نام بالغابات ليدرس بالأزهر.. شاب يسافر من غينيا إلى مصر على الدراجة في 49 يومًا
عاش في أكناف بلدة صغيرة في غينيا، لا يملك سوى قوت يومه، احتل حلم وجوده بين أبناء الطيب وجدانه، ولكن قلة الحال منعته في الوصول إلى مبتغاه، لم يرد "مامادو صفايو باري" أن يتخلى عن أمنية طالما ابتغاها، ولم يشعر بذاته سوى أنه أخذ دراجته المهملة في باحة منزله وخرج بها في رحلة مجهولة المصير ليكتب الله له السلامة ويصل إلى رحاب الأزهر الشريف، لتهدأ الروح وتسكن الأحلام.
شاب غيني يسافر بدراجته إلى مصر للدراسة بالأزهر
"جاؤوك من شرق البلاد وغربها …. أنت الذي بك لم يخب مستنصر"، بهذا البيت من قصيدة الشاعر الدكتور علاء جانب التي كتبها في فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بدأ الشاب الغيني مامادو صفايو باري حديثه مع القاهرة 24، ليروي أحداث مغامرة الـ49 يومًا، قائلًا: كنت أحلم منذ الصغر بالدراسة في الأزهر الشريف ولكن قلة المال منعتني من السفر، وفي لحظة فقداني الأمل في اقتناص حلمي لم أشعر بنفسي غير وأني أنظر إلى دراجة قديمة في باحة منزلي، فأخذت الخطوة وقررت في لحظات أن آتي إلى مصر بالدراجة دون التفكير سوى في تلك اللحظة التي أصل فيها إلى الأزهر واعتليت الدراجة وبدأت رحلتي في السابع عشر من شهر مايو الماضي.
وأضاف مامادو صفايو باري: واجهت خلال الرحلة عقبات كبيرة ومختلفة، فقد كنت أعاني من عدم النوم بأريحية لأنني كنت أغفو بين الأشجار والغابات لمدة 49 يومًا، وحتى الطعام لم يكن متوفرًا ولم أكن حينها أمتلك الكثير من المال، لذلك كنت أتناول ما أجده في الغابات مثل بعض الفواكه الشبيهة بالمانجو.
مصاعب ومشاق الطريق
وأكمل مامادو صفايو باري: قبضت عليّ الشرطة في بوركينا فاسو مرتين وفي توغو قضيت 9 أيام في مركز الشرطة شعرت أن حلمي انتهى حينها، ولكن ولله الحمد خرجت لأكمل رحلتي.
ويكمل باري: بعد وصولي إلى دولة تشاد بالدراجة حصلت على المساعدات المالة الكافية لأشتري تذكرة وأستقل طائرة وأتي إلى مصر، ولحظت وصولي إلى مصر لم أصدق نفسي هل تحقق حلم حياتي أخيرًا.
وأردف باري: لحظة وصولي إلى مطار القاهرة وجدت الطلاب الغينين في مصر في انتظاري ورحبت بي السفارة الغينية في مصر أيضًا.
منحة دراسية من الأزهر
واستكمل الشاب الغيني حديثه: تمت دعوتي من قبل الأزهر الشريف، وذهبت للقاء الدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين بمكتبها بمركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر الشريف، وكانت سعيدة للغاية بلقائي ورحلتي، وأعطتني بعض كتب اللغة العربية، وبعد ذلك وعدتني بأنهم سيعطونني منحة دراسية وأنني سأكون جيدًا وناجحا، ووعدتها بأنني سوف أدرس جيدًا وأخبرتني أن أستمر في الدراسة الجادة، مؤكدًا أنه يدرس في كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية.