عميد سابق بالأزهر يطالب بكتابة جديدة للسيرة النبوية تلائم الواقع المعاصر
قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر سابقًا، إن استخدام الجماعات المتطرفة كتب السيرة لتكون منطلقا لتبرير أفعالهم، وبدء الناس بالقتال، نجدها في فكر المودودي وسيد قطب وحسن البنا ولها جذور في كتابات السيرة القديمة، من أيام ابن إسحاق وابن هشام، أما كتابا "فقه السيرة" لمحمد رمضان البوطي وللشيخ الغزالي، فينأيا عن فكر الجماعات.
ولفت خلال تصريحات تلفزيونية إلى أن كتابي "فقه السيرة" لـمحمد رمضان البوطي وللشيخ الغزالي، قالا فيهما إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبادر أبدًا بالحرب، وإنما كانت الحرب دائمًا دفاعا إما لحرب واقعة أو متوقعة.
وأردف: "الجهاد دفاعي لدرء الحرابة وليس لإكراه الناس على الدين، فلا تجاهد إلا إذا اعتدى عليك الآخر".
يجب أن نفرق بين تصرفات النبي باعتبار النبوة والحاكم والقاضي
وأكد أبو عاطي أننا في حاجة لكتابة السيرة النبوية كتابة جديدة تلائم الواقع المعاصر، مشيرًا إلى أن الإمام القرافي، قال إن النبي كان تارة يتصرف باعتبار النبوة، وتارة باعتبار القضاء، وتارة باعتباره رئيس دولة، فعندما قال "من أحيى أرضًا ميتة فهي له، قالها باعتباره رئيس دولة، ولا يجوز لأحد الآن يأخذ أرضًا من الدولة إلا بإذن ولي الأمر (الدولة)".
وأردف: "عند الحرب أمرهم أن يحفروا خندقًا، فهل نحن ملتزمون نحفر الخندق؟ التمثل في كل شيء لا يتأتى، أتمثل بالنبي في قسم النبوة، أما ما قاله باعتباره قائدا ورئيس دولة كان وفق الظروف، وباعتباره قاضيًا، قال لامرأة تشكو بخل زوجها "خذي ما يكفيكِ"، أما اليوم فالمرأة التي لا ينفق عليها زوجها تذهب للقاضي، مينفعش تقلّب جوزها وهو نائم".
وختم حديثه قائلا: "يجب أن نفرق بين تصرفات النبي باعتبار النبوة والحاكم والقاضي".