائدة التي يدفعها المقترضون الآخرون، ودعا مؤسسات التمويل متعددة الأطراف إلى زيادة الإقراض الميسر وإجراء "محادثة" حول فرض ضريبة على انبعاثات الكربون لتمويل التنمية.
وأردف روتو قائلا: "المسؤولون عن هذه القمامة يرفضون دفع الفواتير المستحقة عليهم"، ليغير بذلك لهجته التي كان عليها أمس الاثنين عندما قال إن القمة لا تهدف إلى "سرد المظالم والمشكلات".
وقدم جوزيف نجانجا، الذي عينه روتو لتولي أمانة القمة، اقتراحا بفرض ضريبة على انبعاثات الكربون يمكن جمعها من موردي الوقود، مما يعفي الحكومات من الضغوط السياسية المحلية في حالة فرض ضرائب على استهلاك الوقود الأحفوري.
وقال: "إذا كانت ضريبة انبعاثات الكربون من المنبع... فكل برميل يخرج من الأرض ستفرض عليه ضريبة.. ولأن الوقود الأحفوري يباع في السوق العالمية، يمكنكم تتبعه ومن ثم تكون التكلفة متساوية على مستوى العالم".