هل ينذر زلزالا المغرب وسوريا بمزيد من الزلازل بدول البحر المتوسط؟
ضرب زلزال عنيف بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، دولة المغرب ليل الجمعة ووقت مبكر من صباح اليوم السبت، مخلفا أكثر من ألف قتيل في حصيلة أولية، ويأتي الزلزال القوي الذي ضرب المغرب الواقعة في غرب البحر المتوسط، بعد أشهر قليلة من زلزال تركيا وسوريا الذي ضرب منطقة شرق المتوسط، ما طرح تساؤلات حول علاقتهما، وما إذا كانا ينذران بمنطقة أكثر نشاطا في البحر المتوسط.
ويقع المغرب على أطراف الصفيحة الإفريقية التي تتلامس مع صفيحة أوراسيا، واللتان أدى تحركهما ضد بعضهما إلى وقوع الزلزال القوي في وقت مبكر من اليوم السبت، لكن خبراء يصفون هذا الزلزال بالنادر، نظرا للمنطقة التي وقع بها وهي الحوز.
وعلى خلاف المغرب، وقع زلزال تركيا في منطقة زلزالية أكثر نشطا، وكان نتيجة تحرك الصفيحة العربية، وصفيحة الأناضول، لكن هل هناك ما يربط ما بين زلزالي شرق وغرب المتوسط؟.
ويقول الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية والفيزيقية، إن ما بين المغرب وسوريا وتركيا، مسافة شاسعة وليست هينة للقول إن هناك ترابطا بين الزلزالين المدمرين اللذين وقعا في كلا المنطقتين، فضلا عن أن كل منطقة منهما لها ظروفها الخاصة بما يتعلق بنشاط الزلازل، فعلى سبيل المثال ترتفع احتمالية وقوع الزلازل في تركيا عنها في المغرب، التي نادرا ما تشهد هزات قوية كتلك التي وقعت اليوم.
هل نشهد مزيدا من الزلازل في منطقة البحر المتوسط؟
وحول ما إذا كان زلزالا شرق وغرب المتوسط، اللذان وقعا في غضون أشهر قليلة، ينذران بنشاط زلزالي أكبر في منطقة المتوسط، يقول الهادي لـ القاهرة 24، إن هناك أماكن نشطة زلزاليا متعارف عليها في العالم، وتزيد احتمالية وقوع الزلازل في شرق المتوسط عن غربه، لكونها بؤرة زلزالية أكثر نشاطا.
ويوضح الهادي، أن حزام الزلازل الذي تقع عليه منطقة شرق المتوسط، يمر في وسط البحر ويميل إلى الشمال مبتعدا عن مصر، ثم يشق طريقه في المتوسط حتى يلامس اليابسة في الجزائر والمغرب عند نهاية البحر المتوسط؛ ما يجعل مثل هذه الزلازل بعيدة عن مصر لابتعادها طبيعيا عن حزام الزلازل، الذي يميل إلى الشمال باتجاه القارة الأوروبية في هذه المنطقة.
وواصل: لا يمكن أن تحدث مثل هذه الزلازل الكبيرة، إلا في منطقة نشطة زلزاليا، موضحا أنه يمكن توقع حدوث زلزال كبير من خلال مراقبة النشاط الزلزالي لمنطقة ما، لفترة طويلة.
زلزال نادر في المغرب
وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن سلسلة جبال أطلس في المغرب، تحتوي على مجموعة متنوعة من الصدوع الجانبية والعكسية، التي تكون عادة باتجاه الشرق - غرب والشمال الشرقي - الجنوب الغربي، منوهة بأن هذا الزلزال وقع داخل الصفيحة الإفريقية، على بُعد نحو 550 كيلومتر جنوب الحدود بين صفيحتي إفريقيا وأوراسيا.
وأكدت الهيئة الأمريكية، أن الزلازل بهذا الحجم ليست شائعة في هذه المنطقة ولكنها ليست غير متوقعة، فمنذ عام 1900 لم يقع أي زلزال بقوة 6 أو أقوى ضمن مسافة 500 كيلومتر من هذا الزلزال، ولم تقع سوى 9 هزات بقوة 5 أو أقوى. ووقعت معظم هذه الهزات إلى الشرق من زلزال اليوم.
