سرقها ابن البواب.. رحلة ماما سناء بنت الحي الراقي من الأمم المتحدة إلى دار المسنين
ما أقسى تقلبات الدهر على الانسان، يسلبه كل شيء في ليلة وضحاها، الكثير من الناس يخافون من هذا الأمر، ولكن لم تكن تدرك سناء أبدا أن حياتها ستتحول من داخل الأحياء الراقية بالزمالك، ومنصب بمنظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومتحدثة لبقة لأربع لغات غير العربية: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، إلى عجوز وحيدة وفريسة سهلة لكل مستغل معدوم الضمير، وفي لقائها مع القاهرة 24 قالت إن كل شيء تغير منذ 10 سنوات بعد وفاة والديها، وهو ما جعل احد الأشخاص يستغلها ويستولي على أموالها لتجول بالشوارع أشبه بالمشردين.
رحلة ماما سناء بنت الحي الراقي من منظمة الأمم المتحدة لـ دار الباقيات الصالحات
البداية كانت داخل أحد الأحياء الراقية بشارع محمد مظهر بمنطقة الزمالك عاشت بطلة قصتنا ماما سناء الآنسة التي لم تتزوج رغم بلوغها العقد الثامن من عمرها، كانت ابنة لرجل أعمال يدعى جمال الدين محمد عمر، وعاشت سناء طفولة مستقرة منعكسة من الحالة المادية الجيدة للأهل، وفي المرحلة الجامعية سافرت للدراسة بكلية إدارة الأعمال بإحدى جامعات لندن، وعقب تخرجها تولت منصب في منظمة الأمم المتحدة، تحديدا الملف الخاص باللاجئين، واستمرت حياتها العملية على وتيرة ثابتة من المناصب المرموقة، ولكن ما أقسى تقلبات الزمان، ففي عام 1996 ذهبت ماما سناء للعيش بمفردها داخل شقة بمنطقة حدائق القبة.
وقالت الآنسة سناء في لقائها مع القاهرة 24، إنها عاشت في هذه الشقة طيلة حياتها ولم يكن لها أحد سوى والديها، ولكن عقب وفاتهما تغير كل شيء، لتفرغها التام بعد بلوغها سن المعاش أصبحت حبيسة الشقة لا تخرج ولا ترى أحدًا، هذا ما جعل هذه السيدة المسكينة لقمة سائغة لكل مستغل.
وأضافت، أنها منذ ذلك الوقت توالت عليها المصائب، فقد تعرضت للسرقة مرتين وعانت خلال هذه الفترة أيضا من الإهمال الطبي لعدم قدرتها على العيش بمفردها، ولكن كل ما سبق كان غيضا من فيض، فقد صعقت حينما علمت بأن ابن البواب يستولي على أموالها الخاصة بها في البنوك، وأنها لا تستطيع الحصول على معاشها، وهو ما انعكس على حالتها بالسلب نفسيا وماديا، وانعكس أيضا على خصالها فأصبحت تخرج بالشوارع أشبه بالمشردين.
وكانت النهاية حينما أدرك جار لها منذ أكثر من 25 عاما، ما حدث وما يحدث لها وهو ما دفعه أن يحاول جاهدا لكي يفلت تلك المرأة المسكينة من قبضة ابن البواب، وعقب لقائها مع موقع القاهرة 24 وبمساعدة إحدى الإعلاميات أيضًا تمكنوا من الاطمئنان عليها داخل دار الباقيات الصالحات، وأصبحت ماما سناء أخيرا تستطيع أن تعيش حياة مستقرة.