عقار المعسكر الروماني بالإسكندرية يحصد ضحية.. والجيران: أرسلنا استغاثات ولم نجد تحركًا
شكاوى مرت عابرة، واستغاثات لم تجد من يسمع لها، أجراس إنذار تدق هنا وهناك في محاولة للفت الانتباه من وقوع كارثة محتملة، ولكنها وقعت وحصدت ضحية في ريعان شبابها وهي فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا، حيث جاءت الحادثة بعد ساعات فقط من مصرع سيدة أخرى إثر انهيار أجزاء داخلية من عقار قديم في منطقة كوم الدكة.
مصرع فتاة في انهيار عقار المعسكر الروماني
وبعد ظهر اليوم الأحد وبالتحديد في الساعة الواحدة ظهرًا كانت فتاة في العقد الثاني من عمرها تمر في طريقها بشارع المعسكر الروماني في منطقة رشدي بالإسكندرية، غير مبالية سوي بالوصول إلى وجهتها، ربما كانت تفكر في يومها، أو عملها، أو حلمها، أو ما ستفعله بعد وصولها، وبينما تخطو قدماها في طريقها المعتاد سقط فجأة عليها أنقاض من عقار قديم لا يتناسب شكله المخيف مع ما يحيطه من فنادق ومحال وعقارات سكنية، في واحد من أرقى أحياء الإسكندرية، ولم يشكل هذا الفارق علامة إنذار لإنقاذه قبل أن تتساقط أجزاؤه اليوم وتصبح هذه الفتاة ضحية تحت أنقاضه.
العقار لم يحصد فقط روح الفتاة، بل أنقذت العناية الإلهية سائق تاكسي تصادف أيضا مروره أسفله، من موت محقق، بعد أن سقطت الأجزاء الخرسانية على سيارته التي تحطمت، وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج، فيما تحطمت أيضا سيارة ملاكي أخرى.
وبعد وقوع أجزاء من العقار، سرعان من توجهت الجهات المختصة في المحافظة لمحل الواقعة لفحص الأمر، وتم وضع حواجز خرسانية لمنع المواطنين من المرور أسفله تفاديا لوقوع ضحايا جدد، وأصدر محافظ الإسكندرية بيانًا يؤكد فيه اتخاذ كافة الإجراءات ضد المسؤولين تجاه العقار، وأيضا تم ندب فريق فني وهندسي من حي شرق الإسكندرية للوقوف على تداعيات الأمر.
إجراءات بعد انهيار أجزاء من العقار
ورغم كافة الإجراءات السابقة، فإن جميعها جاءت بعد وقوع الحادث، رغم كثرة الاستغاثات التي نُشرت من قبل مواطنين وسكان الشارع عن هذا العقار تحديدا، ورغم أن العقار صادر به قرار ترميم رقم 2 لسنة 2023، ورغم أنه يقع في مكان حيوي وواضح أمام أعين مسؤولي حي شرق؛ الذين أكدوا في تصريحات صحفية أن العقار صادر له 3 قرارات ترميم لم تُنفذ لأن مالكه يقطن خارج المحافظة ويرفض الترميم.
استغاثات سابقة
الدكتور أحمد إسماعيل اللقاني؛ الأستاذ بكلية الطب جامعة الإسكندرية، ذكر في منشور له اليوم، أنه يسكن بجوار هذا العقار، وأنه سبق وتقدم بأربعة بلاغات إلى الحي حول هذا العقار ومدى خطورته، فضلا عن تصويره ونشر مقاطع فيديو له من قبل للاستغاثة، ولكن دون استجابة.
أحد سكان المنطقة بالإسكندرية ويُدعى أمير ستيفن، كان قد نشر أيضا في 3 سبتمبر من العام الماضي، تحذيرا بشأن هذا العقار عبر صفحته على فيسبوك، قائلا إنه يمثل خطورة على المارة، وبعد وقوع ضحية بسببه اليوم قائلا: حذرت أكثر من مرة على صفحات الإسكندرية واسعة الانتشار كما أبلغ غيري كثيرا من المسؤولين، وحدث ما نحذر منه منذ أكثر من سنة، وحدث من قبل وسيحدث من بعد.
ولم تكن هذه الاستغاثة الوحيدة، بل غيرها أكثر من واحدة، حيث نشرت أيضا سيدة تُدعى سامية رحمي؛ منشورا آخر عبر صفحة مخصصة لنشر شكاوى واستغاثات مواطني الإسكندرية، تطالب المسؤولين بالنظر لأمر هذ العقار الذي يبدو عليه التهالك ووجود شروخ في أجزاء منه، واحتمالية سقوط أي من شرفاته في أي وقت.
وأضافت السيدة في استغاثتها: أنا بروح أنا وأولادى كل يوم من الحتة دى وبتشاهد كل مرة واحنا مضطرين نعدى تحتها، لو الكلام دة بيحصل فى الأحياء الراقية، أومال بيحصل أيه فى الأحياء الشعبية، يا ريت لو حد يعرف يوصل الصور دى لحد مسؤول يقدر يعالج أو يزيل البلكونات، أرجو المساعدة خوفا على أرواح الناس.