كتابُه جدلية تضرب في جدلية.. في ذكرى عبد الصبور شاهين كيف شن هجومه على نصر حامد أبو زيد؟
يوافق اليوم الثلاثاء، ذكرى وفاة الدكتور عبد الصبور شاهين الذي رحل عن عالمنا في 26 سبتمبر 2010، وهو من مواليد 18 مارس 1929.
اشتهر عبد الصبور شاهين بمعركته مع الدكتور نصر حامد أبو زيد بسبب كتاب الأخير نقد الخطاب الديني، وما تضمنه من آراء وأفكار ارتأى شاهين أنها تخالف العقيدة والدين.
وقد ذهب عبد الصبور شاهين إلى أن كتاب نقد الخطاب الديني لنصر حامد أبو زيد، يهجم على الغيب، بأسلوب غريب، فيجعل العقل الغيبي غارقا في الخرافة والأسطورة، مع أن الغيب أساس الإيمان.
وأضاف: هو أيضًا يقع في مغالطة خطيرة حين يقرر أن العلمانية، ليست في جوهرها سوى التأويل الحقيقي، والفهم العلمي للدين، وليست ما يروج له المبطلون من أنها الإلحاد الذي يفصل الدين عن المجتمع والحياة.
وأضاف شاهين: في الفصل الأول من الكتاب يتصدى الباحث لنقد الخطاب الديني المعاصر بمناقشة قضية النص، وقضية الحاكمية، ويشتد نقده للأزهر وللدولة في مواجهة التطرف، وهو ينتصر بحماس شديد لرواية سلمان رشدي “آيات شيطانية”، مع ما اشتهرت به من فساد وهلوسة، وهو غالبا لم يقرأها، ولم يعرف ما حفلت به، ومع ذلك يزيد في الخروج على معايير النقد الموضوعي، ويتجاهل أمانة الكتابة الفكرية، بل هو يسقطها حين يضع سلمان رشدي في موقع مشابه لموقف الكاتب نجيب محفوظ في أولاد حارتنا.
ويوضح شاهين أن نصر حامد أبو زيد يدافع بحرارة عن الماركسية، الفكر الغارب، ويبرئها من تهمة الإلحاد، بل ويقول بخطأ تأويل الماركسية بالإلحاد والمادية، ولعله يتصور أن مارکس كان مؤمنا روحي النزعة.
ويختم شاهين: كما أن الكتاب كله لم يصل إلى أية نتيجة سوى تلك النغمة النقدية المسرفة، فهو بحق: جدلية تضرب في جدلية، لتخرج بجدلية تلد جدلية، تحمل في أحشائها جنينا جدلیا، متجادلا بذاته مع ذاته - إن صح التصور أو التعبير.. ليست هذه سخرية، ولكنها النتيجة التي يخرج بها قارئ هذا الكتاب.
