محمود محيي الدين يكشف خطته في رئاسة أمناء جامعة النيل: التركيز على الاستدامة والرقمنة وسنتعاون مع جامعات الشرق| حوار
قال الدكتور محمود محيي الدين رئيس مجلس أمناء جامعة النيل الأهلية، إنه سيعمل خلال فترة رئاسة مجلس أمناء الجامعة والتي تمتد لأربع سنوات على دعم الاستدامة والتحول الرقمي داخل الجامعة، فضلا عن الاهتمام بتوجيه تعاون الجامعة نحو جامعات شرق العالم.
وكشف الدكتور محمود محيي الدين، في حوار مع القاهرة 24، خطته في رئاسة مجلس أمناء الجامعة، موضحا أنه سيعمل على 3 محاور خلال الفترة المقبلة، كما تطرق إلى دور الدولة المصرية في مجابهة قضايا المناخ من خلال استضافة قمة شرم الشيخ.
وقرر مجلس أمناء جامعة النيل، في يوليو الماضي، اختيار الدكتور محمود محيي الدين رئيسا لمجلس أمناء الجامعة خلفا لعمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، ويعد محيي الدين واحدا من أبرز الشخصيات الاقتصادية على مستوى العالم، حيث يشغل منصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2030 للتنمية المستدامة ورائد المناخ للرئاسة المصرية في مؤتمر المناخ.
إليكم نص الحوار..
في البداية.. كيف تنظر إلى رئاسة مجلس أمناء جامعة النيل؟
جامعة النيل مؤسسة عريقة وهي واحدة من أهم الجامعات البحثية في المنطقة، وتواجد بها على مدار الأعوام الماضية عدد كبير من الأساتذة ممن لهم باع كبير في الإدارة والاقتصاد والسياسة منهم رحمة الله عليهم: الدكتور إبراهيم بدران رئيس مجلس أمناء جامعة النيل الأسبق، ورئيس جامعة القاهرة ووزير الصحة الأسبق، والدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق، ورئيس مجلس أمناء جامعة النيل الأسبق، ومنهم من لا يزال يعمل الآن على دعم الجامعة وهو السيد عمرو موسى رئيس مجلس الأمناء السابق، والذي له باع كبير في الدبلوماسية المصرية والعربية والدولية، فتولي رئاسة مجلس أمناء الجامعة له أهمية كبرى لدي من منطلق أنني أكمل ما قام به الأساتذة والقادة السابقون.
كيف ستعمل مع مجلس أمناء الجامعة وأيضا مع إدارة الجامعة؟
مجلس الأمناء هو عمل جماعي ويكون بمشاركة كل أعضاء مجلس الأمناء بجميع الخبرات التي لديهم، حيث إن مجلس الأمناء يتكون من مجموعة من العلماء والخبراء في جميع المجلات الذين يشكلون معا قوة تدفع الجامعة إلى التطور والأمام.
ويقوم مجلس الأمناء بالعمل مع رئيس الجامعة على رسم السياسات الخاصة بالجامعة خلال الفترة المقبلة، وأنا القادم على مجلس الأمناء والذي يضم علماء وخبراء وأساتذة، وهناك عمل كبير تم إنجازه في الجامعة من مجلس الجامعة، ونحن سنبني تراكميا خلال الفترة المقبلة.
ما هي خطتكم خلال فترة ترأس مجلس الأمناء؟
خلال عملي في مجلس الأمناء، سيكون تركيزي على 3 اتجاهات بحكم التخصص الذي عملت بها؛ في البداية الاستدامة والتحول الرقمي، وتقديم الاستشارات العلمية للدولة، وسنعمل على كل ما يتعلق بقضية الاستدامة، وأيضا التحول الرقمي، حيث إن له علاقة كبيرة بالكفاءة الاقتصادية.
وسنؤكد على أهمية البحوث وتعليم الطلاب وخدمات المجتمع من خلال الاستشارات العلمية والموضوعية للجهاز التنفيذي في الدولة أو القطاع الخاص أو مؤسسات المجتمع المدني، والجامعة بالفعل لديها العديد من المشاركات الفعالة في المجتمع، وسنعمل الفترة المقبلة على زيادة تلك المشاركات.
لماذا التركيز على الاستدامة والتحول الرقمي؟
الاستدامة والتحول الرقمي، أمران لهما أهمية كبرى لدى الدولة المصرية خصوصا في رؤية مصر 2023، وكذا عدد من المبادرات الوطنية في مصر، والتي تهتم بالبنية المعلوماتية والتكنولوجية والتحول الرقمي من خلال رقمنة الخدمات التي تقدمها المؤسسات الحكومية، وتركيز الدولة على الاستدامة والاهتمام بالبيئة المستدامة واستضافة قمة المناخ في شرم الشيخ؛ كل هذه دوافع تجعلك تركز على أن تجعل الجامعة جزءا من خطط الدولة.
بالحديث عن قمة المناخ.. كيف ترى تقييم العالم لقمة المناخ؟
تميز مصر في تطبيق معاني الاستدامة أحدث طفرة نوعية من خلال استضافة مصر لـ مؤتمر المناخ COP27، وكانت قمة شرم الشيخ هي قمة المضمون وليست مجرد استضافة مصر لحدث عالمي، فشرم الشيخ معروفة دائما بالقدرة على الاستضافة وتنظيم الأحداث العالمية.
هناك إشادة في فعاليات أسبوع أفريقيا للمناخ الذي تستضيفه العاصمة الكينية نيروبي، وقمة مجموعة العشرين، بجهود الدولة المصرية خلال أعمال مؤتمر المناخ COP27 وما قامت بها الدولة من إصدارات بعد مؤتمر المناخ، حيث كان هناك تأكيد أن ما تم في مؤتمر المناخ COP27 لا يخرج إلا من دولة تعلم مدى أهمية وخطورة التغيرات المناخية، والعمل في مضمون مواجهة التغيرات المناخية، وتخفيف الانبعاثات الكربونية، والتكيف مع المناخ، ورأينا عدد كبير من المبادرات التي خرجت من رحم قمة شرم الشيخ.
مبادرة الهيدروجين الأخضر من أهم مخرجات القمة.. ماذا ستفعل جامعة النيل في هذا الإطار؟
الهيدروجين الأخضر هو واحد من أهم الموضوعات الذي يحتاج لدراسة اقتصادية واجتماعية وعلمية، وأتمني أن نعمل في الجامعة على أن يكون لدينا باع كبير بها، وبالفعل الجامعة بدأت العمل في هذا الجانب مع الجامعات في الشرق والجنوب، لأن مجال الهيدروجين الأخضر لا يمثل أهمية فقط في مصر، ولكن على مستوى إقليمي، والدولة المصرية قامت بالعديد من البرتوكولات والتعاقدات التي تعقد في هذا الجانب.
ما هي الإضافة التي يمكن أن تعود على الدارسين بالجامعة؟
هذه الجامعة هي جامعة للبحوث ومن مبدأ أن الاستدامة والتحول الرقمي هما أساس عمل المؤسسات في عصرنا الحالي، سنعمل على أن تكون الجامعة محدثة دائما ورائدة في تلك المجالات، وسنعمل على وضع نقلة للعملية التعليمية داخل الجامعة، فلابد أن يعرف الطالب عند دخوله الجامعة كل ما هو جديد من تكنولوجية واستدامة وتوظيف، ويجب أن يكون الطالب نظيرا لباقي الطلاب في الجامعات حول العالم.
مجلس أمناء الجامعة لديه باع كبير في التعاون الدولي بما يضم من علماء.. كيف ينعكس ذلك على الجامعة؟
في نقطة التعاون الدولي، سنعمل على التعاون مع الجامعات في شرق العالم، فالعالم اليوم بصدد نظام جديد عالمي، وعلينا أن نستعد للعالم الذي تتغير معطياته يوما بعد يوما، وأرى أن المستقبل عند دول الشرق وهي الصين وكوريا والهند واليابان، وتحدثت بخصوص هذه النقطة في عام 2002، وقتها قولت لبنتي وكان عمرها 5 سنوات: تعلمي الصينية لأن العالم سيتجه نحو الصين، ويجب على الجامعات أن تتجه نحو جامعات الشرق في الصين واليابان.
ويجب علينا كمصريين، العمل على تعليم اللغة الصينية للطلاب في الجامعات والمدارس كلغة بجانب الإنجليزية والفرنسية، وأستطيع أن أقول إن هناك دولا أوروبية بدأت في تعليم اللغة الصينية ليتعاملوا مع الدولة القادمة بقوة وهي الصين، وسنعمل مع مجلس الأمناء على التعاون مع جامعات الصين واليابان والهند وسنغافورا.
إضافة تخصص جديد بالجامعة يحتاج سنوات من العمل.. في حالة إضافة برنامج جديد ماذا سيكون؟
المسألة ليست فردية وأحلام يمكن للشخص تحقيقها، بل هناك مجلس أمناء يناقش ما يتم، وبالفعل كنا نتحدث قبل لقائنا معكم على تفاصيل البرامج العلمية الجديدة التي يمكن أن تخدم الجامعة، فهناك بالفعل برامج متطورة في الهندسة وتطبيقات الحاسب وإدارة الأعمال، وأيضا هناك مجالات مهمة تعمل عليها الجامعة في التكنولوجيا، ويجب أن ننظر إلى الجامعة بأن تقوم بحلول متكاملة، فيمكن أن نعمل الفترة المقبلة على مجال القانون وبرامج القانون مرتبط برسالة الجامعة.
أخيرا.. ما هي رؤيتكم للتعليم العالي والبحث العلمي في مصر؟
أرى ضرورة أن يكون التعليم والتعلم والبحث العلمي في مقدمة أولوية الدولة، وتقوم الآن الدولة بجهود كبيرة في الجامعات الخاصة والأهلية.