كتبت على جدران المسجد النبوي الشريف.. سر الانتشار الواسع لقصيدة البردة
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال ورد إليها نصه: سائل يقول: انتشرت بين العامة والخاصة أبيات كثيرة من قصيدة البردة للإمام البوصيري التي مدح فيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فما السر وراء هذا الانتشار الواسع؟
وقالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي: السر وراء انتشار قصيدة البرده: ما قد ذهب إليه معظم الباحثين من أنها من أفضل قصائد المديح النبوي؛ حتى قيل: إنها أشهر قصيدة في الشعر العربي لها مكانة خاصة في نفوس العامة والخاصة، ولذا كان اهتمام المسلمون بها سلفًا وخلفًا منذ أن نَظَمَها صاحبُها رضي الله عنه، ولم يحظ نص شعري بمثل ما حظيت به من الاهتمام؛ فتنافس الخطاطون في كتابتها؛ حتى كُتِبَت على جدران المسجد النبوي الشريف، واعتاد الناس قراءتها في المحافل والمواسم الشريفة؛ كمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتبارى المنشدون في الابتهال بها، ورأوا من بركاتها أمورًا عظيمة في دينهم ودنياهم، وسارت بها الركبان، وعلمَت الناس حُبَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنه ركن الإيمان وأساس الإسلام.
سر انتشار قصيدة البردة
وأضافت دار الإفتاء: ولعل من أهم أسباب انتشارها ومكانتها في نفوس الناس ما قد ذهب معظم الباحثين إليه من أنها أفضل قصيدة في المديح النبوي إذا استثنينا لامِيَّةَ كعب بن زهير: البردة الأم؛ حتى قيل: إنها أشهر قصيدة في الشعر العربي بين العامة والخاصة.
وأوضحت: فقد ذكر الإمامُ البوصيريُّ في هذه القصيدة سيرةَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مولده إلى وفاته، وتكلَّم على معجزاته، وخصائصه.
واكملت: وذكر المؤرخ الصفدي في "الوافي بالوفيات" (3/ 93-94، ط. دار إحياء التراث): [أنه يروي "البردة" ضمن شعر البوصيري عن الشيخ أبي حيان النحوي عنه، وذكر عن الإمام البوصيري أنه قال: كنتُ قد نظمتُ قصائدَ في مدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم اتفق أن أصابني فالج أبطل نصفي، ففكرت في عمل قصيدتي هذه البردة، فعملتُها واستشفعت بها إلى الله تعالى في أن يعافيني، وكررت إنشادها، وبكيت، ودعوت، وتوسلت، ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمسح على وجهي بيده المباركة، وألقَى علي بردة فانتبهت، ووجدت فِيَّ نهضةً، فخرجتُ مِن بيتي ولم أكن أعلَمْتُ بذلك أحدًا، فلَقِيَنِي بعضُ الفقراء فقال: أريد أن تُعطِيَنِي القصيدة التي مدحت بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: أيُّها؟ فقال: التي أنشأتَها في مرضك، وذكر أولها.
واختتمت دار الإفتاء: وقال: والله لقد سمعنا البارحة وهي تُنشَدُ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورأيتُه صلى الله عليه وآله وسلم يتمايل، وأعجَبَتْه، وألقى على من أنشدها بُردةً، فأعطيتُه إياها، وذكر الفقير ذلك فشاع المنام] اهـ