دعاء الاستفتاح.. صيغ الرسول لاستفتاح الصلاة
يعد دعاء الاستفتاح من السنن الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم عند أداء الصلاة سواء كانت الفريضة أو النافلة، وقد ذكرت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة الصيغ الصحيحة لذكرها وفقًا لما جاء عن النبي، عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذا استَفتَحَ الصَّلاةَ قال: سبحانَك اللَّهمَّ وبحمدِك، وتبارَكَ اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إلهَ غيرُك)، وقد ذكر الحنفية زيادة على هذه الصيغة وهي قول المصلّي: "وجلّ ثناؤك"، ولم يذكرها الجمهور فيمكن الإتيان بها ويمكن تركها، وتلك أحد صيغ دعاء استفتاح الصلاة، لذا يتطلع المسلمون إلى معرفة جميع العبارات التي جاءت ضمن دعاء الاستفتاح.
ويحرص القاهرة 24، على نقل كافة الأخبار والخدمات التي تهم المتابعين في مختلف المجالات، لهذا نستعرض لكم فيما يلي دعاء الاستفتاح، ودعاء استفتاح الصلاة، بالإضافة إلى دعاء الاستفتاح في الصلاة، ودعاء الاستفتاح قبل الصلاة.
دعاء الاستفتاح في الصلاة
يأتي دعاء الاستفتاح في الصلاة كسنة عن الرسول عند جموع الفقهاء والعلماء، وهي تلك الألفاظ الذي لابد من قولها قبل تكبيرة الإحرام وقراءة سورة الفاتحة، ولم يتم الاتفاق على صيغة محددة له، لذا يمكن أن نردد ضمن دعاء الاستفتاح في الصلاة، الدعاء المذكور في الحديث الآتي، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع ".
دعاء استفتاح الصلاة
اتفق العلماء على أن دعاء استفتاح الصلاة مستحب وليس واجبًا ذكره قبل صلاة الفروض الخمسة وما قبلها وبعدها من النوافل، بمعنى أنه من لم يعتاد قول دعاء استفتاح الصلاة، لا إثم ولا ذنب عليه وصلاته صحيحة، وبالتالي على المسلم ذكر ما يختاره من صيغ دعاء الاستفتاح، نظرًا لكثرة الأقاويل الواردة بهذا الشأن، فإن كل مذهب من المذاهب الأربعة، قد عرض دعاء الاستفتاح بكلمات مختلفة عن غيره، ومن بينهم الصيغة التالية.
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً -قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً- فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ).
دعاء الاستفتاح قبل الصلاة
يتساءل عدد كبير من الأشخاص عن دعاء الاستفتاح قبل الصلاة ومتى يقال، وذلك لرغبتهم في الاطلاع عليه بشكل صحيح، خاصة مع كثرة الروايات المذكورة حول دعاء الاستفتاح، لذا ينبغي على المسلمين معرفة الصيغ جميعها، واختيار ما يناسبه منها، باعتبار أن دعاء الاستفتاح يستحب قوله قبل كل صلاة، وإن كان هناك اختلاف بشأن هل يقال في الفريضة أم النافلة، فبعض العلماء يذهبون إلى أن بعض الصيغ منه مخصصة لقيام الليل والنوافل فقط، والبعض الآخر يؤكد أن جميعهم يمكن ذكرهم في الفريضة والنافلة معًا.
لذا تأتي هذه الصيغة في إطار دعاء الاستفتاح قبل الصلاة، عن علّي بن أبي طالب رضي الله عنه: (أنّ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّهُ كانَ إذَا قَامَ إلى الصَّلَاةِ، قالَ: وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتي لِلهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ).
