تبادل الأزواج وتشويه ذكريات وأجساد الفتيات.. إلامَ تطرقت الدراما المصرية منذ عشر سنوات؟ | تقرير
تمر الأيام والأعوام، والشيء الثابت دائمًا، هو ارتباط أحداث حياتنا بالسينما والدراما والفن بشكل عام، فطالما أنقذتنا أعماله من أحلك الليالي، وساهم في لم شمل الأُسر ملتفين حول الأريكة، متلهفين لسماع أخبار ممثليهم المفضلين، في مسلسل السابعة مساءً، وكثيرًا ما حُفرت تلك الأعمال الفنية بذاكرة طفولتنا ومراهقتنا وجميع مراحل الحياة، نذهب ونأتي وتهم بنا الحياة، ويظل الشيء الساكن.. هو خلود الدراما المصرية وزيادة رونقها يومًا بعد يوم.
وبمعدل سنوي، يُضاف لقائمة الأعمال الفنية المصرية، وتحديدًا الدرامية، باقة من المسلسلات المتنوعة الفريدة، صاحبة القضايا المتجددة التي تُناقش بشكل مختلف، وإذا نظرنا بنظرة متمعنة في أعمال الأعوام السابقة الدرامية، وجدنا أنه منذ 10 أعوام وتحديدًا في موسم رمضان عام 2013، عرضت باقة من المسلسلات التي ناقشت عددا كبيرا من القضايا التي نوقشت لأول مرة، وبالفعل تم تقديمها بطريقة مناسبة وسلسة، مما ساهم في إحداث تغيرات في الأحوال العامة بالمجتمع، عندما أشارت تلك الأعمال بشكل غير مباشر، إلى قسوة الواقع الذي نعيشه يوميًا، بوجود تلك القضايا، وهؤلاء البشر حولنا.
ونستعرض في هذا التقرير أبرز أعمال عام 2013 الذي مر عليها 10 أعوام، والتي ناقشت قضايا فريدة من نوعها بشكل مختلف ومتجدد:
شايف أحلامهم حاسس بوجعهم.. عبد القوي مُشوه ذكريات وأجساد الفتيات
طفولة مشوهة، أجساد مُدمرة، ذكريات مُفسَدة، وأحلام بالطبع مُهدمة، كل ذلك وأكثر، حققتها شهوات مريض نفسي يُدعى عبد القوي النجعاوي -صلاح السعدني-، رفع راية تدمير مستقبل الفتيات، وقرر الزواج فقط من القاصرات، من هن تحت السن القانونية للزواج، لديه مزاج خاص في تخريب الواقع وقوانينه، والالتزام بقوانينه هو وحده، وكان مسلسل القاصرات من أولى الأعمال التي ناقشت أمر زواج القاصرات، مررنا معهن في رحلة غضب وتعب أعصاب؛ نظرًا لوحشية ما رأيناه في مشاهد العمل، فتاة لم تتجاوز الـ 13 عامًا تحاول أن تُسقّط جنينها، وأخرى لا تعلم عن عالم الأزواج شيئًا وفجأة تجد حالها سيدة متزوجة ومسئولة عن رجل، لم تتمنّ يومًا أن تمر بجابنه من محض الصدفة حتى.
ستقابلهم اليوم أو غدًا أو ربما بعد الغد.. صبيان النعجة سائلين العطاء من كل مار
مما لا شك فيه، أنه لم تكن معلومات مشاهدي مسلسل بدون ذكر أسماء، عن عالم التسول والشحاذة، تتعدى القدر البسيط قبل مشاهدتهم لأحداث هذا العمل، كنت تعتبر أنه عندما يقابلك سائل عطاء في إشارة مرور أو حتى على أرصفة الشوارع، ستعطيته اللي فيه النصيب وينتهي الأمر على ذلك، ولكن الذي كشفه الكاتب وحيد حامد، أن عالم التسول هو مهنة مكتملة الأركان ومستقلة بذاتها، لها قوانينها التي تحكم جميع العاملين بها، فلكل منطقة رئيس لحركة التسول بها، وركزت أحداث المسلسل على منطقة وسط البلد والتي كانت تترأسها النعجة -فريدة سيف النصر-، وصبيانها وبناتها التي تسرحهن، وذراعها اليمين رجب الفرخ -محمد فراج-، وأكثر من كل هذا بكثير، خلف كواليس مسرح التسول والشحاذة.
كل بني آدم خطّاء.. وخطأ عن خطأ يفرق
شيوخ فضائيات، قوّاد مُحافظ على شرف ابنته، ظابط مُستخدم لسلطاته كما يهوى، قوّادة متبرجة هنا.. وزوجة شيخ محجبة هناك، نجد كل هذا في مسلسل موجة حارة، الذي نطقت أحداثه بكل ما أخفاه المجتمع لسنين، كشف الستر عن نماذج عديدة من البشر، نعيش معهم ونحيى كل يوم بجانبهم، ولا يلعم خبايا نفوسهم إلى المولى عز وجل، فناقش العمل قضية الدعارة التي يعتبر ممارسيها أنهم فوق القانون وأنهم لا يفعلون شيئًا به عيبًا أو حرمانية حاشا لله، يمارسون لعبة تبادل الأزواج بمبرر الملل الزوجي، وينسون أن يطلقوا على هذا الفعل مسمّاه الحقيقي.. الزنا، ظابط شرطة يُصفي حساباته مع متهمينه كيفهما شاء، وزوجة تخون زوجها بحجة نقص دخلهم المادي، والعديد من الموضوعات الشائكة، التي طرق أبوابها الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة.
حياة المريضة نفسيًا والمنفصمة شخصيًا
طرقت الفنانة غادة عبد الرازق، أبواب المرض النفسي من أوسع مداخله، فعرضت قضية المرض النفسي وتحديدًا مرض انفصام الشخصية، الذي بلا شك كان أمرا غير مألوف على المشاهدين، فلعبت دور حياة المصابة بهذا المرض، والتي مكثت بمصحة الأمراض العقلية والنفسية لعدد كبير من السنين، ثم خرجت من جديد، لتنتقم من أسرتها التي ظنت أنهم من أدخلوها المصحة ظلما وادعوا عليها بهذا المرض، كما خرجت لتُعيد ابنها إلى حضنها، وتعاطفنا معها بشكل كبير طوال أحداث العمل، حتى نكتشف بنهاية الحلقات، أنها لم تكن مظلومة بأي شكل من الأشكال، وأن نجلها هذا هو في الواقع نجل شقيقتها وليس هي، ويتضح أنها بالفعل مصابة بذلك المرض.