كيف جعل الله الأنبياء والصالحين أشد بلاء ويحيون حياة طيبة في آن واحد؟.. علي جمعة يوضح
أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق عن سؤال نصه: حديث "أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل"، وفي القرآن الكريم يقول تعالى: مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً ۖ، كيف يحيا حياة طيبة وكيف أنهم أشد الناس ابتلاء؟.
كيف نتجاوز البلاء بالحياة الطيبة؟
وقال مفتي الجمهورية السابق خلال تصريحات تليفزيونية: إن أشد الناس بلاء هم الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل؛ وهذه حتى لا نربط ما بين الابتلاء، وما بين وضعيتنا عند الله سبحانه وتعالى.
وأردف علي جمعة: فالله سبحانه وتعالى يُنزل الابتلاء على الجميع حتى يرى الصابر من غير الصابر؛ حتى يمتحن الإنسان أيُكم أحسن عملا، فالجميع سواء كان صالحا أم طالحا، كافرا أم مؤمنا، فيحدث لهم شيء من النكد، ومن الابتلاء حتى يصبر فيتجاوز هذه الحالة.
وأضاف علي جمعة: فما يُصاب نبي بشيء فهذا الشيء هو يواجهه بصبر يجعل الحياة طيبة، وهو يشعر بأن الحياة طيبة بالصبر والاحتساب، ويرى أن هذا البلاء الذي ابتلاه الله سبحانه وتعالى به لم يغير من نفسيته الهادئة؛ مثل سيدنا داوود عليه السلام، وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عند الطائف وقال له الملك النازل من السماء سأطبقها لك يا رسول الله، فيقول له النبي لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله، وهذه نفس هادئة، ولم تهتز من داخلها بسبب وجود الصبر.
واختتم: فأنا أقول للسائلة إذا كنتِ تُريدين الحياة الطيبة مع البلاء فعليكِ بالصبر، وادعي الله أن ينزل السكينة عليكِ وقت نزول البلاء، ولكن متى يرى الإنسان أن الحياة غير طيبة فذلك عندما يجزع، وينزل من هنا فلا يقدر على أن يصبر من هنا، فتبقى الحياة سوداء؛ ولذلك تملي مع الصبر يوجد الفرج، والنجاح، والشعور بالحياة الطيبة، والرضا.
