الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله موضوع خطبة الجمعة اليوم| نص الخطبة

صلاة الجمعة
دين وفتوى
صلاة الجمعة
الجمعة 15/سبتمبر/2023 - 10:12 ص

حددت وزارة الأوقاف، موضوع حال النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله، موضوعا لخطبة الجمعة اليوم 15 سبتمبر 2023، وجاء نص الخطبة كالتالي:

نص خطبة الجمعة اليوم 

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أَسْوَةً حَسَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليهِ، وعَلَى آله وصحبه، ومَنْ تَبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فقد أرسل الله (عز وجل) نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ومتمما لمكارم الأخلاق، فكان صلوات ربي وسلامه عليه أحسن الناس خلقا وأطيبهم نفسا وأطهرهم قلبا وأكرمهم عشرة، حيث يقول الحق سبحانه لنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ويقول سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِنَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاق)، وتقول السيدة خديجة رضي الله عنها واصفةً جانبًا من مكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وتصدق الحديث، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُكسِبُ المعدوم، وتقري الصيف، وتُعينُ على نوائب الحق.

ومع شمول طيب أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته كل من تعامل معه، إلا أن أهله رضي الله عنهم كان لهم من ذلك النصيب الأوفر والحظ الأعظم، فهو القائل صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ بِأَهْلِي)، لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم نعم الزوج، فكان في مهنة أهله، يساعدهم ويعاونهم، فيرفع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب شاته ويخدم نفسه، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها، أنَّها سُئلت: ما كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعملُ ما يعملُ الرِّجالُ في بيوتهم، وفي رواية قالت كانَ يَكونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلى الصَّلَاةِ.  

وكان من حسن خلقه وطيب عشرته صلی الله عليه وسلم - كما ثبت في كتب السنة - أن يضع لزوجه صفية رضي الله عنها ركبته إذا أرادت أن تركب بعيرها، فتضع رجلها على ركبته حتى تركب ويمْسَحُ صلى الله عليه وسلم بَيَدَيْهِ الشريفتين عَيْنها من أثر البكاء، حبا لها وإكراما.

كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يشاور أزواجه، ومن ذلك مشاورته أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، فأشارت عليه رضي الله عنها أن يخرج فينحر بدئه، ويحلق شعره، وأن الصحابة رضي الله عنهم سيتبعونه إذا فعل وقد كان ما أشارت به رضي الله عنها.

ويضرب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المثل الأعلى في وفاء الرجل لزوجته، حيث يقول عليه الصلاة والسلام في زوجه السيدة خديجة رضي الله عنها)بعد وفاتها: قَدْ آمَنتُ بي إذ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسِ، ومن ذلك أن عجوزا كانت تزوره صلى الله عليه وسلم فيقوم لها ويكرم وفادتها، فلما سألته السيدة - عائشة عن سر إكرامه لها قال صلى الله عليه وسلم: إنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا عَلَى عَهْدِ خَدِيجَةَ، وَإِن حُسْنَ العَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ.

وكان نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا عطوفًا شفوفًا، فكان إذا دخلت عليه ابنته فاطمة رضي الله عنها يقوم لها، ويقبلها بين عينيها، ويُجلسها عن يمينه وربما بسط لها ثوبه، بل ويخصها ببعض أسراره ثقةً فيها، وإعلانًا لمحبته لها، وتدمع عيناه صلى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم رأفةً منه ورحمةً لولده، وقلبه ممتلئ بالرضا، قائلا: إِنَّ العَيْنَ لَتَدْمَعُ، وَإِنَّ القَلْبَ لَيَحْزَنُ، وَلَا تَقُولُ إِلَّا مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَإِنَّا لِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ. 

نص خطبة الجمعة اليوم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. 

وكان نبينا صلوات ربي وسلامه عليه نعم الجد مع أحفاده، فها هو صلى الله عليه وسلم يسجد يوما ويطيل السجود حتى قال الناس يا رسول الله، إنك سجدت سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، فقال صلى الله عليه وسلم: كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنِ ابْنِي الْحَسَن ارْتَحَلَنِي - ركب على ظهري - فَكَرِهْتُ أَنْ أَعْجَلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ، وعندما كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب على المنبر إِذْ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَمْشِيَانِ وَيَعْتَرَانِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرِ فَحَمَلَهُمَا وَوَضَعَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:... نَظَرْتُ إِلَى هَدَيْنِ الصَّيِّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْتَرَانِ فَلَمْ أَصْبرٌ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِينِي وَرَفَعْتُهُمَا، وكان من هديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حسن العشرة مع من يساعده في بيته وخدمه يقول سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عشر سنين، فما قال لي: أف- قط، وما قال لي لشيء صنعته: لِمَ صنعته ؟ ولا لشيء تركتُه: لِمَ ترکته؟

فما أحوجنا إلى التأسي بأخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد كانت حياته صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحق أعظم حياة عرفتها الإنسانية تؤسس لبناء أسرة سوية مستقرة، بها يرقى المجتمع وتستقيم الحياة. 

نص خطبة الجمعة اليوم 
تابع مواقعنا