القطة العامية كوميديا سوداء تناقش قضايا الأبناء في رابع أيام المهرجان الختامي لنوادي المسرح
شهد قصر ثقافة روض الفرج العرض المسرحي القطة العامية في رابع أيام المهرجان الختامي لـ نوادي المسرح في دورته الـ 30، دورة الكاتب محمد أبو العلا السلاموني، والذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.
القطة العامية لفرقة البحيرة المسرحية، تدور فكرته حول الضحايا من الأبناء الذين تعرضوا للقهر والطمس من قبل آخرين عاصروا تجارب مؤلمة.. وقد يكون ذلك الشخص القاهر.. الظروف، أو الأهل والمجتمع.
القطة العامية كوميديا سوداء تناقش قضايا الأبناء في رابع أيام المهرجان الختامي لنوادي المسرح
ويناقش العرض العديد من المشكلات المجتمعية منها زواج القاصرات، التمييز بين الولد والبنت، ختان الإناث، وكذلك التغييرات التي تطرأ على المجتمع من خلال عرض تجارب شخصية بشكل عبثي ممزوج ببعض الرمزية والكوميديا السوداء، ويتم عرض ذلك من خلال مجموعة من الأطفال يلعبون لعبة القطة العامية التي يظهر فيها حلم كل طفل، يتم طمسه واحدا تلو الآخر.
القطة العامية تأليف سامح عثمان، بطولة إسراء هنيدي، حسن الشاعر، إبراهيم الرياني، كريم المرلي، يوسف وليد، عمر معروف وملك الجندي، مخرج مساعد زياد الصاوي، مخرج مساعد حازم سمير، إضاءة محمد عفيفي، ألحان عصام علاء، موسيقى مروان سمير، أشعار محمد سعودي، عزف عبد الرحمن بدوي ومروان سمير، ديكور أمنية فايد، الاء محمد، حنين الحناوي، كيروجراف أحمد المغربي، إخراج جابر نصار.
أعقب العرض ندوة نقدية لمناقشة النقاط الفنية أدارها المخرج محمد صابر، بحضور كل من الناقد الدكتور محمد زعيمة، الناقدة الدكتورة لمياء أنور، التي بدأت حديثها قائلة: يعد العرض نموذجا جيدا لعروض نوادي المسرح، والنص المسرحي جاء مليئا بالأفكار، ومتجدد طوال الوقت وظهر ذلك من خلال تناول القضايا الماضية والحالية والمستقبلية، من أهمها القضايا السلطوية التي تجعلنا نتساءل.. من يتحكم في أحلامنا ومستقبلنا، ونبحث دائما عن الحلم المفقود، وأضافت أن التكثيف في العرض كان له دور جيد وجميع عناصر العمل "التمثيلية والأشعار، والألحان، والأزياء" كانت رائعة ومناسبة للعمل.
من جانبه أوضح الناقد الدكتور محمد زعيمة أن العرض قائم على أحلام بسيطة وأشياء غير مكلفة وحكايات غير مكتملة، مما جعله يتميز بالإيجاز وهو جزء من البلاغات التي تجعلنا نصل إلى الشاعرية والرقة والنعومة مما يصنع حالة من المتعة، كما أن التنقل من حالة إلى أخرى ومن شخصية إلى أخرى ساعد على تميز العرض وسرعة إيقاعه وعدم الشعور بالملل.
وأضاف أن هذا العمل نابع من فكر جيد، فالديكور حمل دلالات كثيرة مثل لوحة فان جوخ التي تم تجريدها وحذف الألوان منها، والرسم الموجود يدل على أنه رسم لأطفال وبراعم يحلمون، كما أن عناصر العرض اجتمعت لتعطى إحساسا شاعريا يصل بالمشاهد إلى حالة مسرحية مبهجة، على الرغم أن العرض "كوميديا سوداء".
والمهرجان الختامي لنوادي المسرح يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وتنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، ويشارك به هذا العام 27 عرضا مسرحيا من مختلف أقاليم مصر، يستمر عرضها حتى منتصف أكتوبر الحالي، ويصدر عنه نشرة يومية، بالإضافة لكتيب وندوات تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين، كما تقام ورش عن الفلسفة النوعية لعروض نوادي المسرح بعنوان البناء الدرامي المغاير في عروض نوادي المسرح نصًا وصورة، يقدمها مجموعة من المدربين المتخصصين.