هل تعلم اللغة الإنجليزية حرام.. أزهري يكشف الحكم
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، سؤالا من أحد المتابعين، نصه: جاءتني بعثة إلى بريطانيا لأتعلم اللغة الإنجليزية فقال لي صديقي لا تذهب حيث لا يجوز تعلم لغتهم، فهل ما قاله صحيح؟
حكم تعلم لغة الأجانب
وقال أستاذ الفقة بالأزهر، إن الرسالات السابقة على الإسلام كانت محلية خص بها قوم دون الآخرين، ومن ثم كان لا مانع أن يوجد نبيان في وقت واحد من الزمان، هذا لقوم، وذاك لقوم آخرين.
وأضاف لاشين عبر حسابه على فيس بوك: والارتباط القائم بين لغة الرسالة، ولغة من خوطبوا بها، وأمروا باتباعها، والتصديق بها، ارتباط وثيق فكانت اللغة التي نزلت بها الرسالة هي لغة من نزلت إليهم ليمكن إيجاد قدر من التفاهم المشترك بين الاثنين وإيجاد أرضية مشتركة بينهما ليفهم الناس ما تضمنته هذه الرسالة من أوامر، ونواه، وتشريعات وأحكام قال الله عز وجل بشأن ذلك: وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم، بلسان قومه أي بلغتهم ليبين لهم ما أمروا به.
وتابع أستاذ الفقه بالأزهر: أما رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكانت رسالة عالمية عامة للناس أجمعين، قال الله تعالى: “وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون”، وقال صلى الله عليه وسلم: ”أرسل كل نبي إلى أمته بلسانها، وأرسلني الله إلى كل أحمر وأسود من خلقه”.
وأوضح: وبخصوص واقعة السؤال نقول: علمنا أن ديننا الإسلامي دين عالمي، مطلوب من أتباعه أن يبلغوه للناس، قال ربنا عز وجل: “وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ…”.
وواصل: وكيف يتأتى بيانه للناس، واختلاف اللغات بين الخلق من النواميس الكونية، والأمور الفطرية التي فطر الله الخلق عليها، فإذا لم نتعلم لغة الأجانب انعدمت أداة التخاطب بيننا وبينهم، وحينئذ لا يكون التواصل متأتيا، ولا ممكنا، ومن هنا فإن تعلم لغة الأجانب يغدو أمرا واجبا وجوبا كفائيا على أمة الإسلام لنتمكن من تبليغ الإسلام ونشره بين أصحاب هذه اللغات.
وأردف: هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن العلوم العلمية من طب وهندسة وفلك وفيزياء للأجانب فيها تقدم ملموس، وباع طويل رغم أنها كانت بضاعتنا من قبل، وبدهي علومهم التي نحن في أمس الحاجة إليها بلسانهم أي بلغاتهم، فكيف يتأتى لنا الوقوف على هذه المعارف والعلوم إن لم نتعلم لغة أصحابها؟ ليمكننا مجاراتهم فيما هم عليه من تقدم بارع، وإلا فاتنا قطار الحضارة والتقدم، وكنا في محلك سر، ولا ينتظرنا أحد.
وأكمل أستاذ الفقه بالأزهر: ولو كان تعلم لغة الأجانب حراما كما قال الصديق لصديقه في هذه الرسالة ما أوجد النبي صلى الله عليه وسلم الكوادر بين صفوف الأمة التي تخصصت في تعلم لغة هؤلاء، وفي إحدى الغزوات بيننا وبين غيرنا، وكان غيرنا لا يعرف لساننا أي لا يتكلم اللغة العربية وجد من بين صفوف المحاربين من أمة الإسلام من كان يجيد لغة هؤلاء تحكي كتب السيرة هذه العبارة “فراطنهم وراطنوه”، وبعد التفاهم المشترك بين هذا الجندي الصحابي أعطاهم الأمان وفتح المكان بلا حرب ولا قتال.