تمسكوا بالحياة وكسروا الحيطان للنجاة.. القصة الكاملة لـ أسرة من كفر الشيخ مفقودة في فيضان درنة بليبيا
فعلوا كل شيء ليتمسكوا بالحياة، من تكسير في حوائط العمارات الملاصقة لمنزلهم حتى يصعدوا أعلى سطح العمارة المجاورة لينجحوا في المرة الأولى ويصعدوا إلى الطابق الخامس في أحد العمارات، ولكن مياه الإعصار كانت تقترب منهم بسرعة كبيرة، لتستخدم النساء أجسادهم كدروع بشرية لحماية الأطفال والصغار، ويبدأوا مرة أخرى محاولة التكسير في سطح العمارة الأعلى لتنجوا سيدة واحدة من أسرة مكونة من 12 شخصا.
بدموع باكية بدأت مروة أحمد حويلة شقيقه أحد الضحايا حديثها لـ القاهرة 24 تروي ما حدث مع شقيقتها وأسرتها داخل مدينة درنة الليبية، بعد أن عاصرت جزء من المعاناة مع شقيقتها عبر الهاتف، وروت لها حماة شقيقتها والناجية الوحيدة من الـ12 شخصا في العائلة باقي ما حدث.
وأضافت مروة أحمد حويلة، شقيقه أحد الضحايا من الأسرة المكونة من 11 شخصا أن شقيقتها الصغرى رحاب تزوجت وانتقلت إلى العيش مع زوجها ماجد عبد العظيم التميمي، حيث يعمل بدولة ليبيا، منذ أكثر من 11 عاما، وظل التواصل والزيارات مستمرة حتي يوم الأحد الماضي، فعندما كانت تتحدث مع شقيقتها مع بدء الإعصار، أكدت شقيقتها أن هناك سيولا، وأن الأمور على ما يرام، وذلك قبل أن تسمع صوت انفجار ضخم، الذي نتج عن انهيار سد كانت يحتجز مياه الإعصار، لتقوم بعدها شقيقتها ومعها أولادها الثلاثة يحيى وعبد الرحمن وياسين، وكذلك شقيقة زوجها وتدعى صفاء عبد العظيم التميمي، وزوجها وأبنائها الأربعة، بمحاولة النجاة والانتقال إلى أحد العمارات المجاورة، ولكن كل الطرق كانت مغلقة، ليبدأوا في الاستغاثة بسكان العمارة الملاصقة ويبدأوا بتكسير أحد الأبواب ويتمكنوا بالفعل من الدخول إلى العمارة.
وأضافت شقيقة الضحية أن الأسرة التي كان عددها 12 فردا صعدت إلى سطح الطابق الخامس في العمارة المجاورة، وفي وقت سريع بدأت المياه في الارتفاع حتى وصلت إليهم فبدأوا في تكسير أحد المنافذ في العمارة المجاورة حتى يصعدوا إليها وعملوا دروعا بشرية من أجسادهم حتى يحموا الأطفال، لينجحوا في فتح فتحة صغيرة في الحائط ويقومون بنقل والدة زوج شقيقتها، وقبل أن يتم نقل الأطفال والسيدات باغتهم المياه وجرفت الجميع، وفقدت الأسرة الكاملة المكون من 11 فردا وينجوا منهم والدتهم فقط.
وأكدت مروة حويلة، بأنه لم يتم العثور على أي جثة من الأسرة حتى الآن فقد عثر فقط على زوج شقيقتها ماجد عبد العظيم التميمي، حيث أكد أحد فرق الإنقاذ بأنه تعرف عليه وأنه دفن بمقابر جماعية جرى دفن عدد كبير منهم، فيما لاتزال شقيقتها رحاب أحمد حويلة، وأبناؤها يحيى 10 سنوات، وعبد الرحمن 9 سنوات، وياسين سنة ونصف، وكذلك شقيقة زوج شقيتها وتدعي صفاء عبد العظيم التميمي وزوجها وبناتها الأربعة مفقودين.
واختتمت مروة حويلة حديثها لـ “ القاهرة 24” بأنها تتمني أن يجري العثور علي جثمان شقيقتها وباقي أفراد العائلة والعودة إلي مصر حتى يجري دفن الجثامين ويبقي لهم قبر معلوم تتمكن باقي أفراد الأسرة من زيارتهم والدعاء لهم.