التلميذة والأستاذ.. كيف حمت سوزان مبارك معلمها سعد الدين إبراهيم من بطش السلطة في عهد زوجها؟
معلومة لا يعرفها كثيرون وهي أن الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، والراحل عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز 84 عامًا، هو الذي أشرف على دراسة الماجستير للسيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، خلال دراستها بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
حصلت سوزان مبارك على درجة الماجستير في علم الاجتماع التربوي من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1982، وكان موضوع الرسالة بحث في العمل الاجتماعي في حضر مصر، دراسة حالة في رفع مستوي المدرسة الابتدائية في بولاق وكان المشرف على رسالتها وقتها هو الدكتور سعد الدين إبراهيم.
كانت السيدة سوزان ثابت، قرينة الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، تُكنّ لأستاذها كل التقدير والاحترام لكن ذلك لم يمنعها من الهجوم عليه عندما قالت إنها تستغرب من تحول الدكتور سعد الدين إبراهيم، من معلم إلى محترف سياسة مضيفة في الجزء الخامس من حوارها، الذي نشرته الإعلامية الكويتية، فجر السعيد، في حسابها على تويتر في يناير 2015 إن سعد الدين إبراهيم: درس لي في الجامعة الأمريكية وكنت أحترمه كأستاذ وأستغرب كيف تحول من مُعلم إلى محترف سياسة وحلقة وصل بين أمريكا والإخوان.
أما الدكتور سعد الدين إبراهيم فيتحدث عن سوزان مبارك في أحد حواراته الصحفية ويكشف عن أن سوزان مبارك، حرم رئيس الجمهورية السابق، بدأت حياتها فى الجامعة الأمريكية كتلميذة بتواضع شديد، وباجتهاد واضح، ولم تستغل موقعها كزوجة لنائب رئيس الجمهورية، بل كانت فى منتهى التواضع، وبدأت الدراسة وهى فى الأربعينيات، وكانت معها عدد من الطالبات يقاربنها فى العمر، وكان يبدوا عليها أنها أكبر من زملائها سنا فى الدراسة.
ويحكي إبراهيم أنه علم أنها حرم نائب رئيس الجمهورية بمحض الصدفة في نهاية العام الدراسي، مضيفا أن نجليها علاء وجمال كانا مهذبين ومجتهدين، وإن لم يكونا على مستوى الأم فى الاجتهاد العلمى، مؤكدا أنه لم يلمس فيهما أى محاولة لاستغلال مواقعهم، إلى أن انقطعت الصلة بينه وبين هذه الأسرة فى مايو 2000.
وكشف إبراهيم أنه بمجرد أن كتب مقال الجملوكية، الذى تناول فيه الحديث عن ملف التوريث بمجلة المجلة السعودية، والتى تم جمعها من الأسواق نهارا، وقبض عليه مساء، دخل أحد سكرتارية مبارك عليه بالمجلة، وحسب الرواية التى نقلت عن سوزان مبارك إلى أحد المقربات منها، فقد قال لها مبارك بانزعاج شديد اختارى بين ابنك وبين أستاذك، مضيفا أنه لو تركه سيجده تحت السرير في غرفة نومهم يتناول كافة أفراد الأسرة في مقالاته، ولم يخف رئيس مركز ابن خلدون أن سوزان مبارك كانت حائط صد له، وكثيرا ما وقفت عائقا أمام محاولات التنكيل به من جانب زوجها أو مقربين من مبارك.
علاقة سوزان مبارك بـ سعد الدين إبراهيم لم تصل لحد النكران بيت التلميذة والأستاذ
مؤسس ابن خلدون كان له رأي قوي ومنحاز للشعب المصري، وذلك عندما سأل عما تردد من أن الشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية: اعترض بشدة على هذه المقولة، قائلا: من قالها هو فاسد، ومستبد وراضع من فاسد، مستشهدا بتاريخ مصر وأول مرة نادى فيها الشعب المصرى بالديمقراطية كان عام 1860، وأول مجلس نيابى كان عام 1860 وفى هذا التوقيت لم تكن خريطة العالم تعرف دولة باسم إيطاليا، أو دولة باسم ألمانيا.
الخلاصة أن العلاقة بين التلميذة والأستاذ شهدت كثيرا من الشد والجذب عبر سنوات كثيرة سواء في ظل حكم مبارك أو بعد ذلك لكنها لم تصل أبدا إلى حد النكران من جانب سوزان ثابت لسعد الدين إبراهيم كأستاذ لها، لدرجة أن البعض كان يرى أن سوزان مبارك حمت أستاذها سعد الدين إبراهيم من بطش سلطة مبارك.
