الإفتاء توضح حكم استخدام النافتا الحيوية المتجددة
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها نصه: سائل يسأل عن الحكم الشرعي في النافتا الحيوية/ المتجددة، والتي يتم إنتاجها من مواد خام طبيعية مثل الزيوت النباتية والدهون الحيوانية وزيوت الطبخ المستعملة، ومن خلال عملية الإنتاج يتم إزالة بلمرة المواد الخام الطبيعية وتتحلل إلى مستوى جزيئي فورًا، وبعد ذلك يتم إنتاجها كـ نافتا حيوية.
وتابع السائل: وتستخدم كمادة خام لإنتاج أشياء؛ مثل البلاستيك الحيوي والمطاط الحيوي والرقائق الحيوية، وهي لا تستخدم في تناول الطعام، وذلك البلاستيك الحيوي صديق للبيئة؛ حيث يعمل على الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والاستخدام الثانوي للدهون والزيوت المهدرة.
وقالت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي في فتوى سابقة: بناء على ما ورد في السؤال وما تم إرساله من مرفقات توضيحية؛ فإنَّ المواد التي تتكون النافتا الحيوية منها يتم تفكيكها على المستوى الجزيئي وتحويلها إلى مواد جديدة لها ترتيب جزيئي مختلف، وهي بذلك قد خرجت عن حقائق مكوناتها الأصلية إلى مادة جديدة لها حقيقة مختلفة، وبهذا تُعتَبر هذه المواد وما يصنع منها من منتجات نهائية طاهرة، والأصل من هذه الحيثية أنه يجوز إنتاجها واستعمالها والتجارة فيها.
مشروعية تدوير المخلفات والنفايات
وأكملت: تُعتَبَر عملية إعادة تدوير المخلفات من الأمور ذات النفع العام؛ لأنها تُخَلِّص البيئة من الملوثات والنفايات، كما أنها تَحُدّ من استنزاف الموارد الطبيعية والمواد الخام، بإيجاد بديل لها مستخرج من هذه المخلفات، بالإضافة لكونها تساعد على زيادة التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص عمل جديدة للأيدي العاملة في هذا المجال.
وأوضحت: ولكن هذه العملية لها جانب شرعي يتعلق بمدى مشروعية تدوير المخلفات والنفايات، ونستطيع أن نقول إنَّ ما ورد في السنة النبوية من الدعوة للاستفادة بجلود الميتة بعد دبغها فيه طلب لنوع من أنواع تدوير المخلفات والانتفاع بها؛ فقد روى البخاري في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مَرَّ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ، فَقَالَ: «هَلَّا اسْتَمْتَعْتُمْ بِإِهَابِهَا؟!» قَالُوا: إِنَّهَا مَيِّتَةٌ! قَالَ: «إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا».