فاروق فوزي حارس الزمالك الذي طارده الخطيب ونهائي كأس مصر أنهى مسيرته
تاريخ كرة القدم المصرية مليء بالنجوم والأساطير، ليس فقط في قطبي مصر الأهلي والزمالك، بل كانت كل فرق الدوري المصري قديما تمتلك نجوما وأساطير وحكايات مثيرة عنهم، وواحد من هؤلاء النجوم أصحاب الحكايات المثيرة هو فاروق فوزي.
قد لا يعرفه الجميع، وقد تقتصر معرفته على بعض مشجعي نادي الزمالك، ولكن فاروق فوزي هو أحد حراس القلعة البيضاء في فترة السبعينيات وبالتحديد موسم 1977/1978، وكان أحد نجوم فريق الطيران أيضا، وبدأ مسيرته مع فريق النصر، وبالرغم من عدم معرفة الجميع به، فإنه خاض مع الأبيض مباريات كبرى وقوية وكان له حكايات طريفة عديدة، ومثلما توهج بشكل مفاجئ اختفى بشكل مفاجئ.
مطاردة الخطيب لـ فاروق فوزي
ومن الأمور الطريفة والمثيرة للدهشة في مسيرة فاروق فوزي هي مطاردة محمود الخطيب أسطورة النادي الأهلي ورئيس النادي الحالي له، فقد حدثت بينهما ثلاثة مواقف كانت سببا في بزوغ اسم حارس الزمالك السابق وحديث الجميع عنه.
بداية الأمر بينهما كان في زمن بعيد وبالتحديد في أواخر الستينيات، عندما كان فاروق فوزي والخطيب يلعبان لصالح نادي النصر القاهري في مرحلة الناشئين، حيث كان الأول في فريق تحت 16 عاما والثاني رفقة فريق تحت 14 عاما، وكان بيبو سيخوض مباراة هامة رفقة الفريق الأكبر سنا ولم يجد حذاء كرة قدم مناسب مع فريق 16 عاما.
وجاءت الصدفة أن مقاس قدمه نفس مقاس فاروق، والذي يحكي عن هذا الموقف بعدما اعتزل بفترة طويلة وخلال ظهوره في أحد اللقاءات التليفزيونية قائلا: الخطيب حصل على حذائي الخاص ولعب به المباراة وسجل به هدفين، وعندما أعاده لي “ملقتش فيه حته سليمة”، فضحكت كثيرا وقلت له أريد الحذاء مثلما أعطيتك إياه.
ومرت السنوات وذهب الخطيب إلى الأهلي وكان نجم الفريق، وذهب فاروق إلى الطيران وكان نجم حراسة المرمى في الفريق أيضا، ولعبا العديد من المباريات ضد بعضهما، وكان الطيران له نتائج إيجابية بل وتغلب على المارد الأحمر في المباراة التي جمعت بينهما موسم 1973/1974 الذي لم يكتمل بسبب حرب أكتوبر، وكانت هذه هي أول مباراة لـ ناندور هيديكوتي مدرب الأحمر، وانتهى اللقاء بفوز رفاق فوزي بهدف مقابل لا شيء.
ولعب الفريقان مباريات عديدة أخرى، ولكن في موسم 1976/1977 التقيا في مباراة بالدوري المصري ولكن كان عليها تركيز كبير جدا نظرا لحضور النجم المصري الكبير عمر الشريف، وكان عائدا إلى مصر عقب سفره فترة للخارج، وظهر في المقصورة الرئيسية بجوار صالح سليم أسطورة النادي الأحمر، لذلك كان هناك اهتمام إعلامي واسع وحضور جماهير كبير في اللقاء.
وبالطبع حاول جميع اللاعبين خطف الأنظار وأبرزهم فاروق فوزي، وكان هناك مناوشات عديدة بينه وبين الخطيب لاحظها الجميع، ولكن رد بيبو جاء بشكل مختلف حيث سجل في مرمى حارس الطيران هدفين منهما هدف من ضربة ثابتة “فاول” بل وأشار نجم الأهلي إشارة بيده لفوزي أنه سيسدد في الجهة اليمنى وبالفعل سددها وسجلها هدفا، وانتهى اللقاء بفوز المارد الأحمر3-0.
ولم يَنتهِ الأمر بعد، فخرجت إحدى الصحف بـ مانشيت مثير وهو “أجوان الخطيب.. تأديب وتهذيب”، مشيرة إلى إثارة فاروق فوزي لغضب بيبو حتى سجل في مرماه.
نهائي كأس مصر أنهى مسيرته
وعقب نهاية هذا الموسم مباشرة انضم فاروق إلى نادي الزمالك بسبب مستواه المميز، وبالرغم من أنه لعب مباريات عديدة بشكل أساسي مع القلعة البيضاء في موسم 1977/1978، وحصد لقب الدوري المصري لأول مرة في تاريخ الأبيض منذ 13 عامًا، وشارك في دوري أبطال إفريقيا ووصل إلى نهائي كأس مصر، ولكن لم تستمر مسيرة فوي داخل قلعة ميت عقبة كثيرا، وظل اسمه مرتبطا بواحدة من أشهر مباريات القمة.
وجد فاروق نفسه أمام الخطيب مرة أخرى في مباراة ذات تغطية إعلامية كبيرة واهتمام كبير بل وجماهيرية وشعبية أكبر بكثير جدا من تلك التي تحدثنا عنها، فقد وجد نفسه في لقاء الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر 1978، المباراة التي كانت مشحونة بشكل كبير بين الطرفين والجماهير وتتجه كل الأنظار عليها، فالأبيض هو بطل الدوري والأحمر خسر اللقب لأول مرة منذ 3 مواسم متتالية فاز به، فمن سيحسم الكأس؟
ولم يبدأ محمود الخطيب المباراة أساسيا بسبب إصابته أو للدقة لمعاناته من نزلة برد، وكان فاروق هو الحارس الأساسي للزمالك وليس عادل المأمور وهذا ما لا يعرفه البعض، ولعبت المباراة التي كانت قوية جدا منذ البداية وكانت بتحكيم ألماني، وتقدم الزمالك بنتيجة 2/1 في بداية الشوط الثاني، وبدا أن الدوري سيدخل خزينة ميت عقبة، ليقرر هيديكوتي أن يدفع بـ بيبو الذي من جانبه أبدى الترحيب والقدرة على خوض اللقاء.
شارك الخطيب وطاهر الشيخ في المباراة كبديلان، وانقلبت النتيجة إلى فوز الأهلي 4/2، سجل البديلان هدفين منهما وخطفا الفوز لفريقهما، ليتوج المارد الأحمر بلقب كأس مصر على حساب غريمه التقليدي في لقاء مثير جدا، وبين بيبو وفاروق مرة أخرى.
ولكن المثير في الأمر أن فاروق فوزي اختفى ولم يظهر عقب مباراة نهائي الكأس مرة أخرى مع الزمالك، وبعد عدة سنوات نشرت حفيدته تغريدة عبر حسابها على منصة إكس “تويتر”، تؤكد أنه تعرض إلى إصابة خلال مباراة الكأس هذه، ثم سافر بعد ذلك مع الفريق لخوض مباراة خارج مصر ليتعرض إلى إصابة بالرباط الصليبي، ولم يتمكن من التعافي منها لأنها كانت إصابة يصعب معالجتها وبالتالى أنهى مسيرته تقريبا واختفى عن الأنظار، تاركا خلفه اسمه كأحد حراس الأبيض ومواقفه هذه مع بيبو.
