أمين الفتوى: ليس كل ما لم يفعله الرسول بدعة
كشف الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، حكم العمل بما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم وهل فعل كل ما لم يفعله بدعة وهل كل ما تركه الرسول عليه الصلاة والسلام يجب علينا تركه؟
وقال أمين الفتوى خلال تصريحات تلفزيونية: وإذ قلنا إن كل ما تركه رسول الله هو بدعة أي يجب أن نتوقف عنه، ولكن أقول إن كل ما تركه رسول الله يكون مجال لإعمال الاجتهاد بقواعد الشريعة المرعية، والصحيحة؛ لرده إلى ما نص عليه الدين وهذا ما درسناه في أصول الفقه.
وتابع: وهو أن نرد ما لا نص فيه إلى ما هو منصوص عليه؛ أي به نص صريح، وبالتالي عندما نجده نلحقه بدرجته، وهذا ما فعله الصحابة الكرام سواء كان ذلك تزامنًا مع حياة النبي، أو بعد النبي عليه الصلاة والسلام.
جمع الصحابة للقرآن وصلاة بلال ركعتين سنة من باب الاجتهاد
وأضاف: فوجد الصحابة الكرام بوجود بعض الأشياء التي لم يفعلها النبي عليه الصلاة والسلام إنها واجبه عليهم أن يفعلوها، مثل ما جاء سيدنا عمرو، وسيدنا أبوبكر، وسيدنا عثمان وجدوا المصحف يحتاج إلى كتابته لتفرقه، أو جمعه في مصحف واحد ويعمم على الناس مثلما فعل سيدنا عثمان رضي الله عنه؛ وذلك للمصلحة العامة، والخاصة، وجلال القرآن، وما دلت عليه النصوص، وصارع الصحابة إلى فعل هذا.
وأوضح: فمثلًا سيدنا بلال لم ير النبي يتوضأ ثم يصلي ركعتين وضوء؛ ولكنه علم أنه عندما يصلي ركعتي السنة فهذا أمر طيب وجميل، ولو قرنهم بفعل طاعة كما فعلنا بفعل المولد النبوي الشريف وعرفنا إنها شيء جميل يفرح بها رسول الله بقطعة حلوى التي يفرح بها الناس، وكذلك بلال كان كلما توضأ يصلي هاتان الركعتان بشكل دائم، والذي حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خشخة نعله في الجنة، ومعه الجواري في الجنة، فسأله النبي ماذا تصنع يا بلال فحدثه وقال ما أحثت إلا توضأت وصليت ركعتين فبشره رسول الله ولم ينكر عليه، فهذا هو المنهج الصحيح.
وواصل: وإنك عندما لا تجد ما لا نص عليه فردوه إلى ما هو منصوص عليه وهذا ما يفعله العلماء، ومن أحث في أمرنا ما ليس منه فقال العلماء وما هو منه؟ يكون صحيح، وبذلك نكون على الطريق الصحيح؛ ولذلك يوجد ما يسمى بالقياس، والاستصحاب.
واختتم: ولكن نقوم بقفل الباب ونقول كل ما لم يفعله رسول الله بدعه وحرام وبكده ينسد باب الدنيا، والدين، وأقول لمن يفعل هذا أن يتمهل ويفكر على الأقل؛ لأن الله سبحانه وتعالى شرع لنا دينًا جميلًا، وفيه باب للفكر، وباب للاجتهاد، وهذه القاعدة التي تبنوا عليها أقاويلكم، واعتقاداتكم ليست صحيحة وفيها خطأ، وخطر.