زواج معلّق وحب لا يموت.. فتاة ليبية تبحث عن خطيبها المفقود في العاصفة دانيال: يومان لا أعلم عنه شيئًا
ظاهرة طبيعية في آخر العالم.. هكذا ظن كثيرون في ليبيا قبل أن يعيش الليبيون كابوسا حقيقيا شتت أسرًا في طرفة عين، فبين فقد الأحبة، والبحث عن الأهل، تلاشت كل الخطط المستقبلية التي وضعها الضحايا بالأمس القريب، لعل أبرز هؤلاء الشابة كريمة، التي كانت تستعد هي وخطيبها لـ حفل زفافهما، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فعليًا، حيث جاءت العاصفة دانيال لتُدمر حياتها وتقلب شرق ليبيا رأسًا على عقب، ويضيع حلم الفستان الأبيض أدراج الرياح.
دوت العاصفة دانيال خلال الساعات الماضية، لتدك شرق ليبيا، مسببة وفاة ما لا يقل عن 150 شخصًا حتى الآن، وتسببت في رفع حالة التأهب بالبلاد مع إعلان الحداد العام وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام حزنًا على الضحايا، الذين كانوا شهودًا على ما خلفته العاصفة من أضرار كبيرة باليونان قبل أن تتقدم إليهم.
العاصفة دانيال تضرب شرق ليبيا
حاول الجميع إرسال إشارات الاستغاثة بكل الطرق، أهمها مواقع التواصل الاجتماعي، المساحة الأكبر التي تعكس معاناة الشعب الليبي، الذين حرصوا على تسجيل كل ما مروا به خلال سيل العاصفة دانيال، عبر منشورات على موقع فيسبوك، وحتى غير المتضررين ناشدوا الجميع لإنقاذ الأهالي بالشرق الليبي المنكوب.
لحظات قلق وخوف وترقب عاشتها كريمة، على الرغم من مكوثها بعيدًا عن المناطق المتضررة، ولكن هناك يقبع خطيبها وعائلته، والتي انقطعت كافة أخبارهم بمجرد وقوع العاصفة دانيال.
تقول الشابة الليبية خلال حديثها لـ القاهرة 24، إن خطيبها مفقود منذ اندلاع العاصفة الترابية، ولا تعلم عنه شيئا حتى الآن، كما أن الاتصال انقطع به وبعائلته أيضًا، ومنذ يومين لم تتواصل مع أي شخص حتى تطمئن عليه أو تصلها أخبار عن عائلته.
كريمة لما تجد أمامها غير موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لتنوه عن فقدان خطيبها، حيث تفاعل معها الكثير من متابعي السوشيال ميديا، ونشرت في التعليقات أنها تنتظر أي نبأ عنه أو عن عائلته، وحظيت بتعاطف الكثير على الرغم من ابتعادها عن مناطق الحدث الفعلي.
وفي سياق متصل، تواصل القاهرة 24 مع بعض المتضررين من العاصفة دانيال بالشرق الليبي، ورصد كثيرًا من القصص المأساوية، أكد فيها الليبيون أنهم يمرون بكارثة حقيقية ناتجة عن ظاهرة طبيعية، وتحديدًا سكان المنطقة البيضاء ودرنة، مشيرين إلى غرق بيوتهم وأملاكهم وفقدان أفراد أسرهم، بسبب الإعصار المدمر القادم من البحر المتوسط.
حيث أوضحت آلاء إحدى المتضررات جراء العاصفة: عائلات أخدها السيل ومفقودين، مش عارفين إذا ماتوا أو لا، وفاقدين خالتي وبناتها، أخدهم السيل، وحتى الآن لم نعثر عليهم.
