ليبيا تكافح كارثة كان يمكن تجنبها.. جثث في كل مكان وتوقعات بوصول عدد الضحايا لـ 20 ألف شخص
تخشى المنظمات الدولية أن تصل أعداد من لقوا حتفهم في شرق ليبيا المدمر إلى 20 ألف شخص، مع استمرار جهود البحث والإغاثة اليوم الخميس، بعد أربعة أيام من تعرض الساحل للعاصفة دانيال، مما أدى إلى غمر الأحياء وسحب عدد لا يحصى من السكان إلى البحر.
عبد المنعم الغيثي، عمدة مدينة درنة الليبية، أوضح في تصريحات صحفية، أن أعداد القتلى قد تتراوح بين 18 ألفًا و20 ألفًا، استنادا إلى عدد الأحياء المدمرة، في المدينة التي عصف بها الإعصار، حيث تتركز الجهود الآن على تحديد هوية الآلاف الذين يعتبرون في عداد المفقودين.
العثور على ضحايا العاصفة أصبح أكثر صعوبة
التقارير الإعلامية أوضحت أن العثور على ضحايا العاصفة أصبح أكثر صعوبة، حيث إن الجثث في مياه البحر وتحت الأنقاض، لذلك تعمل فرق الإنقاذ المتخصصة بكل جهد من أجل الوصول إلى المدينة المنكوبة، التي ظهرت بها شاحنات محملة بالجثث، تنقل الضحايا المنتشرين في كل مكان إلى مناطق دفن جماعية.
منظمات الصحة والإغاثة الدولية أوضحت في تقاريرها حول الأزمة، أن الجثث التي تترك بعد الكوارث الطبيعية لا تسبب أوبئة، ولكنها يمكن أن تسبب، في بعض الحالات، مخاطر بيئية، بما في ذلك عن طريق تلويث مياه الشرب.
6000 قتيل وأكثر من 10 آلاف مصاب والعديد من المفقودين
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها وزعت 6000 كيس جثث لمساعدة السلطات على تقديم معاملة كريمة للموتى، في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات أن أعداد الضحايا حوالي 6000 قتيل وأكثر من 10 آلاف مصاب والعديد من المفقودين في حصيلة قد تتضاعف خلال الفترة المقبلة، حسبما أعلنت السلطات المحلية.
وأوضحت اللجنة الدولية أن الطرق تدهورت بشكل خطير، مما أعاق الجهود الإنسانية للوصول إلى شرق البلاد الذي ضربته الفيضانات، كما تشكل الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في درنة تهديدًا لسكان المدينة.
كان من الممكن تجنب حجم المأساة
وفي المدينة المنكوبة تنتشر الجثث في كل مكان بعد الفيضانات، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، أوضحت أنه كان من الممكن تجنب حجم المأساة لو تم توفير خدمات الإنذار المبكر المناسبة، حيث لم تصدر أي أوامر إخلاء قبل أن تضرب العاصفة المنطقة ليلة الأحد، على الرغم من أنها خلفت بالفعل دمارًا في اليونان وتركيا وبلغاريا.
وجاءت كارثة درنة عندما تدفقت مياه الفيضانات على التلال المحيطة بالمدينة، واخترقت سدين وجرفت حوالي ربع المنطقة المأهولة، وبعد أيام، لا يزال معظمها تحت الماء.