الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من سجلات الشرف «معركة الجزيرة الخضراء»

الأحد 01/أكتوبر/2023 - 08:05 م

احتفالا بذكرى مرور خمسين عاما على انتصار حرب أكتوبر المجيدة، علينا دائما أن نذكر الأجيال الحالية والقادمة،  بالبطولات التى سجلها أجدادهم وآباؤهم الذين صنعوا بدمائهم وأرواحهم المجد والشرف الذى نتباهى به، فأعادوا الأرض، وقهروا العدو الذى ظن أنه لا يقهر، وحطموا غروره وكبريائه.
لن ننكر أن المصريين أصابتهم الصدمة، وفترت روحهم المعنوية بعد نكسة 1967، فقد تم الاستيلاء على سيناء، غير الخسائر العسكرية الفادحة في الأفراد والمعدات.
وكان من الطبيعي أن يتم رفع الروح المعنوية للأفراد المقاتلين، لتجاوز تلك النكسة، فكانت معركة رأس العش، وقد شرعت القيادة السياسية في إعادة بناء القوات المسلحة وإعادة هيكلتها، وتسليح الجيش ورفع كفاءته في التدريبات.
كانت حرب الاستنزاف هي الطريق إلى نصر أكتوبر، لما تم فيها من عمليات فدائية عظيمة، ومن خلالها تم الوقوف على مدى جاهزية القوات للمعركة الحاسمة، ودراسة الخطة ومعالجة قصورها، وتدريب كل فرد على مهامه جيدا، وانتظر الجميع بشغف ساعة الحسم. 
وتكبد العدو خسائر كبيرة في المعدات والأرواح في تلك المناوشات حتى تم قبول معاهدة روجرز.
لكن تلك الحرب جعلت العدو لا يهدأ ولا يستريح، وهو الذى ظن أن مصر انكسرت، ولن تستطيع خوض غمار معركة أخرى قبل عشرين عاما على الأقل، لكنه تأكد أن المصريين عازمون على استرداد الأرض مهما كانت التضحيات.
فقد سطر التاريخ بحروف من نور أروع الأمثلة فى التضحية والفداء والجود بالروح والدم لاسترداد أرضهم المسلوبة.
عكس ما يحدث الآن من مصريين يعيشون على أرضه ويلتحفون بسمائه وينعمون بأمنه ويسعون إلى تقويض الوطن، ومحاربة أبنائه نصرا لجماعتهم، وليس حبا فى وطن يعيش فينا ونعيش فيه وهم يدعون الفضيلة وهم خائنون إرهابيون يسعون فى الأرض فسادا، يروجون الشائعات ويسفهون كل إنجاز.
ومن سجلات الشرف والبطولة التي نسردها اليوم معركة الجزيرة الخضراء.
وهى تقع بالقرب من السويس، وبعيدة عن ميناء الأدبية بحوالى 6 كم، وسميت بهذا الاسم لأنها تتكون من بروز صخرى كبير وسط مياه الخليج وفوق غابة من الشعب المرجانية الخضراء.
وتعود أهمية تلك الجزيرة إلى أنها المدخل الجنوبى للقناة، ومركز استطلاع ومراقبة لقوات الجيش المصرى، وحائط صد لأى عملية هجوم لاقتحام قناة السويس ومدينة السويس.                   
 ونظرا لأهمية موقعها الاستراتيجى سعى العدو الصهيونى إلى احتلالها بكافة الطرق، ولم تتوقف هجماته المتتالية للاستيلاء عليها.
فسعى العدو بعملية إنزال بحرى بالضفادع البشرية وقوات الصاعقة وعملياته الخاصة لمفاجأة القوات المصرية على الجزيرة وقتلهم للسيطرة عليها.
ولولا يقظة المصريين وأن هناك مؤشرات وبعض الشواهد من الملاحظات العميقة للقيادة المصرية والمخابرات التى توقعت الهجوم قبل وقوعه مما جعل القوات في حالة استعداد دائم، وتأهبت القوات المصرية للمواجهة المحتملة فى أى وقت، وبدأت المعركة عندما لاحظ جندي مصري من حراس الجزيرة، أجساما تطفو فى صمت فى المياه فتعامل معها مباشرة وتحول الصمت إلى وابل متبادل من إطلاق النيران والقنابل الحارقة وغيرها من الأسلحة المختلفة من الطرفين.
وعليكم أن تتخيلوا وصفا للجزيرة وطبيعتها، فهى تتكون من ثلاثة طوابق، الطابق الأول يقع تحت سطح الماء وهو خرسانى عبارة عن مستودع للذخيرة، والثانى الذى يعلوه أرض للطابور وغرف إدارية ومبيت للأفراد، والثالث مربض إدارة النيران بدشمة وتحصيناته.
وأثناء الهجوم كانت قوات العدو كبيرة تقدر بحوالى 800 فرد وتفوق قواتنا بكثير حيث كانت قواتنا المرابطة على الجزيرة 105 أفراد فقط.
 وتم إرسال إشارة باللا سلكى إلى الفوج السادس ومبنى القيادة في السويس لإرسال تعزيزات مع بداية المعركة، لأن الموقف خطير، والعدو في طريقه للاستيلاء على الجزيرة رغم بسالة جنودنا، ورغم  التفوق العددى للعدو، كان هناك تصميم من الأفراد في الدفاع عن الجزيرة حتى آخر نفس، ولحين وصول التعزيزات.
وهنا طلب قائد القوات بالجزيرة من القيادة ضرب الجزيرة بمن عليها بالمدفعية الثقيلة، وأنهم سينزلون فى المخزن الخرسانى لمدة عشر دقائق مدة الضرب المتواصل حتى لا يسمح للقوات الإسرائيلية بمحاولة السيطرة عليها، وقد كان له ذلك.
ووسط بسالة الأبطال المصريين وبعد أن وصلتهم قوات الدعم استطاعوا ضبط صفوفهم ومطاردة فلول العدو الصهيونى وتكبيدهم خسائر فى الأرواح والمعدات واستطاع أبطالنا إسقاط طائرة ميراج وكذلك طائرة هليكوبتر، وغرقت بعض لنشاتهم، واستمرت المعركة حتى ولى العدو هاربا.
وقد اعترف العدو فى بياناته عن المعركة ببسالة المقاتل المصرى واعترف بخسائره فى الأرواح والمعدات.
وتلك كانت صفحة مضيئة من سجل الشرف للمقاتل المصرى المليء بالصفحات التي نفتخر بها.
رحم الله شهدائنا الأبرار 
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن 
 

تابع مواقعنا